ماذا قال الرئيس هادي عقب وصوله إلى المهرة ؟

قام رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي، بزيارة ميدانية إلى إلى محافظة المهرة للوقوف على أوضاعها واحتياجاتها وتلمس هموم ومتطلبات ابنائها في قطاعات التنمية والبناء والأمن والاستقرار والنهوض المجتمعي بأوجهه وصوره المختلفة. 

ويرافقه في الزيارة عدد من الوزراء والمسؤولين، وسفير السعودية، المشرف العام على البرنامج السعودي لإعادة الإعمار محمد سعيد آل جابر .

وفور وصوله وضع رئيس الجمهورية حجر أساس لجملة من المشاريع التنموية والحيوية التي سيتم تنفيذها بدعم من المملكة العربية السعودية .

وتشمل المشاريع في المرحلة الأولى إنشاء جامعة المهرة بعدد من الكليات وكافة المرافق التابعة لها ومستشفى المهرة بسعة 200 سرير في مرحلته الاولى مع كافة الخدمات والتجهيزات المصاحبة ومدينة الملك سلمان الطبية والتعليمية واعادة تأهيل مطار الغيضة وتاهيل ميناء نشطون بمختلف التجهيزات من كهرباء وسفينة سحب وتاج الرصيف ومشروع مياه الغيضة من حيث حفر الآبار وتركيب المضخات وإنشاء الخزانات وامداد الأنابيب ذات سعة وقوة الضخ المضاعفة عما كان عليه وإنشاء محطة كهرباء المهرة لتغطي مختلف مديريات المحافظة وتاهيل وتوسعة مستشفى الغيضة من خلال انشاء مركز كلى وعمليات ومركز طوارئ وعناية مركزه وغيرها من الاحتياجات اللازمة وإعادة تأهيل وإصلاح قطاع الطرق داخل المحافظة بصورة عامة اضافة الى دعم المشتقات النفطية الخاصة بالكهرباء. 

وفِي قاعة ديوان المحافظة وجه الرئيس هادي كلمة كلمة هامة بحضور الوزراء وقيادة السلطة التنفيذية والمحلية واعضاء مجلسي النواب والشورى والقيادات الامنية والعسكرية والوجهاء والمشايخ والأعيان من ابناء محافظة المهرة. 

فيما يلي نص كلمة فخامة رئيس الجمهورية:

الحاضرون جميعا 

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته واسعد الله صباحكم بالخير. 

السلام على المهرة الطيبة و أهلها الطيبين. 

انا اليوم في غاية السعادة وانا أزور محافظة المهرة ، والتقي بأهل المهرة الطيبين ، سعيد لزيارتها وللقائكم وسعيد لأني على ثقة من أن هذه المحافظة ستمضي بثبات نحو المزيد من التطور والازدهار والسلام والتعايش . 

المهرة واهلها تحتل مكانا خاصاً في قلبي ، إنها بلد الطيبة والنقاء والسلام ، ولذلك سلمها الله من دنس تلك المليشيا العابثة وحفظها الله من تلك العصابات الاجرامية والإرهابية،وهي اليوم تقف على اعتاب مرحلة جديدة ، عنوانها البناء والتنمية والأمن والاستقرار والرخاء ، اليوم نضع حجر الاساس لمرحلة النماء في المهرة بدعم سخي وكريم من اشقائنا الكرام في المملكة العربية السعودية صاحبة السبق في كل شيء في اليمن ، فلقد كانت الأولى وهي تدرك حجم المتاعب و المخاطر ، وكانت الأولى وهي تبادر و تلبي و تناصر ، وهي اليوم الأولى وهي تبني وتعمر ، وشتان بين من يبني ومن يهدم ، بين من يحمل الخير لليمن واليمنيين وبين من اختار طريق الأذى والضرر والضرار ، بين اشقاء يقفون في صف الحق وعدالة القضية اليمنية وبين آخرين سول لهم الشيطان اعمالهم واضلهم عن السبيل . فالمملكة صاحبة الأيادي البيضاء على هذا البلد العظيم الذي تكالبت عليه الاحداث ووقفت موقف الأخ والشقيق . 

الحاضرون جميعا. 

