خالد الرويشان ينتقد أولويات الدعم الإقليمي.. ومهندس سعودي يرد: اليمن بحاجة لإرادة حقيقية

خالد الرويشان ينتقد أولويات الدعم الإقليمي.. ومهندس سعودي يرد: اليمن بحاجة لإرادة حقيقية

السبت 15 مارس 2025 08:00 مـ 15 رمضان 1446 هـ

الرويشان
الرويشان

المشهد اليمني – خاص

أثارت تصريحات السياسي اليمني خالد الرويشان، وزير النقل الأسبق، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أشار إلى الدعم القطري المخصص لتحسين الكهرباء في سوريا.

وقال الرويشان في تغريدته: “الخارجية القطرية أعلنت عن دعم قطري لتوفير كهرباء كاملة تغطي الأرض السورية، مع توفير 2 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً”، متسائلاً بسخرية: “غريب! لم تعلن قطر تحالفاً لإنقاذ سوريا بينما عدن تختنق منذ عشر سنوات بلا كهرباء وتحت إدارة التحالف!”

تصريحات الرويشان جاءت في سياق نقاش محتدم حول أولويات الدول الإقليمية والدولية في تقديم الدعم للدول المتضررة من الحروب والأزمات.

وأشار الرويشان ضمناً إلى ما اعتبره “تضارب الأولويات” حيث تحصل سوريا على دعم كبير فيما تعاني مدينة عدن، التي تعد العاصمة المؤقتة لليمن، من أزمة طاقة حادة منذ سنوات دون حلول واضحة.

رد المهندس السعودي مصبح الغنيم

لم يمضِ وقت طويل حتى جاء الرد السعودي على لسان المهندس مصبح الغنيم، الذي استنكر تصريحات الرويشان واعتبرها “محاولة لرمي الفشل وفساد الإدارة اليمنية على الآخرين”.

وقال الغنيم في رده: “السعودية قدمت دعماً لليمن يفوق قدرتك على قراءة أرقامه”، مضيفاً: “سوريا فيها رجال ولديهم إرادة، وكفوا عن رمي فشلكم وسلبيتكم على الغير”.

وأضاف الغنيم بنبرة حادة: “أنتم تريدون دولة تحكموها على طبق من ذهب، وتريدون الظفر بالغنائم قبل أن تدخلوا المعركة”.

كما وجه انتقاداً لاذعاً لنخبة اليمن السياسية، قائلاً: “أنت وزير سابق وأحد النخب وهذا منطقك، فماذا تركت للبسطاء وعامة الشعب؟ لا تتقنون إلا محاربة بعضكم البعض، إن لم يكن بالسلاح فبنشر الأكاذيب وبث روح الانهزامية”.

وختم الغنيم تغريدته بعبارة مفادها أن اليمن بحاجة إلى شخصية قوية مثل “جولاني آخر” (في إشارة إلى القائد العسكري السوري المعروف) لقيادة البلاد نحو الاستقرار.

أزمة الكهرباء في عدن: الواقع المرير

تعاني مدينة عدن، التي تعتبر مركزاً سياسياً وإدارياً مؤقتاً لليمن، من أزمة كهرباء مزمنة منذ نشوب الحرب في البلاد عام 2015.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، فإن مشكلة الكهرباء ظلت قائمة بسبب عدة عوامل، من بينها الفساد الإداري، ضعف البنية التحتية، واستهداف الحوثيين للمرافق الخدمية.

في حين أن قطر أعلنت عن دعم كبير لتحسين الكهرباء في سوريا، يبدو أن هناك شكوكاً متزايدة حول مدى التزام المجتمع الدولي والإقليمي بإيجاد حلول مستدامة للأزمة الإنسانية في اليمن.

ويأتي هذا النقاش في وقت تشهد فيه البلاد واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حيث يعتمد أكثر من 80% من السكان على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة.

تباين الأولويات: لماذا سوريا وليس اليمن؟

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا يتم تقديم الدعم بشكل واضح وملموس لسوريا في الوقت الذي تبدو فيه الجهود المبذولة لليمن أقل تأثيراً؟ البعض يرى أن هذا الأمر يعكس تبايناً في الأولويات الإقليمية والدولية، حيث تسعى الدول إلى تحقيق مصالحها الاستراتيجية في سوريا باعتبارها منطقة ذات أهمية جيوسياسية كبيرة، بينما يُنظر إلى اليمن على أنه ملف معقد وغير ذي أولوية استراتيجية مباشرة.

وفي هذا السياق، يقول المحلل السياسي اليمني عبد الله الصايدي: “الأمر لا يتعلق فقط بالدعم المادي، بل بالرؤية الشاملة لإعادة الإعمار والاستقرار.

سوريا لديها نظام سياسي مركزي قادر على تنفيذ المشاريع رغم كل الانتقادات، أما في اليمن فالوضع مختلف تماماً بسبب الانقسامات السياسية والعسكرية التي تعيق أي جهود حقيقية لإعادة الإعمار.”

الجدل الذي أثارته تغريدة الرويشان ورد الغنيم يعكس حالة الإحباط والغضب التي تسود الشارع اليمني نتيجة استمرار الأزمات دون حلول جذرية.

وبينما تواصل الدول الإقليمية والدولية تقديم الدعم للمناطق التي تراها ذات أولوية استراتيجية، يبقى السؤال الملح: متى سيحصل اليمنيون على حقهم في العيش الكريم؟ وهل ستتمكن النخب السياسية من تجاوز خلافاتها الداخلية لتحقيق الاستقرار المنشود؟

الإجابة ربما تكمن في إرادة القوى الإقليمية والدولية لجعل اليمن أولوية استراتيجية، وفي قدرة اليمنيين أنفسهم على توحيد صفوفهم لتجاوز هذه المرحلة الحرجة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

زر الذهاب إلى الأعلى