إنصاف عوض مشبح.. استحقاق وطني ورسالة للعدالة

في المشهد الإداري والسياسي لمحافظة عدن، هناك شخصيات عملت بصمت، وقدمت للوطن الكثير، وسخرت وقتها وجهدها لخدمة المواطنين رغم التحديات الصعبة، ومن بين هؤلاء يبرز إسم عوض مشبح، القيادي الذي خدم عدن بإخلاص وكان جزءاً من نهضتها المحلية، لكنه تعرض خلال السنوات الماضية للتهميش والإقصاء غير المبرر، في مشهد لا يليق برجل وضع مصالح المواطنين فوق كل إعتبار.

عوض مشبح.. سنوات من العطاء في خدمة عدن

لم يكن عوض مشبح مجرد مسؤول إداري عابر في محافظة عدن، بل كان أحد الكوادر الفاعلة التي أسهمت بشكل مباشر في النهوض بالخدمات المحلية، خصوصاً خلال فترة إدارته لمديرية خورمكسر، حيث شغل منصب مدير عام المديرية لسنوات طويلة، ونجح خلال تلك الفترة في تنفيذ العديد من المشاريع التنموية، وتحسين الخدمات، ومعالجة قضايا المواطنين، والعمل بشكل مباشر على تلبية احتياجاتهم رغم الظروف الصعبة، ولو سألت أحد من أبناء خورمكسر عن مشبح لرأيت مدى حب الجميع له.

لم يكن مجرد إداري في مكتبه، بل كان مسؤولاً يتابع قضايا المواطنين بنفسه ،يتنقل بين المشاريع، يشرف على تنفيذها، ويحرص على أن تصل الخدمات لكل سكان المديرية، ترك بصمات واضحة في العمل المحلي، وأثبت أن الإدارة الفعالة تبدأ من القرب من الناس وفهم احتياجاتهم الحقيقية.

وفي عام 2017 تم تعيين عوض مشبح وكيلاً لوزارة الإدارة المحلية، وكان هذا التعيين نقطة تحول ليس فقط في مسيرته المهنية، بل في مسار وزارة الإدارة المحلية نفسها، حيث كان أول مسؤول يؤسس للوزارة عقب نقلها إلى عدن، وعمل على إرساء دعائمها وبناء كافة مرافقها ومؤسساتها الإدارية، ليصبح حجر الأساس في إعادة هيكلة الوزارة وإداراتها بعد الإنتقال من صنعاء.

التهميش جزاء المخلصين؟

ورغم كل هذه الإنجازات، ورغم سجله الحافل بالعمل الإداري المتميز، وجد عوض مشبح نفسه خلال السنوات الأخيرة عرضه للتهميش والإقصاء دون سبب واضح، وكأن الإنجاز والإخلاص لم يعودا معياراً للتقدير.

كيف لرجل كان في واجهة الإدارة المحلية في عدن، ومديراً عاماً ناجحاً ومؤسساً لوزارة بعد نقلها أن يجد نفسه خارج المشهد الإداري دون إعتبار لإنجازاته وتاريخه الحافل بالخدمة العامة؟ بينما هناك أناس لم يقدمون شيئاً نراهم يتسلقون بحثاً عن المناصب وللأسف يجدون الدعم.

عوض مشبح سيرته الذاتية مليئة بالشهادات واللجان والورش التي شارك فيها سواء داخل الوطن او خارجه ويحمل شهادة الماجستير والعديد من الشهادات الدولية والمحلية من جهات حكومية ومنظمات دولية، واستطاع بكفاءته كسب المنظمات المانحة لتقديم الدعم لعدن وبقية المحافظات المحررة.

مناشدة للرئيس العليمي ومجلس القيادة الرئاسي.. حان وقت الإنصاف

اليوم وأمام هذا الظلم الإداري، تتوجه مناشدة صادقة إلى فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي بضرورة إنصاف عوض مشبح ومنحه حقوقه المستحقة وإعادته إلى موقعه الطبيعي في خدمة الدولة والمجتمع.

إن تكريم الكفاءات وإعادة الإعتبار لأصحاب الإنجازات هي الخطة الأولى نحو بناء دولة تحترم المخلصين من ابنائها، وتعيد الثقة إلى كل مسؤول عمل بإخلاص ولم يتورط في الفساد والإهمال.

عدن ، كما اليمن تحتاج إلى قيادات تمتلك الكفاءة والخبرة وعوض مشبح واحد من هؤلاء الذين أثبتوا جدارتهم في الميدان، وليس على الورق.

إن إعادة الإعتبار له ولأمثاله من القيادات المخلصة ليست مجرد مكافأة شخصية، بل هي رسالة لكل الكفاءات الوطنية، بأن العدالة ستظل قائمة وأن الإخلاص للوطن لن يكون سبباً للتهميش والإقصاء.

فهل يستجيب الرئيس العليمي لهذه المناشدة؟ وهل يتم تصحيح المسار وإنصاف الرجل الذي خدم عدن وهو أحد أبنائها وخدم الوطن بإخلاص ولم يتخلى عنها في أصعب الظروف التي مرت بها من حرب ونزوح وظل في مدينته حتى اليوم شامخاً يؤدي عمله بكل تفاني وإخلاص؟