تعلمون كيف انقلبت تلك المليشيا الاجرامية على احلام اليمنين في بناء اليمن الجديد ، بعد ان تحاور اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي شاركت فيه كل الكيانات السياسية والاجتماعية والشباب والمرأة ،ووضع اليمنيون في مخرجاته خلاصة حكمتهم ومعالجاتهم لكل مشكلات اليمن طيلة الستين عاما الماضية ، وتوافقوا على انهاء المركزية القاتلة وبناء اليمن الاتحادي الجديد ، الذي يقوم على مبادئ العدل والمساواة والحكم الرشيد ، يقوم على التقسيم العادل للسلطة والثروة ، لكن هذه المليشيا الحاقدة مدعومة من النظام الايراني انقلبت على كل شيء وأوصلت البلاد آلى هذه الحالة الصعبة التي يعيشها ابناء اليمن ، ولولا تدخل الاشقاء في تحالف دعم الشرعية لكانت اليمن اليوم أكثر قتامة وسوادا ، لأنها ستخسر ثقافتها وهويتها وحريتها وكرامتها وحضارتها بالإضافة إلى كل الخسارات التي تسببت بها هذه الميليشيات في انهيار الدولة وغياب الأمن . 

يا أبناء المهرة الكرام. 

احدثكم من قلبي وأقول لكم بكل بوضوح حافظوا على محافظتكم ، حافظوا على أمنها واستقرارها ، تعاونوا وتكاتفوا ، لا تعطوا مجالاً للخلافات والصراعات السياسية والقبلية ، ابحثوا عن خدمة اهلكم وتنمية محافظتكم،وعليكم ان تتذكروا دائما انه إلى قبل سنوات قليلة كان يحلم أبناء المهرة بأن يديروا محافظتهم او يكونوا شركاء في صناعة مستقبلها، و اليوم أصبح الحلم حقيقة فلا تضيعوا ما تحقق ولا تضيعوا الفرصة لحسابات ضيقه و ترفعوا عن الإشكاليات الصغيرة،ولا تسمحو لأي كان ان يجعل من محافظتكم ساحة لصراعات مختلفة ، او لمصالح أشخاص او شخصية،وقفوا وقفة واحدة ضد كل من لا يريد الخير للمهرة واهلها،قفوا مع أجهزة الدولة ومؤسساتها وشاركوا في ترسيخ النظام والقانون واقطعوا الطريق عن كل متربص يتربص بهذه البلاد المسالمة .

اليوم ندشن جملة من المشاريع المهمة والحيوية في هذه المحافظة سواء في المجال الصحي او التعليمي او المياه والكهرباء او في الميناء والمطار و في مقدمتها المشروع الاستراتيجي الكبير الذي اسميته اليوم مدينة الملك سلمان الطبية و التعليمية،فالمهرة واهلها يستحقون كل هذا وأكثر ونحن الى جانبكم ومعكم نريد ان تكون المهرة نموذجاً متميزاً،والمسؤولين في السلطة المحلية عليكم ان تحثووا كل أبناء المهرة وان تعبروا عنهم جميعاً وأن تجعلوها نموذجا فريدا للتعايش المثمر . 

اقولها وبكل صدق من المهرة التي كنت فيها وبين أبنائها عندما انطلقت عاصفة الحزم لتعلن ان الأمة العربية قادرة على مواجهة المشروع الفارسي الإرهابي الذي يهدد وجود كل العرب ، اقولها لكم ان اليمن بإذن الله قادمة على خير، وستنتصر إرادة اليمنين الأحرار على تلك العصابات الاجرامية ومن وراءهم ، سنخرج مِن هذه الأزمة منتصرين بإذن الله،وسنبني مع كل الشرفاء يمن العدالة و المساوة يمن لا ظالم فيه او مظلوم يمن يتساوى فيه الجميع أمام القانون ، اليمن الاتحادي الجديد من المهرة حتى صعدة . 

اخوانكم في الميادين والجبهات يواصلون الليل بالنهار ويقدمون أغلى ما لديهم دماءهم وأرواحهم ومعهم أشقاءهم في دول تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ، وأنتم ينبغي ان تكونوا في ميدان وجبهة البناء والتنمية والإعمار فهي التحدي الأهم الذي يحقق الانتصار الحقيقي للوطن . 

كل الشكر والعرفان لقيادة المملكة العربية السعودية ولشعب المملكة الطيب ، شكراً لاخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامين اخي صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان على هذا الدعم السخي و على كل المواقف الصادقة و التاريخية التي لن ينساها اليمنيين،

كما اشكر سفير خادم الحرمين الشريفين الذي يبذل جهودا مشكورة ومقدرة ومخلصة. 

شكراً لكم يا ابناء المهرة الكرام على هذا اللقاء،ونلتقي ان شاء الله في مناسبات تنموية كبيرة في المهرة،ودعوني من المهرة اقدم شكر اليمنيين جميعا الى تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة فاعلة من دولة الامارات العربية المتحدة والى كل دول التحالف الكرام على وقفتهم الشجاعة مع الشعب اليمني.