اخبار السعودية : ثورة في عالم الإنشاءات تقودها الخبرات المحلية

لا يعدّ القول بأن المشاريع الضخمة والعملاقة في المملكة العربية السعودية ستضع معايير عالمية جديدة ضرباً من المبالغة، فمشروع (ذا لاين) في نيوم يخطو خطىً ريادية في نهج غير مسبوق من التخطيط الحضري والطرقي، في حين تهدف مشاريع جزيرة سندالة إلى إعادة تعريف معنى السياحة فائقة الفخامة.

ومع استعداد هذه المشاريع لإدماج التقنيات فائقة التطور ابتداءً من الذكاء الاصطناعي ووصولاً إلى التاكسي الطائر، فإن هذه التقنيات من شأنها أن تلفت انتباهنا بضخامتها ناهيك عن الجوانب والتقنيات المتطورة الأخرى التي تطبّقها هذه المشاريع، والتي على الرغم من كونها متخصصة ومحدودة النطاق، إلا أنها واعدةٌ وبقوّة في قدرتها على إيجاد حلول للمشاكل العالمية الكبرى مثل تغير المناخ وعدم كفاية المساكن.

وفي هذا الشأن، قال السيد بشار كيالي، المدير العام لشركة أليك سوليوشنز والشركات المنبثقة عنها (لينك للبناء التركيبي) و (إيه إي إس) أن القاسم المشترك بين المشاريع الرائدة في المملكة العربية السعودية هو رغبتها في تحقيق أعلى معايير الجودة وسرعة التسليم والاستدامة. وأضاف كيالي بأن هذا الهدف دفع تلك المشاريع نحو تبني أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال البناء الحديث، مما جعل المملكة ميداناً لاختبار باقةٍ من أكثر التقنيات المتطورة تقدمًا وحداثةً في مجال البناء.

ومن بين أبرز هذه التقنيات المتطورة تقنيات البناء بالوحدات الجاهزة ( التصنيع الهيكلي)، والتي تقوم على تصنيع الوحدات أو الأجزاء المعمارية مسبقًا خارج موقع المشروع في بيئات مصنعية ذات ظروف مثالية، ثم نقلها إلى مواقع البناء للتجميع، أي بالطريقة ذاتها المستخدمة لتجميع مكعبات الليغو. وخلال العامين الماضيين، قامت الشركة الرائدة على الصعيد الإقليمي في مجال البناء باستثمارات كبيرة في إنشاء مكاتب ومستودعات ومرافق تصنيع في مختلف أنحاء المملكة.

ومن خلال الشراكات التي عقدتها مع شركات محلية مثل الشركة السعودية للتعمير، تشارك شركة أليك بفاعلية في تطوير العديد من المشاريع الرئيسية في المملكة، بما في ذلك بوابة الدرعية، والمتنزه الترفيهي المائي في القدية، ومضمار سبيد بارك، ومشاريع جزيرة سندالة. وفي هذا الاطار، تلتزم الشركة التزاماً راسخاً بدمج أساليب وتقنيات البناء المتطورة في كافة هذه المشاريع.

وعن أسباب تشجيع المملكة بشكل خاص لتقنية التصنيع الهيكلي ، قال الكيالي: “التصنيع الهيكلي ليس مفهومًا حديثًا في حد ذاته، حيث يعود تاريخ هذه التقنية إلى عدة عقود، إلا أن تطورها كان بطيئًا وغير ملحوظ. وبعد أن عانت هذه التقنية ما عانته من انتكاسات بسبب التصورات السلبية المبنية على واقعها المبكر، حيث كانت هذه التقنية في بداياتها تركز في المقام الأول على خفض تكاليف البناء، يقود المطورون السعوديون الآن مسيرة التحول الثوري لهذه التقنية. ومع التركيز على سلاسة التنفيذ ومراقبة الجودة بوصفهما العاملين الأهم في هذا التحول، فقد أصبح قطاع البناء الهيكلي قادرًا أخيرًا على الارتقاء إلى مستوى إمكاناته الفعلية”.

