استئناف العمليات العسكرية للحوثيين ضد إسرائيل… التوقيت والمتغيرات

اخبار اليمن

وسط تمادي الاحتلال الإسرائيلي في خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لا سيما مع عودة إغلاق المعابر وتردي الوضع الإنساني وقطع الكهرباء، أعلن الحوثيون عن عودة عملياتهم العسكرية ضد إسرائيل، في سياق ما تسميه الجماعة بمعركة الإسناد، وذلك بعد أن كانت قد علّقتها عقب التوصل لاتفاق الهدنة في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي. وأكد بيان للقوات المسلحة التابعة للحوثيين، أول من أمس الثلاثاء، استئناف حظر عبور كافة السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن، وأن أي سفينة إسرائيلية تحاول كسر هذا الحظر سوف تتعرض للاستهداف في منطقة العمليات العسكرية للحوثيين المعلن عنها، وأن هذا الحظر سيستمر حتى إعادة فتح المعابر إلى قطاع غزة ودخول المساعدات والاحتياجات من الغذاء والدواء.

وكان زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي قد هدد، الجمعة الماضي، بعودة العمليات العسكرية للحوثيين ضد العدو الإسرائيلي في حال عدم التزامه بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، معطياً بذلك مهلة أربعة أيام للوسطاء انتهت مساء الثلاثاء الماضي. وبرر الحوثي موقفه هذا بأن جماعته لا يمكن أن تتفرج على ما يحصل من تصعيد ومنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة والعودة إلى التجويع من جديد، وأنه لا بد للحوثيين من إعلان موقف.

ومن شأن عودة العمليات العسكرية للحوثيين ضد المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن أن تعيد التوتر العسكري إلى المنطقة، حيث من المتوقع أن ترد إسرائيل باستئناف عمليتها العسكرية التي بدأتها في يوليو/ تموز 2024، عبر استهداف مواقع عسكرية وحيوية تابعة للحوثيين، وأطلقت عليها وقتها اسم “عملية الذراع الطويلة”، والتي واجهت فيها عدة تحديات، أبرزها طول المسافة التي تصل لأكثر من 2000 كيلومتر، وأيضاً الافتقار للمعلومات الاستخباراتية.

عودة العمليات العسكرية للحوثيين ضد المصالح الإسرائيلية ستضع اليمن مجدداً في مرمى الغارات الإسرائيلية، والتي لا يستبعد أن تكون هذه المرة أوسع في بنك الأهداف من الغارات السابقة التي استهدفت معسكرات ومخازن أسلحة ومواقع حيوية، أبرزها مطار وموانئ الحديدة، ومحطات توليد الكهرباء في صنعاء والحديدة، ومطار صنعاء، وخزانات وقود. كما يتوقع أن تكون الهجمات الإسرائيلية أكثر وأشد من السابق نتيجة عدد من العوامل، أبرزها توقف الهجمات الإسرائيلية في غزة ولبنان، وتشدد الموقف الأميركي تجاه الحوثيين بعد تسلم دونالد ترامب السلطة في أميركا، إذ صنف الحوثيين جماعةً إرهابية عالمية بعد يومين فقط من تسلمه السلطة، وفرض عقوبات مالية على عدد من قياداتها.

كما أن عودة التصعيد تأتي بعد الضربات التي تلقاها حلفاء إيران في المنطقة، بدءاً من الخسائر التي تعرض لها حزب اللات عقب العدوان الإسرائيلي على لبنان، وما تبع ذلك من التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتكريس فصل الجبهات، إلى سقوط نظام بشار الأسد في سورية، وتوقف الهجمات التي كانت تشنها فصائل عراقية، سواء من العراق أو سورية، على أهداف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 تشن جماعة الحوثيين هجمات بالصواريخ الباليستية والطيران المسيّر والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف الأراضي الفلسطينية المحتلة في إطار ما تسميه “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”.

وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية (كان 11)، مساء أول من أمس، أن إسرائيل رفعت حالة التأهب في صفوف قواتها الجوية، وعززت منظومات الدفاع الجوي، كما نشرت طائرات مقاتلة في الأجواء على خلفية المخاوف من شن الحوثيين هجمات على أهداف إسرائيلية باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية.

عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي” حزام الأسد قال، لـ”العربي الجديد”، إن “القضية الفلسطينية بالنسبة لأبناء الشعب اليمني تعتبر قضية مركزية ومحورية وذات أولوية، ومنطلقاتنا في إسناد أهلنا المظلومين المحاصرين في غزة دينية وأخلاقية وإنسانية، وطالما لم يلتزم العدو الإسرائيلي باتفاق الهدنة، وأعاد الحصار الخانق على أهلنا في غزة، فقد منحت القيادة في اليمن فرصة أربعة أيام للوسطاء لإعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات واحتياجات السكان في غزة، ومع ذلك فقد انقضت الأيام الأربعة والعدو الصهيوني ما زال يحاصر (غزة) ويغلق المعابر، ويتعمد قتل أكثر من مليوني إنسان عربي مسلم بالحصار والتجويع في هذا القطاع المحاصر، في ظل صمت عربي وإسلامي مخزٍ وتجاهل أممي لهذه المأساة التي تتفاقم يومياً”.

وأضاف الأسد: “لهذا فمبادئنا الدينية وقيمنا الأخلاقية والإنسانية، وأصالتنا العربية، تحتم علينا القيام بمسؤولية الضغط العسكري على العدو الإسرائيلي لفك الحصار عن أهلنا في غزة، من خلال منع الملاحة الإسرائيلية من العبور عبر البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي، حتى يتم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية والاحتياجات الأساسية لإخواننا في غزة”.

وأشار الأسد إلى أن لدى قوات الجماعة “القدرات العسكرية الكفيلة بتنفيذ ما وعد به السيد عبد الملك الحوثي، وما صدر في بيان المتحدث العسكري اليمني العميد يحيى سريع، والعمليات ستكون في مسار منع أو استهداف السفن الإسرائيلية التي تحاول العبور”. وأوضح أنه “بالنسبة للأميركي أو البريطاني، أو أي قوى تحاول حماية السفن الإسرائيلية، أو العدوان على اليمن، فلكل حدث حديث، وقواتنا جاهزة للرد على أي عدوان يستهدف بلدنا أو يحاول منعنا من إسناد أهلنا المظلومين في غزة”.

من جهته، قال المحلل السياسي راشد محمد، لـ”العربي الجديد”، إن إعلان الحوثيين التهديد باستئناف العمليات العسكرية في البحر الأحمر، وتنشيط الجبهات الداخلية في الفترة الأخيرة، “محاولة بائسة للرد على التصنيف الأميركي للجماعة باعتبارها منظمة إرهابية أجنبية، وما يترتب على هذا التصنيف من عقوبات ستكون خانقة للمليشيات الحوثية، وتعزز موقع ومكانة وقوة السلطة الشرعية في اليمن”.

وبينما أشار محمد إلى أن طهران “أصبحت تعتمد بشكل أكبر على الحوثيين باعتبارهم ذراعاً أساسياً لها، خاصة بعد سقوط أوراقها في المنطقة العربية، تحديداً حزب اللات في لبنان، ونظام بشار الأسد في سورية”، فإنه اعتبر أن “مليشيات الحوثي لا تهتم بمصالح اليمن واليمنيين، ولذلك لن تتوانى عن خوض مغامرات عسكرية قد تطاول بعض الدول المجاورة، بهدف الضغط من أجل تخفيف العقوبات الأميركية عنها، لكنها في المجمل رهانات خاسرة”. وخلص إلى أنه “يمكن أن تكون المواجهة هذه المرة مختلفة إذا منحت الإدارة الأميركية الدعم الكافي للقوات الحكومية اليمنية للتقدم البري وتحرير بقية المناطق والمحافظات اليمنية من سيطرة مليشيات الحوثي”.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى