اخبار سوريا اليوم - قبلت به أم رفضته؟.. مواربة وغموض في بيان "تحرير الشام" عن اتفاق إدلب

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

استخدمت هيئة "تحرير الشام" في بيانها الذي أصدرته حول موقفها من اتفاق إدلب، مساء أمس الأحد، لغة غلب عليها الغموض والمراوغة، وحمل البيان رسائل غير مباشرة أكثر من تضمينه موقفاً واضحاً من الاتفاق.

وتضمن البيان 6 بنود، أشارت فيها الهيئة إلى أنها متمسكة بسلاحها ورافضة لتسليمه، لكنها لم تقل بأنها رافضة لاتفاق إدلب، وألمحت في ذات الوقت إلى الميل نحو قبول ما جاء به.

وتوصلت وروسيا لاتفاق حول إدلب، في سبتمبر/ أيلول 2018، وأبرز ما تضمنه هذا الاتفاق، إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كلم على خطوط التماس بين قوات النظام وفصائل المعارضة عند أطراف إدلب، وأجزاء من ريف حماة الشمالي، وريف الغربي، وريف الشمالي، وذلك بحلول 15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

قبول مبدئي؟

وعلى الرغم من أن الهيئة لم تقل بوضوح أنها ستقبل الاتفاق، إلا أن تلميحها لقبوله، جاء بقولها إنها تُقدر "جهود كل من يسعى في الداخل والخارج إلى حماية المنطقة المحررة ويمنع اجتياحها وارتكاب المجازر فيها"، في إشارة على ما يبدو للجهود التي بذلتها تركيا وجنبت بموجبها إدلب من هجوم عنيف للنظام وحلفائه، واللافت أنه كان الموقف السائد لهيئة "تحرير الشام" من المبادرات والجهود الدولية سلبياً.

مدير وحدة المعلومات في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، نوار أوليفر، علّق في تصريح لـ"السورية نت" على بيان الهيئة، بقوله إن البيان حمل إشارات إلى قبول مبدئي من الهيئة لاتفاق إدلب، لكنها أشارت في ذات الوقت إلى مآخذها عليه.

ورأى أوليفر أن الهيئة عندما تقول إنها أخذت وقتاً طويلاً بالمناقشة قبل الإعلان عن موقفها، فذلك مغايراً لطريقة تعاملها السابقة مع قضايا كان موقفها حاسماً فيها وسريعا، وهو الرفض.

واعتبر أوليفر أن البيان "حمل رسائل وإشارات مثل التقرب من الشارع الثوري، ومناقشة الفعاليات الثورية، وتثمين الجهود الدولية"، لافتاً إلى أنه بحسب ما ورد في البيان، فإن الهيئة توحي لقبولها به لكنها أكدت على اعتراضها حيال وجود الطرف الروسي فيه، بقولها إنها "تحذر من مراوغة المحتل الروسي أو الثقة بنواياه، ومحاولاته الحثيثة لإضعاف صف الثورة".

ورأى أوليفر أن الهيئة لو كانت رافضة تماماً للاتفاق، لما ثمنت الجهود المبذولة لتجنيب إدلب الهجوم، ولما انتقدت في بيانها روسيا لكونها طرفاً باتفاق إدلب.

المصدر نفسه أشار إلى أن الهيئة الآن أصبحت مقتنعة الآن بأنها محاصرة، ولا خيارات كثيرة أمامها، في ظل الترتيبات الدولية لشمال ، ولم يستبعد أن تضطر الهيئة إلى تنازلات، قائلاً: إن "خيار الجهاد وحديث الهيئة عنه الآن أصبح على الورق فقط، من أجل ضمان بقاء فئة من مقاتليها معها، لكنها في الواقع غير قادرة على فعل الكثير".

وليس بمقدور الهيئة - وفق رأي أوليفر - الوقوف في وجه تنفيذ اتفاق إدلب، لا سيما وأنها غير قادرة على مواجهة الضامن التركي له، مضيفاً أن ما منع ولا يزال يمنع العمل العسكري ضد إدلب وجود الأتراك فقط.

"مراوغة مقصودة"

من جانبه، رأى صالح الحموي القيادي المنشق عن "تحرير الشام"، أن بيان الأخير مليء بالمراوغة، وقال في تغريدة على حسابه في موقع تويتر: "باختصار الهيئة وافقت على الاتفاق وطبقته أكثر من كل الفصائل، لكنها تراوغ أمام عناصرها لتوهمهم أنها رفضته، كما أوهمتهم يوم فك الارتباط بالقاعدة أنه بأمر من الظواهري من خلال كلمة أبو الخير المصري ثم تبين للجنود كذب القيادة عليهم".

وأضاف: "في بيانها اليوم حتى المراوغة فاشلة ومكشوفة، فالجبهة الوطنية قالوا لن نتراجع متراً عن الجبهات والرباط وهو ما لم تجرؤ أن تقوله الهيئة. أما موضوع عدم تسليم السلاح فهو مزاودة فيما هو غير مطروح أصلاً بالاتفاق، وكذلك عدم الثقة بالروس سبقهم بها بيان الجبهة الوطنية".

مؤتمر مقترح

وفي السياق ذاته، لم تعلق بعد "الجبهة الوطنية للتحرير" الذي تتألف من فصائل مدعومة من أنقرة على بيان "تحرير الشام"، وعلمت "السورية نت" أن الجبهة تتدارس موقفها من بيان الهيئة.

وقال المتحدث باسم الهيئة، النقيب ناجي مصطفى، إن هنالك الكثير من المشاريع المطروحة بخصوص المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال سوريا، ومن بين تلك المشاريع "مؤتمر عام لقوى الثورة".

وأوضح مصطفى في تصريح لـ"السورية نت" إلى أن المؤتمر يتم التنسيق له من قبل ناشطين، ومستقلين، ومحاميين، وآخرين، وأن فكرته تقوم على "دعوة كل قوة الثورة للخروج في إدارة موحدة للشمال السوري، تقوم بتسيير أمور الناس وتأمين احتياجاتهم".

وأشار المتحدث إلى أن الجبهة تؤيد أي دعوة من شأنها توحيد قوى المعارضة السورية، مضيفاً أن المشروح طُرح على الجميع، كـ "الجبهة الوطنية للتحرير، وحكومة الإنقاذ، والمجلس الإسلامي السوري"، وتابع قائلاً أن كل جهة تناقش فكرة المؤتمر على حدة لكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى أي جديد بخصوص مصيره.

اقرأ أيضاً: معاقبة مهجّرين سوريين بتجريدهم من ممتلكاتهم.. كيف شرعن النظام ذلك واستفادت منه إيران؟

المصدر: 

خاص - السورية نت


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السورية نت ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السورية نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق