المبعوث الأممي لليمن يحذر من مخاطر عودة الصراع الشامل ويطالب بوقف التصعيد العسكري

حذّر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن اليوم الخميس، من تزايد المخاوف بشأن عودة البلاد إلى “نزاع شامل”، مُعبِّرًا عن “قلق عميق” إزاء المسار الحالي للأحداث.

وأكد أن الوضع الراهن يتطلب التزامًا عاجلًا بوقف التلويح بالقوة العسكرية وتجنب أي إجراءات انتقامية قد تدفع اليمن إلى دوامة عنف جديدة، يُدفع ثمنها المدنيون مرة أخرى.

تفاصيل الإحاطة:

أشار غروندبرغ إلى أن اليمن يعيش مرحلة حرجة تهدد بإلغاء مكاسب السنوات الماضية، داعيًا جميع الأطراف إلى “اغتنام أي فرصة” لإنهاء الصراع المستمر منذ عقد.

وقال: “نحن مدينون لملايين اليمنيين بعدم التراجع عن التزامنا بتحقيق السلام”، مُعتبرًا أن الحل الوحيد يكمن في “مسار قائم على المبادئ والحياد”، معربًا عن تفهمه “الإحباط العميق” الذي يعانيه الشعب اليمني.

التحديات الرئيسية للسلام:

حدّد المبعوث الأممي ثلاثة تحديات جوهرية لإنهاء الصراع:

1. وقف إطلاق النار الشامل:ضرورة الاتفاق على هدنة وطنية وآلية واضحة لتنفيذها.

2. معالجة الأزمة الاقتصادية: اتخاذ قرارات صعبة وتقديم تنازلات لتحسين الوضع المعيشي المتدهور.

3. عملية سياسية جامعة: إشراك كافة الأطياف اليمنية لضمان إنهاء النزاع بشكل دائم.

جهود الوساطة والتواصل:

كشف غروندبرغ عن استمرار مكتبه في التواصل المكثف مع الأطراف اليمنية والإقليمية، بما في ذلك محادثات الأسبوع الماضي مع مسؤولي الحكومة اليمنية وجهات إقليمية، لدعم عملية سلام “يقودها اليمنيون أنفسهم”.

وأكد أن فريقه يعمل على استكشاف الحلول رغم “العقبات الكبيرة”.

قضية المحتجزين وتعسُّف الأنصار:

وجّه المبعوث الأممي نداءً عاجلًا للإفراج الفوري عن جميع المحتجزين تعسفيًا، لا سيما مع اقتراب شهر رمضان.

ولفت إلى معاناة عائلات المختطفين، مثل أسرة أحمد العامل في برنامج الأغذية العالمي، والتي ستقضي الشهر “مثقلة بالحزن” بعد وفاة والده أثناء احتجازه دون معرفة مصيره.

اختتم غروندبرغ بالإشارة إلى التزامه بمواصلة الجهود الدبلوماسية، مُعبِّرًا عن أمله في ألا تتحول الذكرى العاشرة للصراع إلى “إخفاق جديد” للسلام، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم مسار يحقق تطلعات اليمنيين في العيش بأمان.