الذكرى الثامنة لاستشهاد اللواء الركن أحمد سيف اليافعي.. قائد الشجاعة والتضحية

كتب / العميد يوسف العاقل

في الذكرى الثامنة لاستشهاد اللواء الركن أحمد سيف اليافعي، نائب رئيس الأركان العامة، الذي سقط في معركة السيف الذهبي لتحرير الساحل الغربي من مليشيات الحوثي، نستذكر بطولات هذا القائد العظيم الذي سطر أسمه في صفحات التاريخ بحروف من ذهب.

في هذه المناسبة، التي كنا أحد الشهود على مسيرة الشهيد اليافعي، حيث شاركنا إلى جانبه في العديد من المعارك الفاصلة. ففي عام 2016، كان اللواء أحمد سيف اليافعي يقود معركة تحرير أبين من عناصر تنظيم القاعدة، وقد تجلى في تلك الحملة الإخلاص الوطني والشجاعة الفائقة.

لقد كان اللواء اليافعي، رحمه الله، قائداً فذاً، ووالداً ومعلمًا لجميع من عملوا معه. كان ينبض بالوطنية والإخلاص، ويحرص على بناء جيش قوي يعتمد على الولاء للوطن. تعلمنا من الشهيد أحمد سيف أن الوفاء العسكري هو أساس النضال، وأن تحرير الوطن يتطلب التضحيات الجسيمة والعمل الدؤوب.

وفي السادس من أبريل عام 2016، كان الشهيد اليافعي في الصفوف الأمامية لحملة تحرير أبين، حيث تعرضنا جميعاً لهجوم إرهابي بواسطة سيارة مفخخة من قبل عناصر القاعدة، ورغم الهجوم الغادر، بقي اللواء أحمد سيف صامداً، مؤكداً للجميع أن روح التضحية والإصرار على النصر هي السبيل الوحيد لتحرير الوطن.

لقد كانت تلك الحملة من أهم المحطات في تاريخنا العسكري، ورغم رحيل القائد أحمد سيف اليافعي، فإن إرثه البطولي ما يزال حاضراً في قلوبنا .

اليوم، ونحن نحيي ذكرى استشهاده، نؤكد أن دماءه الطاهرة ستظل نبراساً يهدي أجيالنا القادمة نحو التحرير والكرامة.

لقد كان اللواء الركن أحمد سيف اليافعي مثالاً للقيادة الحكيمة والشجاعة الفائقة، إذ لم يكن فقط قائدًا ميدانيًا محنكًا، بل كان رمزًا للوطنية والإخلاص في أصعب الظروف، فقد تميزت قيادته بقدرتها الفائقة على توجيه القوات العسكرية بكفاءة، وأظهر مستوى عالٍ من المسؤولية أثناء قيادته للعديد من العمليات العسكرية الهامة، وكان لديه إيمان عميق بأن النصر في المعركة يتطلب تلاحم الجميع وتوحيد الصفوف تحت راية الوطن، وهذا ما جعله يحظى باحترام الجميع، من الضباط والجنود إلى المواطنين الذين عاشوا فترات النضال.

كان الشهيد اليافعي يعكف على بناء الجيش الوطني لا من خلال الأسلحة فحسب، بل من خلال تنمية الروح الوطنية وتعزيز القيم العسكرية النبيلة مثل الشجاعة، والتضحية، والولاء، والاحترام المتبادل بين القيادات والمرؤوسين، ولم يكن للواء اليافعي همٌ سوى رفعة وطنه، وكانت كل خطواته وأفعاله تشهد على أن سعيه لم يكن لغاية شخصية بل من أجل المستقبل الأفضل للوطن وأجياله القادمة. سيتذكره الجميع كأيقونة للقيادة الفعّالة والوفاء اللامحدود للوطن.

رحم الله اللواء الركن أحمد سيف اليافعي، وأسكنه فسيح جناته، وجعل بطولاته وإرثه خالداً في ذاكرة الوطن.

العميد يوسف العاقل

قائد الشرطة العسكرية محافظة أبين