وتعد المساحة الجغرافية الشاسعة للمملكة من العوامل الأخرى التي تعزز تبني وتطوير تقنية البناء بالوحدات الجاهزة ، حيث تفرض هذه المساحة تحديات تواجه بناء المشاريع في المواقع النائية باستخدام الوسائل التقليدية وحدها. وعن هذه التحديات يقول كيالي: هناك تعقيدات لوجستية هائلة تتعلق بنقل المواد وتوفير الخبرات الاحترافية في مثل هذه المناطق. وعند مقارنة هذا النهج مع بناء أقسام كاملة من المباني بدقة في مصانع ذات بيئات مضبوطة تقع بالقرب من المناطق الحضرية المزدهرة، يتضح لنا سبب اعتماد تقنيات البناء الهيكلي في تنفيذ العديد من أبرز وأهم المشاريع في المملكة.”

ولا شك بأن استعداد المملكة لتبني تقنية البناء بالوحدات الجاهزة يحمل في طياته فوائد جمة تتجاوز مجرد تسليم مشاريع عالية الجودة في الوقت المناسب. فالفوائد البيئية والاقتصادية التي تقدمها هذه التقنيات لا تقل أهمية عن الجودة العالية ودقة مواعيد التسليم. وفي هذا الصدد، يقول كيالي: “إن القدرة الفائقة لتقنية البناء الهيكلي على تكرار النتائج بدقة عالية غالبًا ما تنعكس في ترشيد استخدام المواد، مما يؤدي بالتالي إلى تقليص البصمة الكربونية للمشاريع بشكل ملحوظ. علاوة على ذلك، فإن القدرة على تصنيع الأجزاء المعمارية مسبقًا تحد بشكل كبير من احتياجات النقل واستهلاك الطاقة في مواقع البناء، مما يسهم في تعزيز الاستدامة البيئية للمشاريع”.

ويرى السيد بشار كيالي أن البناء الهيكلي يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في تعزيز مشاركة المواطنين السعوديين في قطاع البناء المتنامي في المملكة. وهنا يقول: “مقارنةً بمشقة الحياة والعمل في مواقع البناء النائية، فإن العمل في مرافق مريحة ومجهزة خصيصًا في المدن الكبرى أو حولها يعد عامل جذب قوي، قد يسهم في استقطاب المزيد من المواطنين السعوديين للعمل في هذا القطاع الحيوي. ولأن هذه التقنية الحديثة تُستخدم على نطاق ومستوى جودة غير مسبوقين في أي مكان آخر، فإن هؤلاء المهنيين السعوديين ستتاح لهم الفرصة لاكتساب وتطوير مهارات ستغدو مطلوبةً في جميع أنحاء العالم”.

ومع توافر الكثير من الفرص الواعدة في قطاع التشييد والبناء، ترى شركة لينك أن الوقت قد حان للشركات المحلية والدولية للاستثمار بجدية في تطوير قدراتها في مجال البناء الهيكلي. وفي هذا السياق، يقول السيد جراهام بيتي، مدير العمليات في شركة لينك: “لا شك أن تبني هذه التقنية يتطلب استثمارات كبيرة في رأس المال، لكن الشركات الرائدة في هذا المجال، مثل شركة أليك، والتي تدرك تمامًا أن هذا هو مستقبل البناء في المملكة، مستعدة للقيام بالاستثمارات اللازمة”.

وقد أنشأت لينك حتى الآن أكثر من 31,000 متر مربع من مرافق البناء الهيكلي في مختلف أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، كما سلمت العديد من الوحدات التركيبية مسبقة الصنع لمشاريع متوزعة في جميع أنحاء المنطقة. ويضيف السيد بيتي:” نظرًا لكون المشاريع الضخمة والعملاقة في المملكة تمثل تجسيدًا حيًا للمزايا الاستثنائية التي يمكن أن يقدمها البناء المعياري عند تطبيقه بكفاءة، فمن المؤكد أن قطاع البناء العالمي سيلتفت إلى هذه النقلة النوعية. ولا شك أننا سنشهد قريبًا تصدير التقنيات والمهارات التي يتم صقلها وتطويرها في المملكة إلى جميع أنحاء العالم، مما يعزز مكانتها كدولة رائدة في مجال البناء الحديث والمستدام.”

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى