حفل ُوداعٍ مهيبٌ للمستشارِ الثقافي أنيس ثابت بتونس
أمطارُ الخير والرياح التي أكرم الله بها تونس صباح يوم أمس الأول الجمعة 17 يناير 2025 لم تُثنِ السفارةَ اليمنية والطلبة عن إقامة حفل التوديع في موعده المحدد؛ فتقاطر الطلاب اليمنيون من مختلف ولايات تونس الخضراء، لتوديع الدكتور أنيس ثابت المستشار الثقافي بمناسبة انقضاء فترة عمله؛ فدروب الحياة تمضي ويمضي الزمن، لنجد أنفسنا فجأةً على مفترق الطريق والرحيل، حينها تتصافح الأيدي وتذهل العيون .. ولا تبقى إلا الذكرى الطيبة.
تقدّم المودِّعين الأستاذ عبد الناصر باحبيب سفير اليمن وراعي الحفل وعميد السلك الدبلوماسي في البلاد التونسية، الذي افتتح الحفل بكلمة مقتضبة، أشاد فيها بمناقب الدكتور انيس وعمله الدؤوب في السفارة منذ تولّيه المهام، مثنيًا على إمكانياته وطاقاته وأنه من خيرة من عمل معه، وتحدّث أيضًا عن تميز الجالية اليمنية في تونس الذي تحظى بتقدير واحترام المؤسسات التونسية المختلفة والناس، وعن الصعوبات التي تواجهها السفارة ودور الدكتور أنيس الكبير في تذليلها.
وفي ختام الحفل تقدّم الدكتور انيس بالشكر والتقدير لكل طاقم السفارة وذكرهم بالاسم ومعربًا عن امتنانه للحضور المميز للطلاب، رغم الأمطار الغزيرة التي استبشرت بها خيرًا، مثنيًا على الطلاب اليمنيين الذين تعامل معهم كأخوة لهم وأب وزملاء، وأردف بأن هذا واجبه ولن يتوانى عن خدمة الطلاب حتى بعد أن يغادر تونس، مستعرضًا بعض المواقف الطريفة في مسيرته المهنية ليخفف من ألم الفراق الذي بدا واضحًا في عيون الطلاب وموظفي السفارة.
وبدوره أثنى مجيب الرحمـٰن الوصابي على صديقه الدكتور أنيس ثابت مستشهدًا في مقدّمة كلمته ببيت ابن المعتز تمام الشهير في وصف الموقف:
سَالَتْ عَلَيْهِ شِعَابُ الْحَيّ حِينَ دَعا * أَنْـصَــارَهُ بِـوُجُـــوهٍ كـالـدَّنَــانـــيـرِ
وقال بأنه ما جاء ليعدِّد مناقب الدكتور أنيس وفضائله التي هي أكثر من أن تعدّ وتحصى، منها استقباله الطلاب بنفسه في المطار وتوديعهم بالورد أيّام تخرُّجهم، وهي بِـدَعٌ جميلةٌ ليس لها مثيل في مجال العمل الدبلوماسي اليمني في كل السفارات حول العالم.
تخلّل الحفل إلقاء قصيدة شعرية للشاعر محمود أبو بكر اليمني قال فيها:
“أصعب اللحظات ومآثر الميزات”
مَــاذَا أَقُــولُ بِـأَصْعَبِ الـلَّحَظَاتِ؟
لِـتُـعَـبِّرَ الْأَلْــفَـاظُ عَـــنْ خَـلَـجَـاتِي
فِي مَوْقِفِ التَّوْدِيعِ حَارِتْ أَحْرُفِي
وَتَـلَـعْثَمَتْ فِــي خَـاطِـرِي كَـلِمَاتِي
هَـلْ يَـسْتَطِيعُ الشِّعْرُ تَجَسْبُدَ الَّذِي
فِـي دَاخِـلِي.. وُجْدِي وَتَقْدِيرَاتِي؟
مَـهْـلاً أَنْـيـسُ! فَـإِنَّـنِي قَــدْ هَـدَّنِي
أَلَــــمُ الْــفِــرَاقِ وَغُــصَّـةُ الْآهَـــاتِ
وَكَـذَاكَ ذُو يَـزِنِ الَّـذِي قَـدْ لَـوَّحَتْ
بِــفِـرَاقِـهِ. . فَـأَسَـرْتُـهَـا عَــبَـرَاتِـي
لَـيْـسَ الْـمَـقَامُ هُـنَـا لِـثَـرِّ دُمُـوعِنَا
لَــكِـنْ لِـنَـقْـرَأَ أَنْــصَـعَ الـصَّـفَـحَاتِ
لِــنَُتَـوِّجَ الــدُّكْـتُـورَ تَــاجَــاً حُــقَّـهُ
وَنُـــقَــدِّمَ الــتَّـكْـرِيـمَ وَالْــبَــاقَـاتِ
فَــتَـحَ الْـفُـؤَادَ لَـنَـا وَبَـصَّـرَنَا فَـلَـمْ
يَـتَـوَانَ عَـنْ نُـصْحٍ وَعَـنْ خَـدَمَاتِ
تَـمْـضِي الْـحَـيَاةُ وَطَـبْـعُهَا مُـتَـغَيِّرٌ
هَـــــــذَا يُـــغَــادِرُنَــا وَهَــــــذَا آتِ
لَــكِــنَّـهُ يَــبْـقَـى بِــعُـمْـقِ قُـلُـوبِـنَـا
مَــعْـرُوفُـهُـمْ وَمَـــآثِــرُ الْــمَــيْـزَاتِ
وَالـشُّـكْرُ مَـوصُـولٌ لِـمَـنْ بِـسَـفَارَةٍ
بَــرَزَتْ بِـحُـسْنِ تَـعَـامُلٍ وَصِـفَـاتِ
يَـأْتِي عَـلَى رَأْسِ الْـجَمِيعِ سَـفِيرُنَا
هُـــوَ بَـاحْـبِـيبُ نَـخُـصُّـهُ بِــالـذَّاتِ
مَــنْ لَـيْسَ يَـشْكُرُ لِـلْكَرِيمِ عَـطَاءَهُ
لَا يَــشْــكُــرَنَّ مُـــنَـــزِّلَ الْآيَـــــاتِ
أما الشاعر الفذّ إبراهيم القحوي فقد قدم قصيدةَ توديع وشكر وعرفان ووفاء للدكتور أنيس ثابت المستشار الثقافي على جهوده التي بذلها في خدمة الطلبة المبتعثين في تونس فقال في قصيدة نالت استحسان الجميع:
ودَاعَــًا يَـا أَعَـــزَّ الـنَّـاسِ قَــدْرَا
وَشُكْـرَاً يَـا أَنَيْسَ الْأنْسِ شُكْـرَا
وعُـذْرَاً مِـنْ قُـصُـورٍ كَان َ مِـنَّـا
فَكـمْ أفْسَحْـتْ لِلطُّـلَّاب صَـدْرَا
بِـمِــلْءِ السَّـمْـعِ دُكْـتُـورٌ قَــدِيـرٌ
عَلَى الأترابِ تَسْمُو، دُمْتَ فَخْرَا
بِكُـلِّ الصَّــبْـرِ تَـبْــذُلُ فِي ثَـبَـاتٍ
وتَرسُمُ فِي دُرُوبِ المجـدِ بُشْرى
بِـكَ الطُّلاَّبُ قَـدْ بَلَغُـوا مُـنَـاهُــمْ
أنَـرْتَ سبـيلَهـمْ وَقَـدَحْـتَ فِكْـرَا
تُـبَادِلُـنـا الأخـوَّةَ فـي اغـتِــبَاطٍ
وتَـفــرِشُ درْبَــنَـا وردًا وزَهْـــرا
ستبقى نجْمَ عَـهْـدٍ ليس يُنْسى
وسِـفْـرَ شَـمَـائِـلٍ يا أنْـتَ يُـقْـرَا
ستبقى في ضَمائِـرِنـا مـقـيـمـًا
مَـآثـرُكَ الحمـيدةُ خــيرُ ذِكْـرى
جُـمُـوعُ اليومِ تَحْدُوهَـا قُلُـوبٌ
مَلـكْـتَ زمَـامَـهَا فبكَتْكَ شِعـرَا
لَكَ الْحَـبُّ الْجَلـيلُ أَيَـا عَـزِيـزَاً
تَـضَـوَّعَ خُلْـقُــهُ فُــلَّاً وعِـطْــرَا
ثم أثنى بمقطوعة وفاءٍ وشكرٍ وعرفانٍ للأستاذ ذي يزن الحماني، المسؤول المالي في السفارة اليمنية بتونس على جهوده المبذولة لخدمة الطلبة المبتعثين، قال فيها:
أَتَـنْــوِي أنْ تُـفـارِقَـنَـا وتَـرحَــلْ
تَــمَـــهَّــلْ أَ ذا يَـــزنٍ تَــمَـــهّــلْ
ألِـفْــنَـا فـيـكَ إنـســانـًا دَؤوبــًا
تَـربَّـعَ في الحَـشا خِـلًّا مُبَـجَّـلْ
سَمَوْتَ بحُسْنِ خُلْقِكَ ياعـزيزًا
لَـهُ التقـديـرُ والشكـرُ الـمُـؤَثَّـلْ
ستبقى أنتَ أيضًا فيضَ ذِكرى
ونجـمًا في سَمَانَا قـد تَـرَجَّــلْ
وفي الختام كرّم سعادة السفير اليمني باحبيب المستشار الثقافي بدرع من الصُّور وتبادلا عبارات الشكر والتقدير والتقاط الصور التذكارية.
وقد حضر الفعالية جمع من الطلاب اليمنيين المبتعثين في تونس وأعضاء السلك الدبلوماسي وموظفي السفارة المحلّيين، بالإضافة إلى الأستاذ مُسلي بحيبح الذي انضم للبعثة الدبلوماسية اليمنية في تونس، الذي سيقوم بمهام المستشار الثقافي في تونس (خير خلف لخير سلف).
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.