اخبار الامارات اليوم - محمد بن راشد في "قصتي: "لطيفة" في الحياة هي أمّي وقلبي الذي في صدري

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

روى صاحب السمو الشيخ آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سيرة والدته في سطور تختزل سنوات طويلة ضمن فصل من كتابه الجديد "قصتي" عنوانه:

لطيفة 1
ويروي سموه:

لطيفة في اللغة هي المرأة الناعمة، الرقيقة، الرفيقة، النادرة..

لطيفة في الاصطلاح هي المقولة التي تشرح الصدر..

لطيفة في الحياة هي أمّي وقلبي الذي في صدري، وأجمل وأنعم وأرقُّ وأرفق إنسانة في حياتي.

اسمها: لطيفة بنت حمدان بن زايد آل نهيان.

نسبها: ابنة حاكم أبوظبي من ١٩١٢ إلى ١٩٢٢.

وظيفتها: رفيقة درب راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي، على مدى أكثر من أربعة عقود. بعد وفاتها، تغير راشد بن سعيد، ولم يعُد كما كان حتى وفاته.

كلُّ ابن يمكن أن يتحدّث عن السلام والسكينة في وجه أمه، لكن أمي ليست ككل الأمهات. كانت كلُّها سلاماً وسكينة.

بعد زواجها من الشيخ راشد بعام، أنجبت ابنتها الأولى الشيخة مريم، وبعد ثلاثة أعوام أنجبت الشيخ مكتوم بن راشد، وريث الحكم، وسميْ جدّنا الأكبر الذي حكم دبي مطلع القرن العشرين.

كان لمقدم الشيخ مكتوم حفاوة كبيرة. بعده ببضع سنوات، رُزقت العائلة بابنها الثاني حمدان بن راشد، سميْ والدها حمدان بن زايد حاكم أبوظبي السابق.

عاشت والدتي سنوات جميلة. رُزقت بابن آخر أيضاً أسمته مروان. توفي مروان بشكل مأساوي وهو صغير. لم يتحمّل قلبُ والدتي الرقيقة الرفيقة اللطيفة فقْدَ مروان. بقيت حزينةً جداً لوفاته عدة سنوات. يُقال بعدها إنها حلمت بأنها تنجب ابناً جديداً تسميه محمد. فرح والدي بالحلم وتفسيره، لأنه يجبر قلبَ رفيقة دربه لطيفة. تحققّت الرؤيا، وأنجبت ولداً سمَّته محمد بن راشد آل مكتوم.

كانت محبّتها عظيمة لجميع أبنائها، لكنني كنتُ الأقرب إليها. لم أرَ حباً كحبّها، ولا قلباً كقلبها، ولا قرباً كقربها. عشتُ سنواتي الأولى في كنفها وكنف والدي. كان والدي يجلسني بعمر سنتين وثلاث أمامه على حصانه، ويأخذني معه أينما ذهب.

كنتُ أحبُّ الاستيقاظ مبكراً. كنتُ أصحو قبل جميع من في المنزل لأجد الشيخة لطيفة مستيقظةً قبلي، تعدُّ لنا الفطور رغم وجود من يخدمها في البيت. لا أزال أذكرُ رائحة خبز أمي، وأذكرُ حديثها معي في الصباحات الباكرة. كنتُ أستمتعُ بالحديث معها عن العلاجات الطبية بالأعشاب. كانت معروفةً بمهاراتها الطبّية. وكان الناس يجتازون مسافات بعيدة مع أطفالهم أو أقربائهم لتصفَ لهم أدويةً ومراهم من خلطات الأعشاب.

كانت والدتي قادرةً على إطلاق النار أفضل من كثير من الرجال، وكان بإمكانها التحكّم بالحصان أو الجمل، كأنها وُلدت على سرج. كان لها مجلسها مع النساء، ولم تكن تتردّد في نقل كل همومهن للشيخ راشد. كانت شخصيتها قويةً ومحبوبةً في الوقت نفسه. كلُّ من عرفها أحبَّها.

كانت تعدُّ فطوري كل يوم قبل ذهابي للمدرسة. في الطريق كنتُ أقسمه نصفين؛ لي النصف ولمهرة كنت أحبُّها النصف الآخر. كنتُ صغيراً، وظننتُ أن خُبز الطحين مع البيض مفيدٌ للخيل. لاحظت أمي أن غدائي بعد عودتي من المدرسة لم يكن يكفيني من شدة الجوع. علمَت أن فطوري كان يُقسَم على اثنين، فزادته لي من الغد ضعفين. اعتقدتُ أن هذا الأمر صدفةً سعيدة، حتى أدركتُ بعد أن كبرتُ أنها كانت تراقبني، وتعرف أن الفطور لا يكفيني.

هكذا هي الأم؛ لا تشبع حتى ترانا نأكل، ولا ترتاح إلا بعد أن ننام، ولا تفرح إلا إذا زالت عنا الأحزان.

مهــــــما اللــــيالي تــــــدور
حبّـــك ترا في الصــدور
إنــــــتِ يا بــــــــدر البــــــدور
لك كل حــــــبّ وشـــــعور
يتبع...

طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest + Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق