اخبار السعودية - الساعد: هل انتصرت السعودية في اليمن أم خسرت؟

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

قال الكاتب محمد الساعد، في مارس القادم يكون قد مر على الحرب في أربع سنوات، بداية الأزمة اليمنية لمن يتذكر كانت مليشيات في طريقها للاستيلاء على أسلحة غير تقليدية تابعة للجيش اليمني من طائرات وصواريخ عابرة في أعقاب انقلاب نفذته داخل ، وهذا أمر غير مسبوق، فلا توجد دولة في العالم تقبل أن تكون بجوارها مليشيات غير منضبطة ولا تحترم القوانين الدولية ولا تعترف بمعايير الحروب التقليدية، إضافة إلى أنها عدوة وتعمل لصالح دول وقوى إقليمية وتمتلك أسلحة جيوش قادرة على إحداث أضرار جسيمة، وهو ما حصل لاحقاً عندما قام الحوثيون بإطلاق أكثر من 100 صاروخ باليستي ضد المدن السعودية.

وتابع الكاتب، بداية الحرب كانت المعارك تدور حول المناطق الحدودية السعودية، والقذائف تهبط على المدن والقرى السعودية المأهولة بالسكان، لقد انكشف أنها معركة معد لها منذ سنوات طويلة ضد المملكة، والأطراف المتآمرة كانت تنتظر فقط لحظة سيولة أو توتر أو صراع داخلي لترسل عشرات الآلاف من المرتزقة لاقتحام السعودية والاستيلاء على مدنها الحدودية.
وتسائل في مقال منشور له بصحية “عكاظ”، بعنوان ” هل انتصرت السعودية في اليمن أم خسرت؟، قائلًا، كيف كان يتم التجهيز لاقتحام السعودية ومن هي تلك الأطراف؟!
وأضاف “الساعد”، لقد قامت ليبيا القذافي وإيران وقطر وحزب الله والحوثيون بإعداد مخطط استغرق عشر سنوات، استند إلى إنشاء مخازن سلاح على الحدود اليمنية المطلة على السعودية لتكون الخزان الذي تستخدمه المليشيات وقت انطلاق المعارك، وكذلك تدريب عشرات الآلاف من المقاتلين ومرتزقة آخرين، ولذلك كانت معظم عمليات القصف السعودية تركز على مخازن السلاح لتحييد خطرها، وهو أمر استغرق أكثر من سنة لتدميرها.
وقال كانت مليشيات الحوثي تتسلل بدون أسلحة إلى قرب الحدود السعودية ثم تتزود من المخازن ما تشاء وتقصف بها مدن وقرى المملكة، لقد أضحت معركة عمياء صعبة في بداياتها، فأنت لا يمكن أن ترى مقاتلين بل أفراداً عاديين يتنكرون في شكل رعاة ومزارعين ولا يحملون سلاحاً معهم، فقد كان مخبَّأً لهم في المخازن، وشيئاً فشيئاً استطاعت قوات تجفيف السلاح وتحويل المعارك إلى مناطق النفوذ الحوثي الإيراني، حتى تحولوا للدفاع عن بضعة مديريات ومعقلهم الأخير في صعدة.
وتسائل، ومع كل ذلك يبقى السؤال الملح هل انتصرت في معركتها الطويلة والقاسية ضد الحوثيين، وهل سُمح للرياض بالانتصار؟
ولفت، للجواب على السؤال الأول يجب أن نعرف أن الحروب في شكلها التقليدي كما نراها في الأفلام التاريخية، تبدأ بالمبارزة وتنتهي بانتصار أحد الفريقين ورفع الآخر الراية البيضاء معلناً استسلامه لم يعد لها وجود في هذا العصر، وكان آخر استسلام بهذا المعنى الواضح هو رضوخ اليابان أمام أمريكا، فكل المعارك التي تلت استسلام اليابان انتهت بانتصارات جزئية ومفاوضات سياسية بسبب حالة الاستقطاب الدولية ووجود مؤسسات أممية مؤثرة تمنع الوصول لانتصار كاسح.
وذكر “الساعد”، بالطبع إيران وقطر وحزب الله وتركيا وتنظيم الإخوان المسلمين كانوا يتمنون أن تهزم السعودية، وبذل كل منهم جهوده لدعم الحوثيين والعمل على هزيمة الرياض عسكرياً وإعلامياً وحقوقياً، ومن أجل ذلك هُرِّبت الصواريخ والذخائر ومعدات الاتصال الحديثة وتدفق المدربون والخبراء واختُلقت القصص وحُفِّزت المنظمات لهزيمة وإدانة المملكة.
وتابع إلى حد كبير انتصرت السعودية والشرعية اليمنية وقوى التحالف رغماً عن أنوف كثير من القوى الدولية والإقليمية، لم تنتصر برفع الراية البيضاء بل بتحقيق أهدافها الإستراتيجية كلها وهذه هي معايير النصر في العصر الحديث.

أولاً.. تفهَّم العالم الموقف السعودي من الأزمة اليمنية وساند رؤيتها للحل واعترف معها بالشرعية، وبالتالي تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه إرهاب المليشيات وتدخل إيران وعادت إيران أدراجها ممثلة الإرهاب في العالم الحر.
ثانياً.. تم إخراج إيران من اليمن، وأجمع العالم على أن خروجها ضرورة ووجودها هو ما خلق الأزمة وبرر طولها.
ثالثاً.. تمكنت الرياض من تدمير كل البنية العسكرية التي بنتها قطر وليبيا القذافي وإيران على طول حدودها الجنوبية، كما تم إغلاق القواعد العسكرية الإيرانية في البحر الأحمر التي كانت تشكل طوقاً عسكرياً حول المملكة وموطئ قدم للحرس الثوري الإيراني على حدودها الغربية.
رابعاً.. إغلاق معسكرات التدريب الإيرانية التي كانت منتشرة في الجزر اليمنية وتستخدم لتهريب الأسلحة والمخدرات للسعودية والعالم العربي، وساهمت في ترويع وقتل آلاف الأبرياء.
خامساً.. عودة البحر الأحمر ليكون حوضاً عربياً أفريقياً خالصاً، وحماية المضائق وضمان أمن مرور الطاقة عبرها، وما إقامة تحالف البحر الأحمر قبل أيَّام بين السعودية والأردن ومصر والسودان وجيبوتي واليمن الشرعي والصومال إلا تأكيد لذلك.
سادساً.. الحفاظ على الدولة اليمنية لتبقى هي الممثل الوحيد لليمن في المحافل الدولية، مع كل المخاطر التي واجهت الشرعية والتجاذبات السياسية التي لحقت بين الأطراف المتحالفة داخل البيت اليمني إلا أن الحكمة السعودية منحتها ترياق البقاء.
سابعاً.. الحفاظ على اليمن دولة عربية موحدة بعدما كانت في طريقها لتكون إقليماً إيرانياً خاضعاً لرؤية ونفوذ طهران في جنوب الجزيرة العربية.
واختتم مقاله قائلً، خلاصة الأمر.. نعم انتصرت السعودية محققة كل أهدافها الإستراتيجية التي وضعتها قبل بداية الحرب، وسحقت النفوذ الإيراني الذي استسهل الإقامة على حدود الخاصرة السعودية في اليمن، ولم تقبل الحلول المشلولة التي حاولت الدول الغربية فرضها على السعودية


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مزمز ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مزمز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق