اخبار سوريا اليوم - إطلاق الرصاص في المناسبات بإدلب.. ظاهرة تحوّل أفراح مدنيين إلى عزاء

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

إطلاق الرصاص العشوائي في إدلب تسبب بوفاة مدنيين - انترنت

حسن المختار - إدلب - السورية نت

يعد إطلاق الرصاص في الأعراس والمناسبات، من أكثر العادات الاجتماعية التي تهدد حياة المدنيين في إدلب، لما تحمله من أخطار جسيمة نتيجة الرصاص العشوائي الذي يتساقط على المناطق المدنية، مسبباً إصابات خطرة لم يسلم منها الأطفال، وأدت في أحيان كثيرة إلى الوفاة.

يعود تاريخ هذه الظاهرة الى عشرات السنين في إدلب، إلا أنها عادت للانتشار بقوة في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام بشار الأسد، بسبب ضعف سلطة تنفيذية قادرة على الحد منها، بالإضافة الى كثرة السلاح المنتشر في عموم تلك المناطق، وسهولة الحصول عليه دون رقيب.

وفي تعليقه على هذه الظاهرة، قال الرائد حسين الحسيان، مدير فرع الإعلام للشرطة الحرة في إدلب في تصريح لـ"السورية نت": "ظاهرة إطلاق النار في المناسبات تؤرق المدنيين وتزعجهم بشكل كبير، وتهدد حياتهم بالخطر، وقد وثقنا كمراكز شرطة حرة في إدلب ما يقارب 11 حالة ونحو 50 إصابة من المدنيين".

والحالات التي تشهد إطلاق نار عشوائي، تكثر في الأعراس، أو عند خروج معتقل من سجون النظام، أو استشهاد شخص، أو وفاته بشكل طبيعي، وحتى في المشاجرات العائلية التي بات يستخدم فيها السلاح في كثير من الأحيان".

وأشار الحسيان إلى أن ظاهرة إطلاق النار العشوائي، تمثل خطراً أكبر في المخيمات شمال ، بسبب غياب السقف الإسمنتي القادر على حماية المدنيين من سقوط المقذوف سقوطاً حراً من السماء، على حد تعبيره .

محاولات للحد من الظاهرة

وتتخذ شرطة إدلب الحرة بعض الإجراءات في مسعى منها لتقليل مخاطر ظاهرة إطلاق النار العشوائي، وفي هذا الصدد قال الحسان لـ"السورية نت": "قمنا في شرطة إدلب الحرة بإطلاق حملة توعوية بتاريخ 20 مايو/ أيار من العام الماضي تحت عنوان (لا تقتلني في فرحتك) والتي لاقت إقبالاً كبيراً من المواطنين".

وأضاف أن الهدف من الحملة الحد من هذه الظاهرة لاسيما في المناطق التي صار فيها محال بيع الأسلحة لا تختلف عن محال بيع الخضار والفواكه، في ظل غياب السلطة الرقابية التي من شأنها الحد من هذه الظاهرة أو إعطاء تراخيص لحمل الأسلحة .

وتابع الحسان قائلاً: "إن بعض المحاكم والمجالس المحلية بالتعاون مع الشرطة الحرة أصدرت عدة تعليمات وقرارات من شأنها التقليل من هذه الظاهرة تتمثل في مصادرة سلاح مطلق النار لمدة شهر مع غرامة مالية، وفي حال تكرر الأمر مصادرة السلاح بشكل دائم بالإضافة لسجن مرتكب المخالفة".

وشدد الرائد حسين أن القضاء على هذه الظاهرة يتمثل بشكل أساسي بجمع السلاح من المدنيين والحد من انتشاره، ومسألة نزعه من المناطق المحررة يحتاج الى جهود دول لا أفرساد أو كيانات، مؤكداً أن هذا السلاح مكانه على جبهات القتال ضد نظام الأسد والدفاع عن المناطق المحررة من خطر يهددها.

من جانب آخر، قال الدكتور في الشريعة الإسلامية "أنس عيروض" في تصريح لـ"السورية نت"، إن "إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس أو الأفراح يجب النهي عنه، مشيراً إلى أن إطلاق النار العشوائي يروع المدنيين الآمنين، ومنهم النساء والأطفال، والمرضى، والعجز، وغيرهم، وقال إن الإسلام ينهى عن ترويع المسلمين.

مخاطر كبيرة

وعن خطورة هذه الظاهرة، قال محمد العبدالله، وهو أحد سكان إدلب في تصريح لـ"السورية نت"، إنه "في إحدى المرات سمعت إطلاق رصاص قريب من منزلي ولم أستطع تحديد ماهيته، إن كان حفل زفاف أو عشوائي، لكن الذي أعلمه جيداً أن هذا الرصاص يتساقط على مكان سكني داخل المخيم، هنا بدأت أتذكر  أحد جيراني الذي توفيت ابنته الرضيعة بسبب سقوط مقذوف عشوائي أخترق خيمته واستقر برأس أبنته البالغة من العمر 5 أشهر فقط".

وأشار إلى أنه هرب من خيمته لحماية طفله الرضيع الوحيد، وأضاف: "في النهاية تمكنت تأمين لوح معدني حجمه متر مربع واحد، ووضعته أعلى رأس طفلي الذي  كان يلعب بالغرفة، لم أستطع تثبيت هذا اللوح في مكان واحد لذلك ظللت أتبع طفلي به من مكان لآخر داخل الخيمة خوفاً من رصاصة طائشة قد تخترقها في أي لحظة".

وفي نفس السياق، قال دهام مشيهد، وهو نازح من ريف إدلب الجنوبي: "أنا أقيم في تجمع مخيمات الرحمة شمال إدلب وبينما نحن جالسون صباحاً نزل مقذوف طلق ناري مجهول المصدر في خيمتنا واخترق العازل البلاستيكي واستقر في أرضية الخيمة، لم نصب بأذى لكن تكررت هذه الحالة أكثر من مرة في خيام النازحين حولنا".

ويتشابه الوضع في المخيمات الحدودية مع ، كما قال خالد المرعي لـ"لسورية نت"، وأضاف: "بالنسبة لقضية إطلاق الرصاص تعتبر من أكثر القضايا الشائعة في المخيمات، باعتبار المدنيين يعيشون داخل خيام مصنوعة من أقمشة مهترئة لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف، فكيف لها أن تقيهم من الرصاص المنهمر من السماء".

وتحدث المرعي عن إصابات ووفيات كثيرة غالبها من الأطفال والنساء بسبب هذه الظاهر، آخرها إصابة فتاة تبلغ من العمر عشرة سنوات نازحة من مدينة كفرنبودة بريف حماة الشمالي بجروح خطرة، لكنها نجت من الموت.

المصدر: 

خاص - السورية نت


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السورية نت ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السورية نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق