ميليشيا الحوثي .. الورقة الأخيرة لإيران في صراعها الإقليمي

رغم مرور سنوات من النزاع الدموي في اليمن، لا تزال ميليشيا الحوثي تتبنى الأجندة التدميرية التي تساهم في تعميق الأزمة الإنسانية والاقتصادية في البلاد، وفي الوقت الذي يعاني فيه الشعب اليمني من ويلات الحرب، تواصل الميليشيا سعيها وراء وهم الانتصارات الإعلامية التي لا تتعدى كونها مساعٍ فاشلة تخدم مصالحها الشخصية والمصالح الإيرانية على حساب الشعب اليمني ومستقبل وطنهم.
تعد ميليشيا الحوثي جزءًا من مخطط إيراني واسع يهدف إلى توسيع النفوذ الفارسي في المنطقة العربية، وتحديدًا في منطقة البحر الأحمر، فقد زوّدت إيران ميليشيا الحوثي بالمساعدة العسكرية والتقنية، ما ساهم في تأجيج الصراع وإطالة أمد الحرب، ويتّضح لنا من خلال دعم إيران المستمر وتدخلاتها أن ميليشيا الحوثي ليست حركة وطنية تسعى لتحقيق الاستقلال أو تحسين الوضع في اليمن، بل هي امتداد للأجندة الإيرانية في المنطقة.
لقد أدى الدعم الإيراني لميليشيا الحوثي إلى تدمير البنية التحتية لليمن، فقد استهدفت عملياتها العسكرية المنشآت المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والموانئ، وقتلت الآلاف من المدنيين وشرّدت الملايين، وبدلًا من العمل على إيجاد حلٍ سياسي وتحقيق السلام، تستمر في التوجه نحو التصعيد العسكري والعدوان على المدنيين بشكلٍ مباشر أو عن طريق التصعيد السياسي ضد الدول؛ مما يزيد من تعقيد الأزمة اليمنية.
تتبنى إيران سياسة سردية دعائية في وسائل الإعلام من خلال الترويج لفكرة أن ميليشيا الحوثي تدافع عن القدس وفلسطين، وهو ما يتناقض تمامًا مع الواقع على الأرض، فالميليشيا الحوثية لا تعير أي اهتمام للأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني بسبب استمرار الحرب، ولا تسعى لتحقيق مصالح فلسطينية حقيقية، ومن خلال هذه الحملة الدعائية، تحاول إيران استثمار القضية الفلسطينية لخداع الرأي العام العربي والعالمي، بينما في الحقيقة تسعى إلى تقوية ميليشياتها في اليمن والتمسك بنفوذها في المنطقة، مستغلة الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها اليمنيون.
تتجسد اللامبالاة التي تتسم بها مواقف ميليشيا الحوثي في فشلها التام وعجزها عن توفير حياةٍ كريمة للشعب اليمني، فعبارة “لا نبالي” التي يرددها قادة ميليشيا الحوثي في تصريحاتهم تعبّر عن جهلهم المطلق بعواقب أفعالهم، ويبدو أن السبب الرئيسي والدافع وراء هذه التصرفات الطائشة هو غياب الرؤية المستقبلية، وقد أثبتت الميليشيا يومًا بعد يوم أنها تشكّل الخطر القريب والتهديد المباشر لكل ما بناه اليمنيون من حضارةٍ وتاريخ، ولا تأبه بمستقبل الشعب أو البلاد.
إن أحد أبرز السمات التي تميزت بها ميليشيا الحوثي طوال فترة انقلابها وحربها هي محاولاتها المستمرة لإظهار صورة الانتصار الإعلامي، حتى وإن كانت هذه الانتصارات غير حقيقية على الأرض، فعلى الرغم من التقدم العسكري المحدود في بعض الجبهات، تصر على ترويج المكاسب عبر وسائل الإعلام في محاولة لخداع الشعب اليمني والرأي العام الإقليمي والدولي، لكن الواقع يظل مغايرًا تمامًا؛ فالشعب اليمني يعاني ويلات الحرب والفقر بينما تواصل ميليشيا الحوثي التفاخر بانتصاراتٍ وهمية تعمّق جراح الشعب.
ولا يمكننا التطرّق لاستغلال وسائل الإعلام دون أن نذكر محاولات ميليشيا الحوثي في التسويق لنفسها كالنصير والداعم للقضية الفلسطينية عبر مسيراتٍ وصرخاتٍ فارغة لا تسمن ولا تغني من جوع، ومع مرور الوقت أثبتت لنا هذه الميليشيا أنه ليس لديها أي رغبة حقيقية في دعم فلسطين أو الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، فتصرفاتهم على الأرض تظهر بوضوح أنهم مجرد أداة تخدم الأجندات الإقليمية لإيران، التي ربما لا تختلف في بعض جوانبها عن المصالح الإسرائيلية في المنطقة، ولذلك يمكن القول إن تهديدات ميليشيا الحوثي المستمرة تتزامن مع تزايد التقارير المؤكدة لعلاقتها العسكرية مع دولٍ أخرى، ما يثبت وجود نوع من “التخادم غير المعلن” بينها وبين إسرائيل.
إن ميليشيا الحوثي، كأداةٍ إيرانية، تواصل تدمير اليمن بدعم خارجي مكشوف من إيران، متظاهرة بمناصرة القضايا العربية الكبرى مثل فلسطين، بينما في الحقيقة لا تسعى إلا لتحقيق مصالحها الخاصة ومصالح إيران، ويجب على الشعب اليمني والمجتمع الدولي أن يدركوا حجم هذا التهديد، والعمل معًا من أجل إنهاء هذه الأجندة المدمرة، كما أن المصلحة الوطنية تقتضي أن يكون اليمنيون على وعي بخطورة الأجندات الخارجية التي تقودها الميليشيا، وما يمثله هذا من تهديد للمستقبل وللأجيال القادمة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

زر الذهاب إلى الأعلى