اخبار السعودية : "الشنقيطي": فتاوى الرسول الكريم امتازت بأساليبها البليغة المعبرة المطابقة لأحوال المُخاطَبين

استَأْنَفَت ندوة “الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما” في نسختها الثانية جلساتها الصباحية، بالمسجد النبوي اليوم، وانطلقت الجلسة الثانية بعنوان “الفتوى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين” برئاسة المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالمحسن التركي، ومقرر الجلسة المشرف على الأنظمة والشؤون الاستشارية والقانونية برئاسة الشؤون الدينية الشيخ سلمان بن صالح المقوشي.

وتحدث المدرس بالمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي عن منهج الفتوى في العهد النبوي، وقال: “إن الفتوى في العهد النبوي لم تكن مقتصرة على النبي صلي الله عليه وسلم؛ بل نال هذا الشرف الرفيع عدد من أصحابه -رضي الله عنهم- الذين أخذوا الدين من منبعه الصافي، فالتزموا أوامرَ الشريعة وأحكامَها، وأفتوا الناس حسب ما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

وأضاف أن فتاوى الرسول صلى الله عليه وسلم، امتازت بأساليبها البليغة المعبرة، المطابقة لأحوال المُخاطَبين، تراعي أحوالهم والفروق بينهم، فتارة يفتي بالعزيمة والحزم وتارة بالرخصة، وكانت غاية في الوضوح والظهور، خالية من التعقيد والتكلف، واقعية، مبنية على الحكمة، مراعية للمصلحة والعدل، تخاطب الناس وفق المعهود، فيتلقونها بيُسر وسهولة دون حيرة وتردد.

بدوره، تناول إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان “منهج الفتوى في عهد الخلفاء الراشدين”، مشيرًا إلى أن الإفتاء من قضايا الدين المهمة؛ التي تناولتها النصوص الشرعية، وقد أعظم الشارع فضله ومكانته، وخصّ أهله بمزيد من العناية.

وبيّن أن الفتوى في عهد الخلفاء الراشدين لا تصدر إلا من أهل العلم والفضل والكفاءة، وأن المنهج العام للفتوى الشرعية في عهد الخلفاء الراشدين يقرر قصر الفتيا في بعض المجالات والتخصصات لذوي الكفاءات والتخصص وكانت تحظى باهتمام الخليفة ومتابعته لما يصدر من فتاوى المجتهدين في زمنه، وتعتمد على منهج عام منضبط مشيرًا إلى أن الصحابة في عهد الخلفاء الراشدين؛ كانوا يهابون الفتوى ويحذرون من الجرأة عليها.

من جانبه تحدث عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور عبدالله بن سليمان الغفيلي عن أهمية تأصيل الفتاوى على ضوء المنهج النبوي وأثره الإيجابي على المجتمع الإسلامي، ودور ذلك في تحقيق الاعتدال والوسطية، وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والثقافي، وتعزيز الفهم الصحيح للدين والمعتقد السليم.

وأفاد بأن الفتوى متى توافرت فيها الضوابط والشروط؛ فهي فتوى شرعية، ينبغي على المستفتي العمل بمقتضاها؛ ومن هذه الضوابط والشروط أن تكون الفتوى مضبوطة، ومعتمدة على الدليل الشرعي المعتبر، وعدم تتبع الرخص وتقديم الفتوى الجماعية على الفتوى الفردية.

وفي نهاية الجلسة، تناول المدرس بالمسجد النبوي الدكتور عبدالسلام بن محمد الشويعر، موضوع تطبيقات الفتاوى على ضوء المنهج النبوي في الحرمين، وعن الفتوى والتدريس في مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام ومدينته في القرون الثلاثة الأولى، وأدب السلف الصالح في ذلك، وخصائص فتوى النبي صلى الله عليه وسلم، وتمنُّع السلف الصالح عن الفتوى في مسجد الرسول المصطفى، حتى يشهد لهم غيرهم من أهل العلم، مع حرصهم على أن تكون الفتوى بالنَّقْل والأثر لا بالرأي والحدس.

وبيَّن أن من خصائص فتوى النبي صلى الله عليه وسلم: أن حكمه مقطوع به، بينما سائر فتوى وحكم الأئمة والقضاة مظنون، وأن الأصل في فتاواه عليه الصلاة والسلام العموم، والتعليل في كثير منها.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

Exit mobile version