اخبار السودان اليوم الجمعة 18/1/2019 - لا حل سلمي مع الاصرار على الخطيئة

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

خاص اليوم:
وسط حالة من الترقب وبين شد وجذب ظل الناس في الداخل والخارج ينتظرون بقلق قدوم يوم الخميس الذي كثفت قوى المعارضة الدعاية له والاعلان عن اتساع رقعة الاحتجاجات المنادية بتنخي الرئيس وسقوط النظام ككل ، وشملت حالة الترقب حتى وسائل الإعلام الخارجية من كثرة من تم الاعلان عن مسيرة الخميس وشدة الحشد لها.
في ظل هذه الأجواء المشحونة بالقلق والترقب والاضطراب كان ومازال غالب الناس يعولون على أن تتم معالجة الأمور بعيدا عن التشنج ، والمسؤولية بشكل أساسي تقع على عاتق الحكومة فهي المطالبة بالابتعاد عن استفزاز الناس والسعي قدر المستطاع إلى تجنب كل مايثير القلق ويجعل الامور تمضي في اتجاه التصعيد وتبتعد عن أي طريق للحل السلمي الذي يمنع الانزلاق إلى الهاوية لاسمح الله.
من اول الواجبات على الحكومة أن تلجم متفلتيها الذين تتسبب تصريحاتهم الغير منضبطة في تأزيم الأوضاع وقد سمع الناس الكلمات الغير مسؤولة لعلي عثمان والفاتح عز الدين وتابع الجميع ما أثارته من ردود فعل وما نتج عنها من تداعيات.
وفي مسيرة امدرمان يوم التاسع من يناير التي أعقبت الحشد الحكومي في الساحة الخضراء استنكر الكل بمن فيهم الحكومة نفسها ما تم من اعتداء على مستشفى امدرمان وانتهاك حرمته وقيام عناصر متفلتة بمطاردة المحتجين وملاحقتهم داخل المستشفى وإطلاق الغازات المسيلة للدموع عليهم وهم بالمستشفى دون مراعاة لأي حرمة للمكان ولا المرضى ومرافقوهم والكوادر الطبية في أكبر فضيحة لايمكن السكوت عليها ولما احست الحكومة بفداحة المسألة وخطورتها ومايمكن أن يترتب عليها داخليا وخارجيا نفت اي مسؤولية لها عن ما جرى وإدانته واعتذرت عن ذلك ثم أعلنت عن تشكيل لجنة تحقيق لتحديد الجاني ومعاقبته ووعدت أن لايتكرر الأمر تحت اي ظرف ، لكن وبعد اسبوع من الحدث تكررت الخطيئة بكل أسف وفي شارع الحوادث بالخرطوم وهو الشارع الذي يعج بالمرضى ومراكز تقديم الخدمات الصحية من مستشفيات وعيادات ومختبرات طبية وصيدليات وكلها مواقع لا تتحمل إطلاق الغاز حولها ناهيك أن يكون بداخلها كما حدث بعد ظهر الخميس بمستشفى الفيصل في شارع الحوادث بالخرطوم عندما طاردت الجهات المتصدية للمتظاهرين مجموعة من الشباب ولحقت بهم داخل المستشفى ولم تكتف بذلك مع انها جريمة كبرى تستوجب العقوبة لكن فوجئ المرضى والأطباء وكل من بالمستشفى فوجئوا أن البمبان يطلق عليهم داخلها مما ادخل البعض في مشكلة تنفس.
انه تصرف ليس مستنكرا فقط وانما يلزم التشدد مع من يأتون هذا العمل القبيح الشنيع ولايكفي الاعتذار هذه المرة ولا تشكيل لجنة تحقيق إذ لم تجد الأولى ولن تجد عشرات غيرها ان تم تشكيلها.
ان الاصرار على انتهاك حرمة المستشفيات والتمادي في هذا الفعل القبيح لن يترك مجالا للحل السلمي وسيقود البلد إلى المزيد من التأزم لاسمح الله..


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السودان اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السودان اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق