ثلاثة عوامل رئيسية قد تُعجل بسقوط الحوثيين

تشهد المنطقة تصاعداً في التوترات بين الحوثيين وإسرائيل، في ظل انعكاسات محتملة على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة.

هذه المواجهات تُثير جدلاً واسعاً حول مدى قدرة الحوثيين في صنعاء على الصمود في وجه التصعيد، وما إذا كان النظام الحوثي سيُظهر ضعفاً شبيهاً بما واجهه النظام السوري بقيادة بشار الأسد.

أوجه الشبه بين الحوثيين ونظام الأسد

تتشابه الظروف السياسية والاقتصادية التي يمر بها الحوثيون في صنعاء مع تلك التي عاشها النظام السوري خلال فترات ضعفه.

فكلا النظامين يتسم بالفساد والمحسوبية، مع تمثيل أقلية ضيقة من السكان وترك الأغلبية تعاني من فقر مدقع. هذا الوضع ليس نتاج الحرب والعقوبات فقط، بل يعود إلى فساد مؤسسي يضرب بجذوره في عمق الهيكل الإداري والسياسي.

تنتشر الممارسات التي تُثقل كاهل المواطنين، مثل الرشاوى والاحتكارات التي تسيطر عليها النخب المقربة من النظام، فضلاً عن التلاعب بمنظومات استيراد السلع.

ورغم هذه التحديات، يعتمد الحوثيون على دعم إيران لتعزيز موقفهم، وهو دعم مشابه لما حصل عليه الأسد من حلفائه.

الفساد كأداة لتثبيت السلطة

أثبت النظامان أن الفساد ليس عيباً بقدر ما هو أداة تُستخدم لضمان ولاء النخب وإبقاء المجتمع في حالة تهميش. وقد أدى ذلك إلى سخط شعبي واسع النطاق، قابله اعتماد متزايد على الأجهزة الأمنية القمعية لإسكات المعارضة، مما زاد من عزلة النظام عن مواطنيه.

نقاط الاختلاف: هل يصمد الحوثيون؟

رغم التشابهات، إلا أن هناك فروقاً تُبرز إمكانية أن يسلك الحوثيون طريقاً مغايراً. قيادة الحوثيين تبدو أصغر سناً وأكثر مرونة مقارنة بالنظام السوري.

على سبيل المثال، فإن شخصيات مثل عبد الحكيم الخيواني تتميز بصغر سنها مقارنة بنظرائها السوريين، مما يُرجح قدرة الحوثيين على استخدام تكتيكات حرب العصابات والمقاومة الشعبية في المناطق الجبلية بدلاً من الاعتماد على البقاء في المدن الكبرى.

إلى جانب ذلك، فإن الحوثيين لا يزالون في مرحلة مبكرة من تاريخهم الثوري، مما يمنحهم طاقة أكبر لمواجهة التحديات، بخلاف النظام السوري الذي استنزف قواه بعد عقود من الحكم المستبد.

التحديات الداخلية والدولية

رغم ذلك، يواجه الحوثيون أزمة مشروعية متزايدة داخل اليمن. الاعتماد على القمع العنيف لتكميم الأفواه واحتواء المعارضة يهدد بتآكل أسس حكمهم. وعلى الصعيد الدولي، تُشكل الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، مع تزايد التوترات الإقليمية، عاملاً قد يُسرّع من انهيار النظام الحوثي إذا ما تم منعهم من استغلال المساعدات الإنسانية وتحويلها لخدمة مصالحهم.

سيناريوهات السقوط

يشير المحللون إلى ثلاثة تطورات رئيسية قد تُعجل بسقوط الحوثيين:

  1. تصاعد الغضب الشعبي نتيجة الفقر وتردي الأوضاع المعيشية.
  2. فقدان دعم الحلفاء المحليين مثل القبائل والنخب الإدارية.
  3. انشقاقات داخلية قد تضعف القيادة المركزية للنظام.

دروس من التجربة السورية

التجربة السورية تؤكد أن الضغط الدولي المستمر، مع دعم قوى المعارضة المحلية، يُعد أكثر فاعلية من محاولات التفاوض مع أنظمة قمعية.

ومع ذلك، فإن أي سقوط للنظام الحوثي قد يُدخل اليمن في مرحلة فوضى معقدة، مما يُحتم على المجتمع الدولي العمل على دعم الاستقرار وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين.

خاتمة

رغم التشابهات الكبيرة بين النظامين الحوثي والسوري، يبقى مستقبل الحوثيين مفتوحاً على احتمالات متعددة. وبينما تتكثف الجهود الدولية للحد من تهديداتهم، فإن الشعب اليمني وحده سيكون الحكم النهائي على مصير هذا النظام.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

زر الذهاب إلى الأعلى