يمن موبايل تدشن شبكة الجيل الرابع 4G في سقطرى: خطوة تقنية متأخرة أم مصدر قلق؟


المشهد اليمني – خاص
في خطوة لافتة أثارت جدلاً واسعاً، أعلنت شركة يمن موبايل، التي تتخذ من صنعاء مقراً لها، عن تدشين خدمات شبكة الجيل الرابع (4G) في محافظة أرخبيل سقطرى، الواقعة في المحيط الهندي جنوب شرق اليمن.
وتعد هذه الخطوة أول توسع تقني للشركة في تقديم خدمات الإنترنت عالي السرعة إلى المحافظة النائية، التي تُعتبر واحدة من أهم المناطق البيئية والجغرافية على مستوى العالم.
الخطوة التقنية ومدى تأخرها
على الرغم من أن إطلاق خدمات الجيل الرابع يُعد تطوراً هاماً في مجال الاتصالات، إلا أن العديد من المراقبين اعتبروا هذه الخطوة “متأخرة للغاية”، خاصة وأن غالبية المحافظات اليمنية الأخرى قد شهدت تفعيل خدمات مشابهة منذ سنوات.
ومع ذلك، فإن توفير خدمة إنترنت عالية السرعة في سقطرى يعد حاجة ملحة، نظراً لأهمية الجزيرة الاستراتيجية ودورها الحيوي في تعزيز التواصل بين السكان المحليين والعالم الخارجي.
وأشار محللون إلى أن سقطرى كانت تعاني لسنوات طويلة من ضعف شبكات الاتصالات، ما أثر سلباً على حياة السكان اليومية وعلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجزيرة.
وبالتالي، جاءت خطوة يمن موبايل كاستجابة لمطالب السكان، لكنها لا تزال غير كافية بالنظر إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة.
مخاوف سياسية وأمنية
بينما رحب البعض بتوسيع خدمات الاتصالات في سقطرى، عبر آخرون عن قلقهم بشأن الجهة المشغلة للخدمة، وهي شركة يمن موبايل، التي تديرها السلطات الحوثية في صنعاء.
وأشار مراقبون إلى أن هذا المشروع قد يكون له أبعاد سياسية وأمنية، بالنظر إلى الصراع المستمر في اليمن والتنافس الإقليمي والدولي على النفوذ في الجزيرة.
واعتبر البعض أن دخول شركة يمن موبايل إلى سقطرى يعكس محاولة من الحوثيين لتعزيز وجودهم في المناطق البعيدة عن نطاق سيطرتهم المباشرة.
كما أثيرت تساؤلات حول مدى استقلالية الشركة في اتخاذ قراراتها التشغيلية، خاصة في ظل الانقسام السياسي الذي تشهده البلاد.
أهمية سقطرى وتأثير الخدمة الجديدة
جزيرة سقطرى، التي تُصنف كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو، تُعتبر وجهة رئيسية للباحثين والعلماء بسبب تنوعها البيولوجي الفريد.
كما أنها تحظى بأهمية استراتيجية كبيرة نظراً لموقعها الجغرافي القريب من مضيق باب المندب، الذي يُعد أحد أهم الممرات البحرية في العالم.
ويرى خبراء أن توفير خدمات الإنترنت عالي السرعة يمكن أن يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والسياحية في الجزيرة، ويساعد في تحسين جودة الحياة للسكان المحليين.
ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الأهداف يتطلب إدارة شفافة ومستقلة للخدمات، بعيداً عن أي تدخلات سياسية أو أمنية.
ردود فعل السكان المحليين
من جانبهم، أعرب سكان سقطرى عن ترحيبهم بتفعيل خدمات الجيل الرابع، معربين عن أملهم في أن تكون هذه الخطوة بداية لتحسين البنية التحتية الرقمية في الجزيرة.
وقال أحد السكان المحليين لـ”كريتر سكاي”: “نحن بحاجة ماسة إلى خدمات إنترنت أفضل لتسهيل حياتنا اليومية ولدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد على الاتصالات”.
لكن آخرين أعربوا عن مخاوفهم من أن تكون الخدمة الجديدة مجرد أداة جديدة للسيطرة والنفوذ، خاصة إذا لم تكن هناك ضمانات واضحة بخصوص جودة الخدمة واستمراريتها.
تحركات مستقبلية
مع استمرار الصراع في اليمن، تبقى خطوة يمن موبايل في سقطرى نقطة جدلية تحتاج إلى متابعة مستمرة. ويؤكد المراقبون أن نجاح هذه الخطوة يعتمد بشكل كبير على كيفية إدارة الشركة للخدمة، وما إذا كانت ستلتزم بتقديم خدمة ذات جودة عالية وبأسعار معقولة للسكان.
وفي الوقت نفسه، يدعو الخبراء إلى ضرورة إشراك الجهات المحلية والدولية في مراقبة هذه الخطوة، لضمان أن تكون الخدمة الجديدة في مصلحة السكان وليس لتحقيق أهداف سياسية أو أمنية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.