تواصل الاحتجاجات الشعبية في عدن رفضًا للانهيار الاقتصادي.. هل نحن على أعتاب ثورة شعبية؟

تشهد مدينة عدن موجة متصاعدة من الاحتجاجات الشعبية رفضًا لتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، في ظل استمرار انهيار العملة المحلية، وارتفاع الأسعار، وتفاقم أزمة الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه، الأمر الذي زاد من معاناة المواطنين ودفعهم للخروج إلى الشوارع للمطالبة بحلول عاجلة.
منذ أيام، تتواصل المسيرات الشعبية الغاضبة في مختلف أحياء وشوارع عدن، حيث خرج مئات المواطنين حاملين شعارات منددة بتدهور الاقتصاد وغياب الحلول الحكومية، مؤكدين أن صبرهم قد نفد، وأنهم لن يقبلوا بمزيد من التجاهل لمعاناتهم.
تحدث عدد من المشاركين لصحيفة عدن الغد عن أسباب خروجهم، حيث قال عبدالله قاسم، أحد المشاركين في الاحتجاجات: “نحن لا نخرج للشارع حبًا في الفوضى، بل لأننا أصبحنا عاجزين عن توفير أساسيات الحياة. رواتبنا لم تعد تكفي لشراء الطعام، والأسعار ترتفع يوميًا، بينما الحكومة مشغولة بالصراعات السياسية بدلًا من إنقاذ المواطن.”
فيما أضافت أم خالد، ربة منزل من حي المعلا، بمرارة: “نعيش في ظلام دامس بسبب انقطاع الكهرباء، وأطفالنا ينامون بلا عشاء أحيانًا لأن الأسعار لم تعد تطاق. هل ننتظر حتى نموت جوعًا؟ إذا استمرت هذه الأزمة، لن يكون أمام الناس سوى التصعيد.”
الاحتجاجات الشعبية في عدن حملت مطالب واضحة وصريحة، على رأسها وقف انهيار العملة المحلية وتحقيق استقرار اقتصادي، وتحسين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والمشتقات النفطية، وصرف الرواتب بانتظام وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين، ووقف الفساد وإهدار المال العام، وتحقيق شفافية في إدارة الموارد.
يقول علي محمد، موظف حكومي، لصحيفة عدن الغد: “منذ سنوات نسمع وعودًا بتحسين الوضع، ولكن الأمور تزداد سوءًا. لم يعد هناك مجال للصبر، إذا لم يتم إيجاد حلول حقيقية، فإن الاحتجاجات ستستمر وربما تتصاعد إلى ثورة شاملة.”
حتى الآن، لم تقدم الحكومة أي حلول ملموسة للأزمة الاقتصادية، واكتفت بالتصريحات التي لم تقنع الشارع الغاضب. وفي الوقت نفسه، يحذر محللون من أن استمرار تجاهل مطالب المحتجين قد يؤدي إلى انفجار شعبي واسع قد يغير المشهد السياسي في اليمن بأكمله.
الناشط الحقوقي منصور السقاف قال لصحيفة عدن الغد: “الاحتجاجات الحالية قد تكون بداية لحراك شعبي أوسع إذا لم يتم التعامل مع الأزمة بجدية. الناس لم يعودوا يثقون في الحلول الترقيعية، بل يريدون إجراءات فورية توقف هذا الانهيار.”
مع تزايد أعداد المحتجين، واتساع رقعة التظاهرات في عدن، يطرح البعض تساؤلًا مهمًا: هل نحن أمام ثورة شعبية تلوح في الأفق؟ المؤشرات على الأرض تشير إلى أن الغضب الشعبي بلغ ذروته، وفي حال استمر التجاهل الحكومي، فقد نشهد تصعيدًا أكبر، وربما حراكًا غير مسبوق يقلب المعادلة السياسية والاقتصادية في اليمن.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل ستستجيب الحكومة لمطالب الشارع قبل فوات الأوان، أم أن الأمور ستتجه نحو تصعيد مفتوح لا يمكن السيطرة عليه؟ الأيام القادمة وحدها ستحمل الإجابة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.