اخبار سوريا اليوم - لماذا يصعب على روسيا إعادة اللاجئين السوريين رغم كل ما تبذله من جهود؟

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

صورة تعبيرية للاجئين سوريين ودبابة روسية - Enabbaladi

بعدما هدأت المعارك في عقب استعادة نظام بشار الأسد بمساندة حلفائه لمساحات واسعة كان قد خسرها طيلة السنوات السبع الماضية، زادت روسيا من جهودها لإعادة اللاجئين السوريين، مستغلة هذا الملف الحساس لدى دول عدة، لتحقيق أهدافها في سوريا التي لا تخلوا من إعادة تعويم النظام.

وناقش تقرير نشرته مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية، بقلم جاستن روي، الباحث في التاريخ وزميل منظمة "أميركيون من أجل سوريا حرة"، صعوبة مهمة روسيا في إعادة اللاجئين السوريين وعدم أحقيتها في ذلك، رغم كل ما تبذله من جهد في هذا السياق، بالتعاون مع بعض الدول مثل ، الذي يسعى لإعادة السوريين أيضاً.

ويُلخّص كاتب التقرير الذي ترجمته "السورية نت" رأي اللاجئين السوريين في العودة إلى بلدهم بالوقت الحالي أو المستقبل القريب، عندما نقل عن أحد السوريين وهو لاجئ في ، قوله: "لقد كنت أسكن في مدينة عند بدء الحرب. قصفها الأسد، لذا فررنا إلى مدينة أخرى. قصفها الأسد أيضاً. ثم فررنا لمدينة أخرى، قامت داعش باجتياحها".

وتساءل اللاجئ: "إلى أي مكان آخر يفترض بنا أن نذهب؟"، وهذا هو السؤال نفسه الذي يسأله الملايين من السوريين المهجرين وكذلك المجتمع الدولي.

وتأتي جهود روسيا لإعادة اللاجئين بعدما أصبحت سوريا مدمرة، جراء عمليات القصف المتواصل من قبل النظام وحلفائه، والعمليات العسكرية، حيث يقدر البنك الدولي أن سوريا فقدت ما بين عامي 2011 إلى 2016 ما يصل إلى 226 مليار دولار من ناتجها المحلي الإجمالي.

وفقاً للأمم المتحدة فقد نزح أحد عشر مليون سوري، حوالي ستة ملايين منهم نزحوا داخلياً، في حين فر أكثر من خمسة ملايين من البلاد، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة إلى القول إن ما شهدته سوريا أسوأ كارثة من صنع الإنسان منذ الحرب العالمية الثانية.

ودعت كل من موسكو وبيروت مراراً إلى ضرورة إعادة السوريين، وقدمت روسيا مبادرة إلى لبنان من شأنها تسهيل إعادة السوريين إلى بلدهم، لكنها لم تلقى نجاحاً حتى الآن، رغم مزاعم موسكو بأن الوضع "على الأرض أصبح آمناً وأن على اللاجئين العودة".

وطالبت المجلة الولايات المتحدة بأنه يتعين عليها أن تتصدى لتلاعب روسيا باللاجئين، وأن تعمل مع المجتمع الدولي لمنع أي تحرك لإعادة السوريين كرهاً أو على نحوٍ سابق لأوانه.

لا أمان

وفي رده على هذه المزاعم، قال تقرير "ناشيونال انترست" إن الواقع يقول إن "سوريا ليست آمنة لعودة اللاجئين"، حيث صرح المفوض الأممي الأعلى لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في شهر مارس/ آذار الماضي، أنه ما زال من المبكر مناقشة العودة ما دام الوضع غير مستقر، فالبنية التحتية الأساسية بالكاد تخدم من بقي، فكيف بالمدنيين العائدين حديثاً.

وذكر تقرير عام 2017 من منظمة الصحة العالمية، أن نصف المشافي في سوريا، والعيادات، ومراكز الرعاية الصحية الأولية، إما فاعلة جزئياً أو أنها لا تصلح للعمل، فيما قدر برنامج الغذاء العالمي في شهر أغسطس/ آب من عام 2018، أن 6,5 مليون شخص كانوا عاجزين عن تأمين احتياجاتهم الغذائية، وأربعة ملايين كانوا بخطر التعرض لذلك.

وفي دراسة مشتركة بين مجلس اللاجئين النرويجي، ومنظمة "أنقذوا الأطفال"، ولجنة الإنقاذ الدولية، وغيرها، وجدت أنه مقابل كل لاجئ يعود إلى وطنه عام 2017، كان ثلاثة أشخاص يتعرضون في ذات الوقت للتهجير.

القلق من مصير مجهول

وما يصعب مهمة روسيا أيضاً في إعادة اللاجئين السوريين، أن هؤلاء يتملكهم الخوف والقلق حيال العودة إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام، لا سيما من تعرضهم للانتقام بسبب مواقفهم المسبقة من الأسد.

وفي دراسة أجريت من قبل مؤسسة كارنيغي الشرق الأوسط، وفي تحقيق للأمم المتحدة أجري في 12 سبتمبر/ أيلول الماضي، فقد تبيّن أن العديد من السوريين يخشون العودة إلى بيوتهم.

وفي استطلاع للرأي تم إجراؤه من قبل منظمة "الحملة السورية" في عام 2015، تم إيجاد أن 70 بالمئة من السوريين خرجوا فراراً من نظام الأسد، وأن 52 بالمئة قالوا أن الأسد عليه أن يرحل قبل أن يعودوا إلى بيوتهم، وعلاوة على ذلك، فقد تعرض السوريون العائدون إلى سوريا إلى التجنيد الإجباري وإلى السجن التعسفي من قبل النظام.

وبالإضافة إلى ذلك، يستخدم نظام الأسد عمداً التهجير الموسع للسكان كفرصة لإعادة الهندسة الديموغرافية للبلاد، فالقانون رقم 10 الذي وقع عليه الأسد، يسمح للحكومة بالاستيلاء على ممتلكات أي فرد لا يتمكن من إثبات ملكيته، أو أي أراضٍ تعتبرها حكومة النظام ضرورية لإعادة الإعمار.

وفقاً لمجلس اللاجئين النرويجي، امتلك 17 بالمئة فقط من اللاجئين السوريين الوثائق التي تثبت ملكيتهم لممتلكاتهم في سوريا، وقال تقرير المجلة الأمريكية: "لا شك أن نظام الأسد ومؤيديه من رجال الأعمال، مثل سامر فوز، يستخدمون القانون لمعاقبة المعارضين السياسيين وللربح من ممتلكاتهم المسروقة لملء خزائن النظام. لذا، فقلة ممن تم تهجيرهم خلال الحرب سيتمكنون من العودة إلى ممتلكاتهم التي خلفوها وراءهم".

أزمة إعادة الإعمار

وبينما تطالب روسيا وتجتهد لإعادة اللاجئين السوريين، فإن عجلة إعادة الإعمار في سوريا لا تزال معطلة، إذ أن موسكو غير قادرة على تمويل الإعمار، ولذا فإنها تحتاج إلى الأمريكيين والأوربيين للمساعدة، وهو ما يرفضه المجتمع الدولي حتى الآن، حيث يربط المساهمة في إعادة الإعمار بحدوث عملية انتقال سياسي في سوريا.

من جانبها تشترط واشنطن خروج إيران من سوريا قبل مشاركتها في إعادة الإعمار، وفي هذا السياق، قالت المجلة الأمريكية إن هنالك دعم لهذا التوجه بالفعل في الكونغرس، حيث قدم النائب الديمقراطي إليوت إنغل، والنائب الجمهوري آدم كينسنجر تشريعاً، مُسمى قانون لا مساعدة للأسد (رقم 4681)، وهو ما يحد تقديم الولايات المتحدة لمساعدات إعادة الإعمار وتم التصديق عليه من قبل مجلس النواب بداية هذا العام.

وبما يشبه ذلك، في أيلول/ سبتمبر الماضي، وافقت لجنة العلاقات الخارجية من مجلس الشيوخ على قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا (رقم 1677) والذي يفرض العقوبات على الأطراف التي تسعى لمساعدة نظام الأسد بالربح من إعادة إعمار البلاد بينما يقوم بمعاقبة خصومه.

وأشارت المجلة الأمريكية في تقريرها، إلى أنه على الرغم من أن البعض يقولون إن رفض منح مساعدة إعادة الإعمار سيطيل فقط من المعاناة الإنسانية، "فقد أثبت الأسد أنه شريك لا يمكن الاعتماد عليه في توزيع المساعدات الدولية الحالية".

وأضافت: "فعلى سبيل المثال، يستخدم الأسد ساخراً استثمارات إعادة الإعمار لمكافأة مؤيديه مع تلاعبه بالمساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة لدعم نظامه على حساب البلاد كلها. كما أن الحجة الروسية تتجاهل أيضاً الصورة السياسية الأعم. السياسات الطاغية نفسها التي دفعت بالسوريين للثورة ما تزال كما هي. والآن على الشعب إضافة لذلك التعامل مع ما اختبروه من التهجير الدولي من قبل النظام وحيازته على ممتلكاتهم".

وقالت المجلة إنه "يتعين على الولايات المتحدة أن تستغل تعطُّش روسيا والنظام للتمويل الدولي للضغط باتجاه عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع، وإنه بمجرد التوصُّل إلى تسويةٍ سياسية، حينئذ فقط ينبغي أن تدعم أميركا إعادة إعمار سوريا".

وبما أنه من غير الآمن عودة اللاجئين السوريين، يصبح السؤال ما الذي على الولايات المتحدة فعله لمواجهة التضليل الروسي ولمساعدة الحلفاء الأمريكيين؟ لتحقيق عودة إنسانية طوعية للسوريين إلى أرضهم.

تجيب المجلة على السؤال بالقول: "على الولايات المتحدة التأكيد على الانتقال السياسي الذي يضمن حقوق وملكيات العائدين. والضغط على النظام لتشجيع الانتقال السياسي، على الولايات المتحدة وحلفائها الحفاظ على العقوبات ورفض المشاركة في جهود إعادة الإعمار في المناطق الخاضعة لسيطرة الأسد".

وختم الكاتب، جاستن روي، تقريره بالقول إن الملف السوري يبقى أحد أهم التحديات في وقتنا، وأكبر كارثة إنسانية في القرن الواحد والعشرين، وأضاف: "سيزيد المجتمع الدولي من سوئها بحال دعم برنامج إعادة اللاجئين الخادع الذي سيزيد من بؤس الأبرياء المهجرين من بلادهم".

اقرأ أيضاً: القبض على متهم بقتل واغتصاب أطفال بحلب.. سوريون: كان مسؤولاً في إحدى الميليشيات


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السورية نت ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السورية نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق