تعز : مسك المقرمي نموذجا للتمكين الاجتماعي والنسائي في المدينة

اخبار اليمن

محافظ تعز نبيل شمسان يفتح آفاق التغيير: مسك المقرمي نموذجا للتمكين الاجتماعي والنسائي في المدينة

فتحي ابو النصر

في قلب معاناة مجتمع الهامش ومن أعماق القرية النائية في أطراف منطقة الحجرية، انطلقت مسك المقرمي لتخوض رحلة غير تقليدية نحو التغيير والتمكين. وفيما كانت تعيش تحديات الحياة في عزلة “المقارمة” التابعة لمديرية الشمايتين غرب مدينة تعز، نشأت لديها إرادة حديدية لتغيير واقعها المظلم، فكانت البداية في طفولتها حيث نشأت وسط قيود مجتمعية صارمة لا تعرف الرحمة.

كان التعليم هو الضوء الذي أضاء طريق مسك المقرمي، الذي بدأته من داخل أسرتها التي ساندتها في رحلتها العلمية. فقد نشأت في بيئة تقدر العلم، وكان والدها المهندس المعماري الذي يعمل في السعودية حريصا على تعزيز ثقتها بنفسها ودعم طموحاتها. وعلى الرغم من أن مجتمعها الريفي كان يفرض قيودا على الفتيات، فإن مسك رفضت الانصياع لتلك العادات، وتوجهت إلى مدينة تعز في عام 2011 بحثا عن فرصة لتحقيق حلمها في العمل المجتمعي الإنساني، خاصة لتمكين شريحة المهمشين.

لكن نقطة التحول الكبرى في حياة مسك المقرمي كانت في يوليو 2024، عندما تم تكليفها من قبل محافظ محافظة تعز، الأستاذ نبيل شمسان، مديرا عاما لمنتزه التعاون. هذا القرار التاريخي لم يكن مجرد خطوة إدارية، بل كان لحظة فاصلة في حياة امرأة سمراء، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تكليف امرأة من هذه الفئة لتولي هذا المنصب الرفيع. ومن خلال هذا التكليف، تمكنت مسك المقرمي من استعادة دورها في المجتمع بشكل أقوى من أي وقت مضى.

وصف العديد هذا القرار بـ “الحدث الاستثنائي”، وكان لذلك أثر بالغ في تعزيز مكانة المرأة السمراء في المجتمع اليمني الذي يتعامل معها بعنصرية. بل لم يكن القرار مجرد تعيين في منصب، بل كان رؤية حكومية ناضجة تهدف إلى دمج شرائح المجتمع المهمشة في مفاصل الدولة.

كان المحافظ نبيل شمسان يرى في مسك المقرمي شخصا قادرا على إعادة الحياة إلى منتزه التعاون، الموقع السياحي الحيوي في مدينة تعز المحاصرة، والذي يمثل قلب السياحة في المدينة.

وتُعد هذه الخطوة من محافظ تعز، الأستاذ شمسان، نموذجا يحتذى به في التعامل مع قضايا المرأة والمهمشين. فقد منحها الصلاحيات الكاملة لإدارة منتزه التعاون وإصلاحه، وهو ما يترجم التوجه الحكومي نحو تعزيز دور النساء من كافة الفئات، لاسيما الفئات المهمشة. هذه الرؤية جعلت من مسك المقرمي أحد الوجوه البارزة في مواجهة التحديات وصناعة التغيير.

ومع تكليفها بإعادة تأهيل المنتزه، لم تقتصر جهود مسك على تحسين المرافق فقط، بل كانت رؤيتها تتعدى ذلك بكثير. كانت تسعى إلى تحقيق الدمج المجتمعي والتعايش الاجتماعي بين جميع الفئات، واستعادة دور التعليم والتطوير المجتمعي في بناء اليمن الجديد. بدأت إعداد خطة استراتيجية لإعادة الروح إلى المنتزه، مُؤمنة بأن الفوضى التي كانت تعم المنتزه كانت تحتاج إلى قيادة حكيمة ومتفهمة للوضع الميداني.

وبهذا القرار الحكيم من الأستاذ نبيل شمسان، أصبح منتزه التعاون في قلب تعز ليس مجرد منتجع سياحي، بل عنوانا للتغيير الاجتماعي وتمكين المرأة والمهمشين.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى