اخبار السعودية : مُعلِّم يروي معاناته مع "الغيبوبة الصناعية": معالم الأرض اختفت ولم تبقَ سوى قطعة صغيرة
كشف خالد عكاش (مُعلّم سعودي) تفاصيل تجربته مع الغيبوبة نتيجة إصابته بكورونا، التي زادت معاناته بسبب مرض تصلُّب الكلى؛ وقرر الأطباء تخديره، ودخل في غيبوبة صناعية، استمرت فترة طويلة، كان يشعر خلالها ويسمع ويشاهد ما يدور حوله في بعض الأوقات، وكان يرى أحلامًا يعجز الذكاء الاصطناعي عن تخيُّلها.
وتفصيلاً، قال “عكاش” إنه بعد الإفاقة من الغيبوبة لم يستطع الكلام، وكان يفكر كيف سيشرح لطلابه، ويحمل همَّ مهنته بوصفه مُعلمًا، وصُدم من مرور وقت وطويل على غيبوبته، وعانى صعوبةً في الكلام، وفَقَدَ 24 كيلو من وزنه.
وأضاف “عكاش” في حديثه على بودكاست «ثمانية»: “عمري 39 عامًا، مريض بفشل كلوي، وعانيت غيبوبةً استمرت فترة طويلة إلى حد ما، وكان الناس يعتقدون أني كنت وقتها نائمًا ومرتاحًا، وأن هذه الأيام مرت عليَّ بسهولة، لكن بالنسبة لي كانت عذابًا لا يعلمه إلا الله رب العباد”.
وروى قصته قائلاً: “في عام 2015 تقريبًا ذهبتُ لمراجعة عادية في مستشفى الخرج، وأخذوا مني خزعة من الكُلية، وأخبروني بأني مصاب بمرض تصلب الكُلى (FSGS)، وأخبروني بأن أمامي من خمس إلى عشرين سنة حتى تُصاب الكلى بالفشل الكلوي. طبعا كان الوضع مزريًا جدًّا لشاب عمره 25 أو 26 عامًا، يشعر بأنه مصاب بمرض الفشل الكلوي. وعندما انتشرت كورونا في العالم، وفي أحد الأيام شعرتُ بصعوبة في التنفس؛ فذهبت لمستشفى الخرج، وعندما عرفوا حالتي نقلوني للعناية المركزة، وبعد فترة شعرت بإعياء، ودخلت في غيبوبة صناعية بسبب الكورونا”.
وبيَّن عكاش أن “الغيبوبة الطبيعية تختلف عن الصناعية؛ ففي الأخيرة جسمك يكون محاطًا بالأجهزة، مثل جهاز التنفس الصناعي، ويقوم الطبيب بتخديرك؛ كي لا تؤذي نفسك، أو تنزع عنك هذه الأجهزة”.
وأضاف: “في الغيبوبة حلمتُ بأحلام يعجز الذكاء الاصطناعي عن تخيُّلها؛ فمن ضمن الأحلام حلمت بأن هناك هالة كبيرة نزلت على المستشفى، وشعرت بأن الهالة تسحبني، وفجأة سمعتهم يقولون (لماذا هذا جالس هنا، أعلنوا وفاته) وأقول لهم (اصبروا قليلاً)، وبعدها اتصلوا بأهلي، وأخبروهم بأني مت، وأتى أخي وأولاد عمي بعدها وسحبتهم الهالة، وتُوفُّوا”.
وأكمل: “فجأة تحولت الهالة إلى شيء كأنه كرة، وخرجت خارج المستشفى، وأتت فِرقة الدفاع المدني لإطفاء النار، ثم انفجرت واختفت معالم الأرض تقريبًا، ولم يبقَ سوى قطعة بسيطة من أوروبا، وقطعة صغيرة من آسيا، ثم ذهبت معهم للإقامة في محطة بالفضاء، وقالوا لي أنت مريض، وستعمل ثلاثة أيام فقط، وراحة أربعة أيام، وبعدها شعرت بأن يوم القيامة حان، وصعدت للسماء، وقابلت بعض الملائكة، فسألتهم هل جاء يوم القيامة؟ فقالوا لا، تبقى ألف سنة!! كنت أشعر بأنها فترة طويلة، وأنه واقع وليس مجرد حلم”.
وحكى عكاش: “كنت مُنوَّمًا في غرفة مساحتها ثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار بدون شباك. أمامك وخلفك باب زجاج، وكان هناك طبيب اسمه وائل يزورني، وكان حريصًا على تعقيم كل شيء، حتى السلك الخاص بالجهاز. وعندما أفقت من الغيبوبة سألته هل كنت تفعل ذلك؟ قال نعم، صحيح. وفي بعض المرات شعرت بما يدور من حولي عندما كانوا يقومون بالتنظيف، وشعرت بابن عمي عندما أتى لزيارتي، وعندما غاب افتقدته”.
وأضاف: “بعدما أفقت من الغيبوبة وأنا أشاهد التلفزيون وجدت أشياء كثيرة تغير ملعب الهلال، وتحول لونه للأصفر، وبايدن أصبح رئيس أمريكا، وأُصبت بصدمة كبيرة. وقال لي الدكتور إني جلست فترة طويلة في الغيبوبة، ووجهي صار أصفر، وصرت مهمومًا، كيف تقبَّل أهلي هذا الوضع؟ كيف مرت عليهم هذه الأيام؟ وكنت أقول إن معاناتهم كانت أكبر من معاناتي”.
وأشار إلى أنه أصبح يعرف الفرق بين الحلم والواقع من الملابس، فإذا كانت عادية يكون حلمًا، لكن إذا كانوا يلبسون كمامات وملابس خاصة عند دخول العناية المركزة فيعرف أنه واقع.
وتابع: “كنت سعيدًا بزيارتهم، لكن عندما يغادرون أتضايق، وأحمل همهم، هل وصلوا؟ وينتكس وضعي الصحي بعد الزيارة. وبعد ما أفقت من الغيبوبة بدأت أسألهم هل قلتم كذا؟ فعرفت أني كنت أشعر بهم وأسمعهم وأنا مَنوَّم”.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.