اخبار سوريا اليوم - بقاء الأسد أبرزها.. أسباب تجعل اللاجئين السوريين في لبنان يرفضون العودة لبلدهم

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

بقاء الأسد بالسلطة أحد أبرز أسباب رفض اللاجئين السوريين للعودة إلى بلدهم - صورة أرشيفية

يمثل ملف اللاجئين السوريين بالنسبة لنظام بشار الأسد، أداة لإعادة تعويم نفسه ودعم مصداقيته أمام المجتمع الدولي، فضلاً عن أنه وسيلة لإقناع الغرب بضرورة إعادة إعمار المناطق التي دمرها النظام وحلفاؤه، لكن اللاجئون السوريون لا يزالون يخشون العودة.

وأشار موقع "Openmigration" في تقرير نشره، أمس الأربعاء، وترجمته "السورية نت" إلى أن وجود الأسد بحد ذاته، مع نقص المنازل، وفرص العمل، وخطر التعرض للسجن، تمثل أسباباً لبقاء اللاجئين السوريين خائفين من العودة.

ومن بين هؤلاء اللاجئ محمد الذي لا يبتسم أبداً منذ أن عاد والده مع أخواته إلى ، حيث زادت حياته تعقيداً وإحباطاً. ويبلغ محمد من العمر 25 عاماً، ولكنه يتحدث كرجل في الأربعين، فهو يعيش منذ عام 2013 على قطعة من الأرض المغطاة بالخيم والركام المشكلة لمخيم "سارادا" للاجئين في جنوب .

وقال محمد للموقع الإيطالي: "أبي ليس سعيداً جداً بعودته لسوريا. الوظائف لا تستمر طويلاً، لا تكسب سوى بضع الدولارات يومياً".

والد وأخوات محمد هم من ضمن اللاجئين السوريين البالغ عددهم 8,000 والذين قرروا العودة من لبنان إلى سوريا، وذلك بموجب اتفاق توصل إليه نظام الأسد قبل عدة أشهر مع الحكومة اللبنانية.

ضغط على اللاجئين

ويُعد ملف إعادة اللاجئين السوريين مسألة سياسية ملحة لمراكز السلطة في ، إذ تقول الحكومة إنها تستقبل أكثر من مليون لاجئ سوري، وبدءاً من العام 2015 فرضت الحكومة اللبنانية قيوداً أكثر لتجديد أذونات الإقامة، كما دعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لإيقاف تسجيل اللاجئين السوريين.

ولم توقع لبنان على معاهدة جنيف وهي لا تعترف بحالة اللجوء، ووفقاً لموقع "Openmigration" فإن لبنان ينطلق في تعامله مع ملف اللاجئين من حيث أنه "يخشى التغيير الديموغرافي، كالذي أعقب تدفق موجة اللاجئين الفلسطينيين عام 1948".

وعلمت "السورية نت" من لاجئين في لبنان تحدثوا لها، أن بعضهم يتعرضون لضغوطات من أجل إجبارهم على العودة لسوريا، كتلقي بعضهم تهديدات بقطع المعونات عنهم، وهذه الضغوط التي تُمارس على اللاجئين في لبنان، تأتي في وقت تؤكد فيه الأمم المتحدة أن الوضع في سوريا غير ملائم للعودة.

وقالت ليزا أبو خالد، المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان: "خلال بحثنا، وجدنا أن حوالي 90 بالمئة من اللاجئين يريدون العودة، ولكنهم يزعمون أن الوقت غير ملائم لذلك".

وشرحت أنه "وفقاً للبيانات التي بحوزتنا، 3,500 شخص عادوا طواعية منذ بداية عام 2018 في حين أن 4,800 آخرين، في 30 مجموعة، عادوا وفق اتفاق عقد بين حكومتي بيروت ودمشق. الآن، نحن في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لا نستطيع ترتيب عودة جماعية إلى سوريا لأن الضمانات الضرورية تنقصنا، وهناك مناطق في البلاد لا يمكننا دخولها".

ظروف قاسية

وقال موقع "Openmigration" إن "رغبة اللاجئين بالعودة تعارض واقع البلد غير المستقر، الذي ما يزال يخضع لحكم الديكتاتور بشار الأسد، الذي قام بقمع الثورة عام 2011 بوحشية وأقحم سوريا في حرب أهلية دموية دامت لسبعة أعوام".

ولا يريد اللاجئ محمد العودة، لأنه مثل الشباب الآخرين في عمره، يعد "فاراً، لم يخدم بالجيش ويخشى التعرض للعقاب على يد النظام"، وقال إنه لا يريد أن يكون في لبنان ولا في سوريا، فكليهما بالنسبة إليه مكانين يصعب التفكير بالمستقبل فيهما.

ويعيش محمد الآن في خيمة، ويشعر بالضياع، حسبما قال، مشيراً أنه كانت لديه أمنية واحدة، وهي الذهاب إلى أوروبا، لأنه لا يريد لأبنائه أن يلوموه يوماً على جلبهم إلى هذا العالم وجعلهم يعيشون هكذا.

وتُعد الظروف المعيشية القاسية في لبنان سبباً رئيسياً دفع بعض اللاجئين السوريين للرجوع، وفي أبريل/ نيسان الماضي، أظهرت أبحاث من معهد "كارنيغي" في بيروت وجود حوادث عنصرية اليومية ضد اللاجئين السوريين في لبنان، واضطرار الفقراء منهم على تحمل السكن في الحقول أو في مواقع البناء.

وتحدث لاجئ اسمه أحمد (32 عاماً) عن المصاعب التي يواجهها في لبنان، وقال: "نعمل هنا بأعمال غريبة لقاء بضع دولارات. إننا ندفع 20 دولاراً شهرياً أجرة خيمتنا، ضيع أطفالي أفضل أعوام عمرهم هنا. ولكننا لا نريد العودة بعد".

ويسكن أحمد مع زوجته وأبنائه الأربعة في مرج الخوخ بلبنان، وهي المنطقة التي تضم 3 ملايين من السكان، وقال إنه وعائلته هربوا من سوريا قبل 5 أعوام، "أبناؤنا كبروا هنا في هذه الخيمة، ولا يملكون العديد من الفرص. لا يتمكنون من الذهاب إلى المدارس غالباً، هذا ليس كافٍ. بإمكاني أن أقول أنني وزوجتي وأبناؤنا خاصة قد حرمنا من المستقبل".

وفي موقف مشابه لأحمد، قال اللاجئ السوري ميلاد الذي يعيش أيضاً في مخيم مرج الخوخ: "لا أقبل بالذهاب لأي مكان غير منزلي (في إدلب)، أفضل أن أعيش في خيمة قرب الركام حتى تتوافر لي إمكانية إعادة بناء بيتي".

وأضاف: "الحياة هنا صعبة، إننا نعمل لقاء دولارات قليلة ولكن الوضع السياسي في سوريا غير مستقر، لا يمكننا الوثوق بأمانه".

ذكريات مؤلمة

ويُعد التجنيد الإجباري في صفوف قوات الأسد أحد الأسباب الرئيسية التي تمنع اللاجئين من العودة، إذ خرج عشرات مئات آلاف الشباب من سوريا منذ العام 2011 تجبناً للقتال في جيش الأسد.

وقالت المسؤولة الأممية ليزا أبو خالد، إن "العوائق الرئيسية للعودة التي سلطت عليها مقابلاتنا الضوء هي التجنيد، وهو الأمر الذي يتمرد عليه العديد من الشباب، وواقع أن العديد من السوريين لا يستطيعون تقديم هويات للتعريف ولا دليل على ملكية عقاراتهم".

ولا يزال القانون رقم 10 الذي أصدره الأسد في أبريل/ نيسان الماضي، يمثل مصدر قلق بالغ للاجئين السوريين، إذ يتيح القرار للنظام سلب ممتلكات اللاجئين والنازحين الذين لا يستطيعون إثبات ملكية منازلهم خلال فترة مدتها سنة.

وتحدث موقع "Openmigration" عن أن معظم اللاجئين السوريين الذين التقاهم في لبنان، كانت لديهم صدمات حرب، والشيء الشائع الذي يتذكرونه هو القنابل، التي تركت أثراً متجذراً في نفوسهم، لا سيما عند الأطفال.

وتصف الأم اللاجئة في لبنان، عائدة، حجم الخوف في سوريا، وقالت "إن عدت الآن لن أكسب سوى الخوف. لقد تأذى أبنائي نفسياً من القنابل. حينما يسمعون صوت طائرة، يشعرون بالذعر، على الرغم من مضي 5 سنوات. يهربون للاختباء كل مرة، معتقدين أن القنابل ستسقط مجدداً".

اقرأ أيضاً: مسؤول بالنظام يؤكد استمرار دعوات الاحتياط لجيش الأسد ويرد على "المنزعجين"


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السورية نت ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السورية نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق