الدفع بالعملة المحلية في ظل انهيارها.. “جحيم الإيجارات” في عدن يرهق المستأجرين كل شهر
يواجه المستأجرون في عدن أزمة خانقة بسبب الارتفاع المستمر في أسعار الإيجارات، والتي تُفرض بالدولار أو يتم تسعيرها وفق سعر الصرف اليومي، ما يجعلهم يدفعون مبالغ أكبر كل شهر مع استمرار انهيار الريال اليمني.
كل شهر إيجار أعلى من السابق
في ظل الانهيار المتواصل للعملة المحلية، لم يعد الإيجار مبلغًا ثابتًا كما كان في السابق، حيث يطالب معظم ملاك العقارات بدفع الإيجار بالريال اليمني ولكن وفق سعر الصرف اليومي للدولار أو الريال السعودي، مما يعني أن المستأجر يدفع مبلغًا متزايدًا كل شهر مع كل انخفاض جديد للريال.
وأكد مواطنون لـ”عدن الغد” أنهم وقعوا في دوامة لا تنتهي، حيث كان إيجار شقة متواضعة قبل أشهر 100 ألف ريال يمني، لكنه اليوم تجاوز 150 ألف ريال بسبب تراجع قيمة العملة المحلية، دون أن يكون هناك أي زيادة في رواتبهم أو مصادر دخلهم.
الملاك يحمّلون العملة المحلية المسؤولية والمستأجرون عاجزون
يرى ملاك العقارات أن انهيار الريال اليمني هو السبب الرئيسي وراء اضطرارهم لتعديل أسعار الإيجارات بشكل دوري، حيث لم تعد المبالغ المدفوعة بالعملة المحلية توازي قيمة الإيجار الفعلي، خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة والصيانة.
في المقابل، يقول المستأجرون إنهم باتوا ضحايا مباشرة للأزمة الاقتصادية، حيث أصبحوا مطالبين بدفع مبالغ أكبر كل شهر دون أي تدخل من الجهات المختصة لوضع حد لهذه الزيادة المستمرة، ما جعل الكثير منهم غير قادرين على البقاء في مساكنهم واضطروا للبحث عن بدائل أقل تكلفة، رغم ندرتها.
غياب الرقابة واستغلال الأزمة
ويؤكد خبراء اقتصاديون أن غياب الجهات الحكومية عن تنظيم سوق العقارات ساهم في تفاقم المشكلة، حيث أصبح المستأجرون يدفعون ثمن انهيار العملة وحدهم، في وقت ترفض فيه غالبية الملاك تثبيت الإيجارات بمبلغ محدد، مفضلين ربطها بسعر الصرف المتغير.
ويطالب المواطنون السلطات المحلية بالتدخل العاجل عبر تثبيت الإيجارات لفترة زمنية محددة، أو إيجاد آليات تحمي المستأجرين من تقلبات العملة، خاصة أن الرواتب لم تعد تكفي لمواكبة هذه الزيادات الشهرية المستمرة.
مستقبل غامض وأسر مهددة بالتشرد
مع استمرار انهيار الريال اليمني، وغياب أي حلول حكومية، يبقى المستأجرون في عدن بين خيارين أحلاهما مرّ: إما دفع مبالغ متزايدة كل شهر للبقاء في منازلهم، أو البحث عن مساكن أقل تكلفة في ظل أزمة سكنية خانقة.
ويبقى السؤال: إلى متى سيظل المستأجرون في عدن يدفعون ثمن انهيار العملة، في ظل غياب أي حلول تحميهم من جحيم الإيجارات المتصاعدة؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.