الثورة اليمنية.. غناء لحظي

اخبار اليمن

من تونس مروراً بمصر، وصلت الانتفاضات العربية إلى اليمن التي امتلكت ثورتها الشبابية الشعبية في 11 فبراير/ شباط 2011 خصائص وميزات منحتها ألقاً استثنائياً. في مقدّمة هذه الميزات، الحشود الشعبية التي شاركت فيها عبر ساحات وميادين التغيير في أكثر من 18 محافظة على امتداد البلاد. الفن كان حاضراً ومصاحباً لأنشطة الثوار، من خلال معارض الفن التشكيلي في الساحات، والفعاليات الفنية، إضافة إلى ما أُنتج من الأناشيد والأغاني التي كانت تعبر عن الثورة وأهدافها. جاءت هذه الأعمال لترجمة العلاقة بين فن الثورة ومدى قدرته على صناعة وخلق ثورة الفن، أي إحداث نقلة نوعية في مسار الفن الغنائي اليمني، وتحديداً في مسار الأغنية الوطنية الذي يمكن القول إنه تعرض لانتكاسة منذ عام 1990.

ويبرز التساؤل عما إذا كان فنانو الثورة قد نجحوا في تجاوز الأغنية السياسية إلى الأغنية الوطنية التي تعبّر عن كل فئات الشعب، وتمتاز بأنها صالحة لكل زمان ومكان، كتلك الأغاني التي كانت نتاجاً للتعاون بين الشاعر عبد الله عبد الوهاب نعمان والفنان أيوب طارش عبسي.

جاءت أغاني وأناشيد ثورة فبراير في الغالب من داخل خيام الثوار، خاصة في ساحة التغيير في صنعاء، وساحة الحرية في مدينة تعز جنوب غربي البلاد، حيث كتَّاب الأغاني والأناشيد والفنّانون والملحنون كانوا في الغالب من المشاركين في الاعتصامات، فترجموا أحداث ومطالب الثورة إلى أغانٍ. من أشهر أغاني الثورة “ما ليس مقبولاً ولا معقولاً” التي كتبها الشاعر عبد العزيز المقالح وأدّتها المغنية شروق، وأغنية “ربيع شباب اليمن” التي كتبها الشاعر محمود الحاج وسمعناها بصوت أحمد فتحي، وأغنية “يمانون” التي كتبها الشاعر ماجد الجبري وقدّمها أمين حاميم، وأغنية “أنا الثائر” من كلمات الشاعر مجلي القبيسي وأداء صالح المزلم وعمر البناء. ومن أشهر الأغاني “ارحل” التي أنتجها شباب التغيير في ساحة الحرية في تعز، وهي من أوائل أغاني الثورة الشبابية الشعبية. كذلك، كان لمحمد الأضرعي حضور كبير في أغاني ثورة فبراير، من خلال أعمال حماسية وأخرى ساخرة، مثلت الفن الساخر الذي ينجح في إيصال رسالته إلى جميع فئات المجتمع.

اللافت أن أغاني الثورة، رغم كثرتها، لم تستطع أن تستمر كالأغاني المرتبطة بثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962. وربما أن مردّ ذلك هو انعكاس المسار السياسي الذي تلا ثورة فبراير، فتعرضت لثورة مضادة تمثلت بانقلاب جماعة الحوثيين على الدولة في 21 سبتمبر 2014، وما تلا الانقلاب من تغييرات في الخريطة السياسية للبلد، وموقف القوى السياسية من الانقلاب، إذ تتقاطع هذه القوى في موقفها من الانقلاب وموقفها من الثورة الشبابية الشعبية.

في حديث إلى “العربي الجديد”، يقول الصحافي وضاح شمسان إن “الشعبوية غلبت على الفن المرافق لثورة 11 فبراير في اليمن، فاتجه غالبية الكتاب والفنانين إلى إنتاج فن عابر يتغنى باللحظة ولا يهتم بالأثر، وساد التقليد على معظم الأعمال الفنية، فالأغاني مثلاً تُكتب على إيقاع ألحان إنتاجات معروفة لتغنى بنفس تلك الألحان، من دون اكتراث بحقوق الملكية من جهة، ومن دون اعتناء بالمضمون والغرض، فخرجت للجماهير أغانٍ تشبه الإعلانات التجارية، ليقتصر تأثيرها على لحظة إطلاقها للجمهور، ومع الوقت ينساها الجميع، بل ربما يجدون فيها ابتذالاً قد يتسبب لهم بالشعور بالخجل بسببها”. يضيف شمسان: “لم يكن الثوار معنيين بإنتاج فنون عميقة الأثر وثرية المضمون، كانوا في عجلة من أمرهم، وظنوا أن الثورة ستنجز وعدها في ظرف أشهر قليلة، فلا حاجة إذن للتأمل وإبداع أفكار تعالج قضايا الثورة ومتطلباتها، وكتابة نصوص متماسكة. وبينما كانت ثمة أغانٍ سطحية وهزلية، فلم يكن ثمة إنتاج مسرحي أو درامي يقترب من هموم الثورة إلا على نحو ضئيل وفي إطار ضيق للغاية”. يستدرك شمسان: “يمكن القول إن الفنون والثقافة في اليمن كانت ساعة قيام ثورة 11 فبراير تغرق في الانحطاط والابتذال، وقد ساهم نظام صالح بكافة الوسائل في تسطيح وعي الناس والتأثير عليهم بإنتاج فني يبث على وسائل الإعلام الرسمي يغلب عليه المباشرة والخطابية والهشاشة”.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى