معلم ينتحر في عدن بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة.. وإعلامي يحذر من كارثة مجتمعية

معلم ينتحر في عدن بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة.. وإعلامي يحذر من كارثة مجتمعية

الأحد 26 يناير 2025 07:15 مـ 26 رجب 1446 هـ

عدن
عدن

المشهد اليمني – خاص

في حادثة أثارت صدمة واسعة، أقدم معلم من أبناء محافظة تعز يعمل في إحدى مدارس العاصمة المؤقتة عدن على الانتحار، وذلك بسبب تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها.

الحادثة جاءت لتسلط الضوء مرة أخرى على معاناة قطاع التعليم والمعلمين في اليمن، الذين يواجهون ظروفًا قاسية تدفعهم إلى حافة اليأس.

وعلق الإعلامي البارز ياسر اليافعي على الحادثة عبر منشور على صفحته الرسمية بمنصة “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث أعرب عن حزنه وأسفه لما آلت إليه أوضاع المعلمين في البلاد.

وقال اليافعي: “للأسف، الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة تهدد مكانة وهيبة المعلم، ومع استمرار هذا الوضع، نحن على مشارف كارثة خطيرة جدًا”.

وأضاف اليافعي أن المعلمين، الذين كان من المفترض أن يكونوا حجر الأساس في بناء الأجيال ومكافحة التحديات الاجتماعية والسلوكيات الخطيرة، أصبحوا اليوم يصارعون من أجل تأمين قوت يومهم وحياة كريمة لأسرهم.

وأشار إلى أن غياب دور الأسرة والمدرسة والدولة أدى إلى تفاقم الأزمات المجتمعية، مما يهدد مستقبل الأجيال القادمة.

وتابع اليافعي قائلًا: “عندما يغيب دور الأسرة والمدرسة والدولة، ماذا نتوقع للمجتمع؟ الأب بات منشغلًا بتوفير متطلبات الحياة الأساسية على حساب مسؤوليات أخرى، والمدارس شبه متوقفة تمامًا، والمساجد فقدت جزءًا كبيرًا من تأثيرها بسبب التنافس بين الجماعات والأحزاب التي تسعى للسيطرة عليها بدلًا من أداء دورها التوعوي، باستثناء القلة القليلة التي ما زالت تحافظ على رسالتها”.

كما وجه اليافعي انتقادات حادة للدولة، واصفًا إياها بأنها “غارقة في الفساد والفوضى”، مما يجعلها عاجزة عن تقديم الحلول أو تحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين.

واختتم منشوره بتساؤل مقلق: “فإذا كانت كل هذه الركائز الأساسية للمجتمع غائبة أو ضعيفة، ماذا ننتظر من الأجيال القادمة؟”.

ودعا اليافعي في ختام منشوره إلى ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ الوضع، معربًا عن تعازيه لأهل وأصدقاء المعلم الراحل عبدالفتاح الشاص، الذي أنهى حياته بسبب الضغوط المعيشية التي لم يعد قادرًا على تحملها.

وقال: “نسأل الله الرحمة للأستاذ عبدالفتاح الشاص الذي انهى حياته منتحرًا بسبب تدهور الأوضاع المعيشية”.

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث شهدت اليمن في السنوات الأخيرة عدة حالات انتحار بين المواطنين بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، خاصة مع استمرار الحرب وانهيار العملة المحلية وارتفاع أسعار المواد الأساسية.

وتأتي هذه الحادثة لتذكر الجميع بأن معاناة الشعب اليمني ليست فقط في ساحات القتال، بل أيضًا في الحياة اليومية التي أصبحت صراعًا من أجل البقاء.

خلفية الأزمة:
تعاني اليمن من أزمة اقتصادية خانقة منذ سنوات، تفاقمت بسبب الحرب المستمرة منذ عام 2015. وتشير التقارير الدولية إلى أن أكثر من 80% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، بينما يعاني قطاع التعليم من تدهور كبير بسبب نقص التمويل وعدم صرف رواتب المعلمين بشكل منتظم.

كما أدت الأزمة إلى إغلاق العديد من المدارس أو تحويلها إلى مراكز إيواء للنازحين، مما أثر سلبًا على العملية التعليمية.

ردود الفعل:
أثارت حادثة انتحار المعلم موجة من الحزن والغضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من النشطاء والإعلاميين عن تضامنهم مع أسرة الراحل، مطالبين بتحرك عاجل لتحسين أوضاع المعلمين وإنقاذ قطاع التعليم من الانهيار التام.

كما طالب البعض بفتح تحقيق شامل في أسباب الحادثة ومساءلة المسؤولين عن تردي الأوضاع المعيشية في البلاد.

ختامًا:
حادثة انتحار المعلم عبدالفتاح الشاص ليست مجرد قضية فردية، بل هي جرس إنذار لجميع الجهات المعنية بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من مؤسسات الدولة، خاصة التعليم، الذي يعتبر الركيزة الأساسية لأي مجتمع يسعى إلى النهوض من تحت ركام الحروب والأزمات.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

زر الذهاب إلى الأعلى