اخبار مصر اليوم - رئيس «القومى لحقوق الإنسان» يطالب بأن يكون 2019 «عام أفريقيا»

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اشترك لتصلك أهم الأخبار

قال محمد فائق، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، وزير الإعلام الأسبق، إن العام الجارى يجب أن يعلن عام أفريقيا بعد تحقيق عددا من الإنجازات، ومن أبرزها رئاسة الاتحاد الأفريقى، واختيارها لتستضيف بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم، وحصد جائزة أفضل لاعب كرة قدم فى أفريقيا للعام الثانى على التوالى، واختيار لجنة حقوق الإنسان الأفريقية التابعة للاتحاد الأفريقى القاهرة مكاناً لاجتماعها، وغيرها الكثير من الأحداث.

واقترح «فائق»، خلال محاضرته التى ألقاها مساء الإثنين، بمكتبة مصر العامة بعنوان «مصر ومعركة التحرر الأفريقى»، أن يكون هذا العام هو عام أفريقيا، متحدثا عن مصر ومعركة التحرر الأفريقى بالجهود المخلصة التى قامت بها مصر فى معركة تحرير أفريقيا.

وقال: «نذكّر أنفسنا بالمدى الذى ارتبطت فيه مصر بقارتها الأفريقية، فقد أعطتنا أفريقيا موقعاً وصفه عالم الجغرافيا المصرى جمال حمدان بعبقرية المكان، وساهمنا فى معركة تحريرها كما لم تساهم أى دولة أخرى».

وأضاف: «تعتمد مصر كلياً على نهر النيل، ما جعل هيرودوت، أحد المؤرخين القدماء، يقول إن مصر هبة النيل، وهو ما يدفعنى للقول إن النيل هبة أفريقيا، وهو الأمر الذى يزيد من ارتباطنا جغرافياً بهذه القارة وبشكل لا تضاهيه دولة أخرى».

وتابع: «يربطنا بقارتنا تاريخ قديم، فمن الثابت أن الفراعنة انطلقوا لداخل القارة، وظهر ذلك فيما تركوه من آثار، وإن كنا لا نعرف حتى الآن حدود هذا الدور وإلى أين وصلوا، فالثابت حتى الآن أنهم وصلوا لبلاد بونت (الصومال)، وملتقى النيلين الأبيض والأزرق، وإن كان هناك ما يشير إلى أنهم وصلوا لأبعد من ذلك».

وأشار فائق إلى أنه، وخلال حقبة الاستعمار الغربى، اتخذت الصحراء لتصبح عازلاً بين الشمال والجنوب الأفريقى، ثم جاءت ثورة يوليو لتكشف عن وجه مصر الأفريقى عندما قال جمال عبدالناصر فى كتاب «فلسفة الثورة» إننا لا نستطيع أن نقف بمعزل عن الصراع الدامى المخيف الذى يدور اليوم فى أفريقيا بين 5 ملايين من البيض و200 مليون من الأفارقة.

وأوضح فائق أن المساعدات لحركات التحرر الأفريقية والخطوات الثورية التى اتخذها جمال عبدالناصر مثل تأميم قناة السويس، وكسر احتكار السلاح، استطاع من خلالها أن يقضى على ما حاول الاستعمار ترسيخه باعتبار أن الصحراء عازل، وأكد أنها جسر عبرت عليه الثقافة والحضارة، لافتا إلى أن عبدالناصر حدد استراتيجية السياسة الخارجية بالدوائر الثلاث.

ونوه إلى أنه عندما قامت ثورة يوليو 1952، كانت أفريقيا تخضع للاستعمار الأوروبى بالكامل، ولم تكن هناك دولة مستقلة فى أفريقيا سوى دولتين فقط، إحداهما فى الغرب وهى ليبيريا، والثانية فى شرق أفريقيا وهى إثيوبيا، أما مصر فكانت مستقلة قانوناً ولكن كان يحتلها الجيش البريطانى بقوة قوامها 82 ألف جندى، موضحا أنه كانت هناك حالة غليان نتيجة تفاقم سياسة التفرقة العنصرية وعدم استجابة دول الاستعمار للوعود التى مُنحت أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث شاركت أعداد كبيرة من أبناء المستعمرات التى جندتها الدول الاستعمارية وحاربت ضمن جيوشها.

وأكد «فائق» أن مصر وقفت مع كل حركات التحرير فى أفريقيا، ولكن كان للسودان معالجة سياسية خاصة، موضحا أنه عندما بدأت المفاوضات مع الإنجليز بعد قيام الثورة كانت هناك قضيتان أساسيتان: الأولى إجلاء قوات الاحتلال الإنجليزية من مصر، والثانية مستقبل بما فى ذلك وحدة وادى النيل.

وكشف أن الرئيس جمال عبدالناصر أصر أن تبدأ المفاوضات بالقضية السودانية ومستقبل السودان قبل قضية الجلاء، للاطمئنان على إجلاء القوات الإنجليزية من السودان حتى لا نفاجأ بخروج القوات من مصر لتبقى فى السودان، فرغم رغبته الشديدة فى أن يحقق وحدة وادى النيل، ولكنه وجد أنه من غير المناسب لروح ذلك العصر أن تقوم وحدة بين الشعبين معتمدة من الناحية القانونية على حق الفتح، ورأى أن أى وحدة لكى تستمر وتدوم لابد أن تعتمد على موافقة الشعب، ولذلك وجد أنه لا مفر من قبول حق تقرير المصير، وكان هناك اعتقاد فى إمكانية أن تكون الأغلبية السودانية مع وحدة وادى النيل بأى شكل ممكن.

وتطرق فائق إلى ثورة الجزائر التى قامت فى أول نوفمبر عام 1954، ووقفت مصر بكل قوة مع هذه الثورة، فضلا عن وقوف مصر مع المقاومة العسكرية فى مراكش، عبدالكريم الخطابى، وكذلك فى تونس، موضحا أن عمليات نقل السلاح إلى داخل هذه البلاد كانت تتم بطرق مختلفة، منها استخدام أى مكان آمن على الساحل ومن خلال مراكب مؤجرة وبعضها كانت تشترى، كما لجأنا فى بعض الأحوال لمهربى السلاح المحترفين، وأن ذلك كان يتم عن طريق المخابرات العامة، وكانت المخابرات فى ذلك الوقت هى المطبخ السياسى للرئيس جمال عبدالناصر.

وأشاد «فائق» بالمكاتب السياسية التى كان مقرها القاهرة، والتى كانت تتيح لحركات التحرر أو الأحزاب السياسية التى لها مكاتب فى القاهرة أن تتصل بالعالم الخارجى من خلال السفارات العديدة الموجودة فى القاهرة، ومن خلال وسائل الاتصال المتاحة فى القاهرة والتى كانت غير ممكنة فى الدول المستعمرة، حيث كانت مصر تغطى التكلفة الأساسية لهذه المكاتب مثل المقر والحد الأدنى للتشغيل.

وتابع: «كنا نسمح أيضا بفتح مكاتب للأحزاب السياسية التى تناضل من أجل الاستقلال فى البلاد التى تتطور دستوريا، ففى كينيا كانت توجد مكاتب Kanu – Kadu، باعتبار أن الحزبين من الأحزاب الجادة التى تسعى للاستقلال، وبالتالى كنا نساعد حزب جوموكنياتا، وكذلك حزب أوجنجا أودنجا، اللذين يتبادل أبناؤهما رئاسة البلاد الآن، وكذلك كانت حركات التحرير فى روديسا الجنوبية، ومن أجل ذلك أُنشأت الرابطة الأفريقية عام 1954، والتى كان مقرها الزمالك بالقاهرة، والتى مازالت موجودة حتى الآن، وكانت تحتوى المكاتب السياسية لحركات التحرير وكانت مَعلَماً معروفاً لكل الأفارقة، وخرّجت عدداً كبيراً من رؤساء الدول الأفريقية، وكانت تستقبل كل القادمين من القارة الأفريقية، وكانت ترعى الطلبة الأفارقة وتتولى استقدامهم من أفريقيا لملء المنح الدراسية المخصصة لهم، كما كانت مكاناً يلتقى فيه الشباب المصرى مع الشباب الأفريقى، وكان لها دور ثقافى فكانت تصدر مجلة «نهضة أفريقيا»، وتقيم الندوات وتحتفل بالمناسبات الأفريقية».


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المصري اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المصري اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق