إعلان الفائزين بجائزة السكان والتنمية للعام ٢٠٢٤م في اليمن .. تحقيق صحفي حول العمليات القيصيرية يحصد المركز الأول

أعُلن اليوم الأربعاء عن القصص الصحفية الفائزة بجائزة السكان والتنمية للعام 2024م، وذلك خلال مؤتمر افتراضي نظمه مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان حيث فاز تحقيق حول العمليات القيصرية ومضاعفاتها القاتلة بالمركز الأول.
وفي حفل إعلان الجوائز للعام2024م، قال مدير البرامج في مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي حمدي رسام حول الشبكة والجائزة السنوية ” إن جائزة السكان والتنمية، تُعد تقديراً مرموقاً لأفضل القصص الصحفية التي يقدمها صحفيون وصحفيات متميزون في اليمن، ويتم اختيار أفضل القصص بناء على تقييم لجنة تحكيم على درجة عالية من المهنية وبمعايير واضحة، وخلال السنوات السبع الماضية، تم الإعلان عن 29 جائزة في إطار الشبكة.”
وأوضح بأن المركز يؤمن بأهمية تسليط الضوء على قضايا السكان والتنمية، خاصةً تلك المتعلقة بالصحة الإنجابية والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة إنشاء شبكة صحفيون من أجل السكان والتنمية في عام 2018 بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وتضم الشبكة اليوم أكثر من 300 صحفي وصحفية من مختلف أنحاء اليمن، وهي أول كيان من نوعه في اليمن، يجمع صحفيين متخصصين ومتخصصات، يعملون على إنتاج قصص صحفية عالية الجودة، تساهم في رفع الوعي بهذه القضايا الحيوية.
وأضاف رسام ” نحن سعداء أن نرى بأن معظم الفائزين اليوم هم أعضاء في شبكة صحفيون من أجل السكان والتنمية، وسبق ان تلقوا تدريبات حول التغطية الصحفية الجيدة لهذه القضايا، هذا النجاح هو ثمرة مباشرة لتلك الجهود التدريبية والتأهيلية التي نسعى من خلالها إلى بناء قدرات الصحفيين اليمنيين، وتمكينهم من تقديم أعمال صحفية متميزة تخدم قضايا المجتمع وتسهم في تنميته”.
وتقدم للجائزة لعام 2024م 60 صحفي وصحفية من خلال مواد صحفية متنوعة، تأهلت 15 قصة منها للقائمة القصيرة، وتم منح ثلاث جوائز.
المركز الأول حصدته قصة بعنوان: ” القيصريّة في اليمن: عمليات مُربِحة ومضاعفات قاتلة “، للصحفية منيرة الطيار والصحفي محمد عمر، تناولت القصة الصحفية تصاعد عمليات الولادة القيصرية في المستشفيات الخاصة باليمن، حيث يُفضّل الأطباء هذا الإجراء لتحقيق أرباح مادية وتوفير الوقت، ما يعرض الأمهات لمضاعفات خطيرة تصل أحيانًا إلى الوفاة. وسلطت القصة الضوء على شهادات من نساء خضعن للقيصرية دون مبرر طبي، إضافةً إلى رأي الأطباء والمختصين حول انتشار الظاهرة، وسط إنكار رسمي من وزارة الصحة. كما ناقشت تداعيات الظاهرة، بما في ذلك المضاعفات الصحية، والأعباء المالية، والخوف من تقديم الشكاوى ضد الأخطاء الطبية.
وقالت منيرة الطيار:” شكرًا لمركز الدراسات والإعلام الاقتصادي وكل الشركاء الداعمين لهذه الجائزة. سعيدة بفوزي أنا والزميل محمد عمر بتحقيقنا الاستقصائي “القيصرية في اليمن: عمليات مربحة ومضاعفات قاتلة”، الذي يتحدث عن كيفية تحول المستشفيات إلى بزنس بحت دون مراعاة المخاطر التي تحدث للحوامل وأطفالهن جراء العملية.”
وحلَّ في المركز الثاني تحقيق بعنوان: “من خلف شاشاتهم في اليمن جناة يختارون ضحاياهم من ذوات الإعاقة” للصحفية إصلاح صالح، الذي يكشف عن استغلال المبتزين الإلكترونيين هشاشة النساء والفتيات ذوات الإعاقة، مستغلين ثقتهن واحتياجاتهن النفسية والاجتماعية. يسلط التحقيق الضوء على قصص مأساوية، مثل هدى التي أنهت حياتها بعد تعرضها للابتزاز، وسعاد التي واجهت تهديدات مستمرة بعدما أرسلت صوراً خاصة تحت وعود كاذبة بالمساعدة. كما يناقش غياب التشريعات الصريحة لحماية الضحايا، مما يتركهن في مواجهة معاناة مضاعفة، وسط دعوات حقوقية لتوفير قوانين رادعة تحمي الفئات المستضعفة من هذا النوع من الجرائم.
وقالت إصلاح صالح: “سعيدة بحصولي على جائزة السكان والتنمية للمرة الثانية بعد أن حصدت المركز الأول في العام 2020م. وفوزي بالجائزة هذا العام يكتسب بُعدًا استثنائياً عقب تسليط الضوء من خلال مادتي على قضايا الابتزاز الإلكتروني التي تعرضت له الفتيات ذوات الإعاقة، أودت بحياة إحدى الضحايا.”
“السجون اليمنية، حق الأمومة المفقود” هو عنوان التحقيق الصحفي الفائز بالمركز الثالث للصحفي محمد الحسني، حيث يكشف عن الأوضاع المأساوية التي تعيشها النساء الحوامل داخل السجون اليمنية، في ظل غياب الرعاية الصحية والتغذية المناسبة وانعدام أبسط حقوق الأمومة. يستعرض التحقيق قصصًا مؤلمة لسجينات اضطررن لخوض تجربة الحمل والولادة في ظروف غير إنسانية، مثل حاكمة التي تخشى على مصير طفلها القادم، وفاطمة التي عانت مضاعفات خطيرة أثناء الولادة دون أي رعاية طبية. كما يسلط الضوء على الفجوة بين التشريعات القانونية والواقع، في ظل تقاعس الجهات المعنية عن توفير الحد الأدنى من الحقوق الصحية والنفسية للسجينات الحوامل.
وقال محمد الحسني: “يسعدني ويشرفني الفوز بالمركز الثالث لجائزة صحافة السكان و التنمية المقدمة من مركز الإعلام والدراسات الاقتصادي عن تحقيقي “السجون اليمنية: حق الأمومة المفقود”. هذا التكريم يؤكد الدور المحوري للصحافة في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية المسكوت عنها، ويعكس أهمية البحث العميق في أوضاع النساء داخل السجون والقضايا الأخرى المرتبطة بالنوع الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بالحقوق والأساسيات.”
وأضاف: “هذا الفوز ليس مجرد تقدير لجهد فردي، بل هو دفعة قوية لمواصلة العمل الصحفي المهني والمسؤول، القائم على كشف الحقائق وإيصال أصوات الفئات المهمشة. أتمنى أن يُسهم هذا التحقيق في تحفيز النقاش المجتمعي وصناع القرار نحو إصلاحات جوهرية تضمن حقوق النساء في جميع الظروف. وأهدي هذا الفوز لكل من يؤمن بأن الصحافة أداة تغيير حقيقية.”
الجدير بالذكر أن جائزة السكان والتنمية هي جائزة سنوية بدأت في العام 2018م، وتمنح في إطار شبكة صحفيون من أجل السكان والتنمية من قبل مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن، وتعطى الجائزة لأفضل القصص الصحفية التي تغطي قضايا السكان والتنمية لاسيما تلك المتعلقة بالصحة الإنجابية والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.