اخبار سوريا اليوم - "فورين آفيرز": سوريا لا يمكنها أن تشفى مع بقاء الأسد في السلطة

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

المجلة الأمريكية أكدت أن حل القضية السورية غير ممكن ببقاء الأسد - أرشيف

بداية هذا الشهر، تم تعيين "جير بيدرسون"، سفير النرويج إلى الصين والممثل الدائم السابق للأمم المتحدة، كمبعوث خاص للقضية السورية. بدلاً من المفاوض المخضرم الإيطالي السويدي "ستافان دي ميستورا"، الذي حاول لأربعة أعوام إنهاء الحرب لكنه فشل.

مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية، نشرت أمس الأول الثلاثاء تقريراً كتبته "جنين دي جيوفاني"، ورأت فيه أن نجاح مهمة المبعوث الجديد غير ممكنة دون الأخذ بالأسباب التي أدت إلى وصول إلى ما هو عليها الآن، وتحقيق العدالة.

التقرير الذي ترجمته "السورية نت"، ذكر أن سوريا عوملت بوحشية لحوالي ثمانية أعوام حتى الآن. ثماني سنوات هي عمر طفل في الصف الثالث. كما أنها تزيد بعامين عن المدة الكلية للحرب العالمية الثانية. و"خلال العامين الأخيرين هذين، عوضاً عن أن تتجه نحو الهدوء مع شعور كل الأطراف بالإنهاك، تصاعدت بالحقيقة الأزمة السورية": حسب تعبير كاتبة التقرير.

وأضافت في هذا المجال، أن سوريا هي بلد محترق تم تجويعه، والاعتداء عليه بالسلاح الكيميائي، وقصفه حتى الخضوع في كل مناطق المعارضة السابقة تقريباً ما عدا إدلب، القطعة الأخيرة من الأحجية التي يسعى بشار الأسد لهزمها. انتهاكات حقوق الإنسان – والتي تتضمن الاعتقال الجماعي، التعذيب، والاغتصاب، وهجمات الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين والتجويع كأداة للحرب – تعد ضمن أسوأ ما رأيت خلال ثلاثة عقود من إعداد التقارير والتحليلات حول الصراعات.

وبحسب ما جاء في التقرير، فإنه ما لم يتم وقف الحرب في سوريا قريباً، ستصبح شبيهةً بالصراع الذي نشب في عام 1975. استمرت تلك الحرب 17 عاماً ودمرت البلاد، وخلفت 150.000 من القتلى وعشرات الآلاف من النازحين. إن استمرت الحرب في سوريا إلى ذلك الحين، لن يبقى في البلاد من الناس الكثير ليتم قتلهم.

مهمة هائلة..

المهمة التي يرثها "بيدرسون" هائلة، وإن كان أحد أكثر الدبلوماسيين ضمن محيط الأمم المتحدة تقديراً، وذو باع طويل في العمل على حل الصراعات التي تبدو عسيرة على الحل.

كان "بيدرسون" من الفريق الذي قاده مواطنه "تيري رود-لارسن" خلال مفاوضات سرية أدت إلى اتفاقيات أوسلو عام 1993 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.

الرجل المعين من قبل الأمم المتحدة في لبنان من عام 2005 وحتى 2008، عرف عنه خلال ذلك الوقت تحدثه مع كل اللاعبين السياسيين، بما فيهم "حزب الله". وهو سيحتاج لهذه المهارات البراغماتية في سوريا.

وترى كاتبة التقرير، أنه مما يصب في صالح "بيدرسون" هو التوقيت: كل الأطراف – المعارضة، والنظام، وحتى الروس، و"حزب الله"، والولايات المتحدة، وتركيا – يشعرون بالإنهاك، مما يشير إلى أن وقت المفاوضات قد يكون سانحاً، وهو ما لم يكن عليه الحال حينما أتى "دي ميستورا".

خدم "دي ميستورا" الفترة الأطول كمبعوث لسوريا: فكوفي عنان والأخضر الإبراهيمي، اللذين ليسا غريبين عن إنهاء الحروب، استمر أولهما خمسة أشهر والثاني أقل بقليل من سنتين في المنصب، بعد أن أحبطتهم الطبيعة العنيدة للأطراف المشاركة، وواقع أن لا أحداً يبدو راغباً بإنهاء الحرب فعلاً، بحسب تقرير المجلة الأمريكية.

بين التقرير كذلك، أن "دي ميستورا"، الذي عمل سابقاً في ، والعراق، وأفغانستان، عمل بلا كلل على حل القضية السورية ولكنه اصطدم مراراً بطريق مسدود: الأسد وراعيه، "فلاديمير بوتين".

"لم أعرف من قبل حرباً ساخرة أكثر منها"، هذا ما نقلته كاتبة التقرير عن "دي ميستورا"، قائلة إنه أباح لها بهذا الكلام عام 2015، مشيراً (دي ميستورا) إلى أن كلا الطرفين كانا مستعدين للتضحية بشعبهم بدلاً من التنازل للسلام.

"دي ميستورا"، المعروف بدبلوماسيته الخلاقة، جرب اتفاقيات وقف إطلاق النار، التي فشلت، وعقد جولات من المفاوضات شديدة التوتر إلى حد أن الأطراف غالباً لم تحضر أو رفضت الحديث مع أحدها الآخر، وقبل أن يغادر، يحاول وضع مسودة لدستور سوري جديد، وهو ما رفضه الأسد، كما كان متوقعاً. لا أحد يرغب بالتنازل.

تسوية دائمة

يشدد تقرير "فورين آفريز"، على أن حل القضية السورية لا يمكن أن يتحقق دون تسوية دائمة، كي لا تعود الأطراف المتصارعة لأرض المعركة.

ويضيف بأن "بيدرسون" يرث معارضة محطمة وديكتاتوراً عنيداً جامحاً قاتلاً في دمشق يرفض الرحيل. في بؤرة أي مفاوضات لا بد من تواجد افتراض أساسي بسيط بأنه لا بد للأسد – الرجل الذي تلوثت يديه بالدماء، ولكنه ما يزال يتمتع بدعم بوتين وحزب الله – من الرحيل. من المستحيل تخيل محاولة بلد للشفاء بعد الصراع مع بقاء الرجل الذي أوقع ذلك العذاب عليه في السلطة.

كيف ستنجح العدالة الانتقالية؟ الروس، الذين يتحكمون بالأمر في النهاية، قد أصروا على أن يكون الأسد جزءاً من العملية السياسية. ولكن إن تمكن "بيدرسون" من جعل عرفات و"رابين" يتصافحان، فربما سيكون بإمكانه إيجاد طريقة لإقناع وزير الخارجية الروسي، "سيرغي لافروف"، بأن الأسد قد انتهى.

لابد من انتهاء الحرب

يجب أن تنتهي الحرب في سوريا، عبر طرق تحقيق العدالة التي تتبع مثل راوندا بإقامة المحاكم المحلية أو لجنة الحقيقة والمصالحة إفريقية، لا بد من أن يتم إنشاؤها لضمان محاسبة مرتكبي الانتهاكات لحقوق الإنسان. عملية كهذه فقط بإمكانها تحقيق شفاء حقيقي لمكان مدمر كهذا. ولن يحصل ذلك ما دام الأسد في السلطة.

يجب أن تنتهي الحرب في سوريا. يملك "بيدرسون" سجلاً حافلاً بالعمل مع أصعب المتفاوضين حول العالم. لكن عليه الإصرار على أنه حينما تنتهي الحرب، أن تنتهي وفق الشروط الحقة: لا يجب أن يتضمن مستقبل سوريا الأسد.

وختمت المجلة الأمريكية تقريرها، بالقول: يجب على أي تسوية أن تقدم آلية لتحقيق العدالة الانتقالية، تمكن من إيجاد ومحاكمة مرتكبي الجرائم المروعة ضد الإنسانية. وإلا، وخلال عقدين، ستعود الكراهية والمعاناة بالتأكيد. وسيظهر أسد جديد.

اقرأ أيضاً: رقم جديد عن السوريين الحاصلين على الجنسية التركية.. وتفاصيل توضح لأول مرة


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السورية نت ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السورية نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق