اخبار مصر اليوم - قصور الثقافة.. حائط الصد ضد التطرف «في قبضة الإهمال»

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

تعد قصور الثقافة حائط الصد الأول فى مواجهة التطرف والإرهاب، وحال تخلى الدولة عن دورها فى الاهتمام ببيوت التنوير، تسعى الجماعات المتطرفة لاستقطاب الشباب واستغلال جهلهم لتنفيذ مخططها.

الإسكندرية عاصمة الثقافة الأولى، التى انطلق منها شعاع العلم والمعرفة إلى العالم، تعانى من تدهور حال قصور الثقافة؛ بعضها تحت الترميم وآخر غير صالح لبُعده عن المناطق السكنية أو لصغر المساحة، اضافة إلى حرمان المناطق النائية من قصور الثقافة.

«إسكندرية اليوم» ترصد أهم مشاكل قصور الثقافة، وتراجع دورها فى جذب الشباب، تحاشيا للتلاعب بعقولهم واستخدامهم ضد الوطن، حيث قال غريب الشيخ، صاحب فكرة مكتبة على الرصيف لنشر الثقافة فى منطقة العجمى: «يعانى غرب الإسكندرية من إهمال جميع الخدمات ومنها الثقافة، فلا يوجد سوى قصر ثقافة بمنطقة القبارى، تحت الترميم، وكل من حى العجمى والعامرية أول وثان، لا يوجد فيهم قصور رغم كثافة السكان»، وطالب بتوفير قصور ومراكز ثقافية لخدمة سكان هذه الأحياء لاستخراج طاقتهم.

وأشار«الشيخ» إلى أن ضعف إمكانيات القصور سبب فشلها فى جذب الشباب، ما يدفعهم إلى الجلوس على المقاهى، وربما ينضمون لجماعات متطرفة، لافتا إلى ضرورة تفعيل دور القصور لمحاربة الإرهاب، واستخدام أساليب حديثة لجذبهم. وأضاف الشاعر أحمد عواد، أمين عام الأمانة العامة لأدباء سابقا: «لا يوجد عزوف من الشباب، وهناك ميول فنية وأدبية تجعل الشباب يذهب إلى القصور، وبعضهم له هوايات ينميها بمعرفته، وأغلب القصور تقدم أنشطة متنوعة لجذب الشباب ومواكبة العصر وتطور الأحداث، ولذا يجب استغلال طاقة الشباب داخل هذه القصور، واستخدامها لخدمة الوطن».

وأوضح «عواد» أن الثقافة السكندرية خرّجَت كثيرا من المبدعين؛ ومنهم الشاعران عبد العليم القبانى وأحمد فضل شبلول وغيرهما،‏ ويمكن للمدينة أن تواصل عطاءها الثقافى، حال تذليل جميع العقبات.

وقال الكاتب الصحفى أحمد سلامة، المتحدث الإعلامى لحزب التجمع: «لم يعد فى الإسكندرية سوى عدد قليل من قصور الثقافة تمارس عملها بحرية كاملة؛ فمنها ما يمارس دوره داخل شقة سكنية مستأجرة، تقدم ندوات محدودة بحكم طبيعة المكان، ولا يوجد سوى قصر ثقافة الأنفوشى، والحرية للإبداع واثنين أو ثلاثة أخرى مؤهلة لاستقبال المبدعين، فيما عدا ذلك فبقية القصور ليست سوى مبان تحتاج ترميما حتى تؤدى دورها الثقافي؛ ومنها قصر ثقافة القبارى (تحت الترميم)».

وأضاف «سلامة» أن دور القصور لا يقف عند اكتشاف المواهب أو تفريغ طاقة الشباب، بل حائط الصد الأول ضد التطرف الفكرى ومحاربة الإرهاب، فلا تستطيع الجماعات الإرهابية تجنيد المثقفين، لكنها تستغل جهل الشاب عبر عملية غسيل مخ واستقطابه لتنفيذ ما يطلب منه دون تفكير، مطالبا مسؤولى وزارة الثقافة بالاهتمام بالقصور وما تقدمه لجذب الشباب.

وأشار باسم كامل، أحد رواد قصور الثقافة، إلى أن تكوين الشخصية المصرية يوجد به جزء أصيل من الثقافة تلعب دورا مهما فى تنمية الإبداع وتكوين العقل النقدى،‏ وتسهم فى رفع مستوى الوعى لدى الناس‏، ويوجد فى الثغر قصور ثقافة بخلاف نوادى الطفل ومركز الإبداع، التابع لصندوق التنمية الثقافية، وجميعها يعانى مشاكل تحول دون أدائها دورها‏، لافتا إلى نقص رواد القصور من المبدعين والجمهور، فى الوقت الذى تحتاج فيه الثقافة لمحاربة الفكر المتطرف.

وقال المهندس حسن خيرالله، عضو مجلس النواب عن دائرة الدخيلة غرب الإسكندرية: «قصور الثقافة لا يختلف دورها عن دور مراكز الشباب، فلها دور كبير فى الوقت الراهن لجذب الشباب وعدم ترك عقولهم للأفكار الهدامة والجماعات المتطرفة، وقد تقدمت فى لجنة المقترحات والشكاوى بالمجلس برغبة فى بناء قصر ثقافة الدخيلة لخدمة غرب الإسكندرية».

وأكد «خيرالله» مناقشة طلبه بحضور ممثل وزارة الثقافة ووزارة التخطيط، والتأكيد على أن منطقة غرب الإسكندرية فقيرة فى المنشأة الثقافية، وأكد مسؤول الثقافة على أنهم يتمنون أن يكون هناك بيت ثقافة فى كل شارع، وتمت الموافقة على طلب إنشاء قصر ثقافة الدخيلة، بجوار مستشفى العجمى العام، لخدمة أهالى الدائرة وغرب الإسكندرية.

وقال مصدر مسؤول بوزارة الثقافة إن هناك نشاط إنجازات هائل فى قصور ثقافة الإسكندرية، وتشهد تقدما هائلا فى المسرح والشعر والفن التشكيلى، وأن هناك خطة من أجل رفع كفاءة القصور وتطويرها كى يستطيع العاملون بداخلها تقديم الخدمات على أكمل وجه للمثقفين والمبدعين والجمهور.

وأضاف المصدر: «هناك نماذج لقصور ناجحة، مثل قصر ثقافة الأنفوشى، ويقدم برامج تجذب الرواد، بداية من سن الخامسة، وهناك ندوات وصالونات شعرية تناسب الجميع»، مشيرا إلى إقبال الشباب على عروض المسرحيات، ومختلف الفنون.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المصري اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المصري اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق