اخبار السعودية : عنوان لكرم الضيافة.. بيوت الشَّعر ترمز للأصالة والتراث بجمالية التصاميم
تمثل بيوت الشَّعر هوية ثقافية وطرازًا حضاريًا يثري الأصالة بجماليات التصميم؛ لتبقى عنوانًا لكرم الضيافة وحسن الاستقبال؛ التي تتوارثها الأجيال؛ وتكون غالبًا ذات مساحة واسعة لتفي باستقبال أكبر عدد ممكن من الزائرين؛ حيث تتزين باللمسات والنقوش التي تليق بمكانة هذا الطابع التقليدي والتاريخي؛ بل وأصبحت تنافس المجالس الحديثة من حيث استحسان الجلوس والإقامة فيها لفترات طويلة؛ خاصة في أوقات الشتاء؛ حيث كانت تصنع قديمًا من شعر الماعز المخلوط بصوف الضأن؛ حتى يتماسك عند نزول المطر.
وتتميز هذه البيوت بقدرتها على مقاومة حرارة الشمس والرياح والرمال؛ فمع كونها مكانًا لاستقبال الضيوف من الزائرين وعابري السبيل؛ تعدّ المكان المفضل لعقد الجلسات بين شيوخ القبائل وأفرادها لمناقشة أمور القبيلة أو للتسامر، إضافة لكونها ديوانية خصبة للشعراء؛ ليطروا ما تجود به قريحتهم من أبيات شعرية ونثرية كانت شاهدة على حقبه تاريخية عظيمة مرت بها الجزيرة العربية.
وتبدأ عملية بناء بيوت الشعر في الوقت الحالي بتخصيص قطعة من الأرض يتم إلحاقها بركن القصور والمنازل الفاخرة أو الاستراحات أو حتى المنازل الصغيرة التي تم تشييدها بمساحات مختلفة؛ وذلك بصب هذا الجزء كأول خطوة لتأسيس مجلس الشعر، ومن ثم تتوالى وتيرة البناء بعمل هيكل مستقل من “التيوبات” والمواسير الحديدية؛ التي يتم تفصيلها لتصميم الهيكل بطريقة تتناسب مع مساحة الخيمة المطلوبة مرورًا بتركيب القماش الخارجي والداخلي وانتهاءً بالتجهيزات الأساسية لمكونات المجلس من إضاءة وديكورات؛ فيما يميل الأغلبية في تجهيز بيوت الشعر إلى الجلسات الأرضية عند التأثيث، فيما يستحسن آخرون الجلسات المرتفعة ذات المساند التي يزينها بعض النقوش بألوان مختلفة.
ويُعد “المشبّ” أو الوجار من أهم الإضافات الأساسية لبيت الشعر؛ وهو عبارة عن فتحة دائرية أو مربعة مجوفة إلى الخارج يوقد فيه النار للتقليل من الدخان، ويستخدم لتجهيز القهوة العربية الأصيلة، مع وجود رفوف لحمل أدوات القهوة، ويتم عمل هذا المشب من الطين وبعضها من الطوب الأحمر العازل والرخام في بدايته وهو المفضل عند الكثير من الناس.
وتختلف أذواق الأشخاص في طريقة بناء بيوت الشعر وتصاميمها؛ فمنهم من يستلهم فكرة التصميم من البيوت البدوية في الصحراء “الخيمة” بلونها المائل للسواد والتي كانت تنتشر بشكل لافت قديمًا في أراضي جزيرة العرب القاحلة مع تزيينها ببعض اللمسات الحديثة تكون مقاربه لمكونات الخيمة لجعلها تحفه تراثية تضفي على مجلس بيت الشعر عبقًا تاريخيًا.
ويتراوح ارتفاع بيت الشعر ما بين مترين و45 سنتيمترًا إلى ثلاثة أمتار وبمساحات مختلفة تبدأ من عرض مترين ونصف أو ثلاثة، وقد تصل الأطوال إلى أكثر من عشرة أمتار، ويعمد الكثير في الوقت الحالي إلى استخدام الألوان الفاتحة العاكسة لحرارة الشمس في بناء وعمل عازل حراري وعازل مائي وعازل ترابي وتدعيمها بأخشاب واسفنج لتصميم البطانة والجوانب من خشب الرواق؛ فيما يدخل القرميد كعنصر أساسي في تشكيل الهرم الخاص لسطح بيت الشعر كشكلٍ جمالي وأكثر مقاومة للعوامل المناخية.
وتُستخدم في بيوت الشعر أنواع من الأقمشة الداخلية “السدو” و”الشلش” في عملية التزيين، ويكون باب البيت من الزجاج لتسهيل عملية الرؤية للخارج واستقبال الضيوف؛ فيما يعمد الكثير إلى بعض الإضافات العصرية لبيوت الشعر كوسائل الترفيه الحديثة كنوع من التسلية والتشويق والمكوث أطول فترة فيه؛ فيما كانت الألوان الرئيسية التي تُصنع منها بيوت سابقًا هي اللونان الأسود والأبيض المستوحى من الخيمة البدوية، ويتميز قماشه بالسماكة؛ مع إضافة لمسات جمالية وديكورات أو نقوش جمالية.
وتطورت هذه الصناعة في الوقت الحالي بشكل لافت، وأصبحت الخامات المستخدمة في إنتاج الأقمشة والأعمدة ذات جودة بمواصفات عالية وزادت الألوان للأقمشة كاللون الأسود والبني الغامق والأحمر والأبيض أو نوع القماش والإضافات المطلوبة حسب رغبة كل عميل.
وتقدم محال ومصانع بيوت الشعر خدمات إضافية حسب رغبة العميل تشمل التجهيزات والديكورات الداخلية والجلسات والمفروشات ومنها كذلك مشب نار وشواية، إلى جانب معدات تجهيز القهوة وفوانيس قديمة أو حديثة وعمل الأرضيات بأشكال مختلفة وإضافة الفرش العربي والسجاد من خامات مختلفة منها الوطني والمستورد.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.