الضربات الإسرائيلية على الحوثيين.. لا تأثير على قياداتهم وقدراتهم

اخبار اليمن

لا يبدو أن الضربات الإسرائيلية على الحوثيين في اليمن تشبه بنتائجها تلك التي على غزة ولبنان وسوريا، وخلافاً للتصريحات التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون عن استهداف الحوثيين وتدميرهم، فإن الضربات لم تحقق شيئاً يُذكر في ما يتعلق بالحد من قدرات الحوثيين الصاروخية أو استهداف قياداتهم.

فالخميس الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن 100 طائرة حربية شنت غارات مكثفة على أهداف للحوثيين في الحديدة وصنعاء، إلا أن مطار صنعاء الدولي، الذي استهدفته الغارات، عاد للعمل بعد ساعات معدودة، فيما لا يزال ميناء الحديدة، الذي يُعد شريان الحياة الأساسي لميليشيا الحوثي، يستقبل السفن كالمعتاد.

صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية نقلت عن محللين أن “إسرائيل تكافح بمواجهة الحوثيين لافتقارها إلى معلومات عن مواقع القادة ومخازن الأسلحة”، فيما نقل موقع “واللا” العبري عن مصدر أمني إسرائيلي أن أبرز العقبات في مهاجمة الحوثيين تكمن في صعوبة جمع المعلومات بشأنهم، مشيراً إلى أن “بناء بنك أهداف في اليمن سيتحسن بدعم حلفاء إسرائيل”.

ولم تتوقف صواريخ الحوثيين الموجهة إلى إسرائيل بعد الغارات، فبعد ضربات الخميس التي استهدفت مطار صنعاء وميناء الحديدة، استهدف الحوثيون مطار بن غوريون ، ورغم اعتراض الدفاعات الإسرائيلية الصاروخ الحوثي خارج الغلاف الجوي، أعلن الإسعاف الإسرائيلي إصابة 18 شخصاً خلال التدافع في طريقهم إلى المناطق المحمية، فيما توقف هبوط الطائرات لدقائق في مطار بن غوريون أثناء تفعيل صفارات الإنذار، وفقاً لما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

استفادة إسرائيلية من ضربات الحوثي

ويرى الباحث في “مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية” حسام ردمان، في حديث إلى “النهار” أن “من الواضح أن نتنياهو يستفيد سياسياً من ضربات الحوثيين، فهي تعزز قدرته على المناورة تجاه الضغوط الدولية بشأن إبرام صفقة بخصوص غزة والتزام التهدئة في لبنان، وإبقاء حالة الاستقطاب الإقليمي هروباً أيضاً من أي تحولات داخلية”.

ويضيف ردمان: “أهداف القصف الإسرائيلي كانت، دائماً، منصبة على معاقبة الحوثيين كسلطة أمر واقع من خلال ضرب البنية التحتية المدنية، وليس على معاقبتهم كجماعة مسلحة، وحالياً، تحاول تل أبيب من خلال قصفها أن تفرض صورة ردع، لكنها لم تحسم خيارها النهائي في التعامل مع التهديد الحوثي؛ هل سيكون من خلال حملة مكثفة على غرار ما فعلته بحزب الله، أم من خلال انتظار تحالف إقليمي دولي، أم بالذهاب مباشرة إلى رأس الأخطبوط، إيران، فغارات إسرائيل حتى الآن لم تستهدف بعد مراكز الثقل الحوثية وهيكليتها القيادية وبنيتها التحتية العسكرية”.

غياب قرار الحسم

ويشرح ردمان أنه “يمكن تفسير ذلك بأمرين؛ الأول هو غياب قرار سياسي إسرائيلي تجاه حسم المقاربة نحو الحوثيين ضمن أحد الخيارات الثلاثة السابقة، والثاني هو أن تل أبيب ما زالت بحاجة إلى مزيد من الموارد لتحديد بنك أهداف واضح في اليمن وضربه بشكل فاعل، وحتى الآن، ستكون ضربات إسرائيل ذات كلفة اقتصادية على الحوثيين وعلى الشعب اليمني عموماً، لكنها لن تكون قادرة على إضعاف قدراتهم الهجومية أو تغيير سلوكهم السياسي”.

ويختم حديثه قائلاً: “من زاوية ما، يمكن القول إن هذه الهجمات لها نتائج عكسية؛ لأنها تعزز من مشروعية الحوثيين كآخر جبهة إسناد مع غزة، وتعزز شعبيتهم كطرف ندّي لإسرائيل”.

ضربات عديمة الفائدة

المحلل السياسي اليمني عبدالرقيب الهدياني تحدث إلى”النهار” قائلاً: “طبيعة الجغرافيا اليمنية الواسعة والجبلية تمنع تحقيق أي أهداف اعتماداً على القصف الجوي، على عكس ما حصل في لبنان وغزة”.

وأضاف: “الأرض الواسعة تمتص الضربات الجوية، والبيئة الجبلية تجعل الغارات الجوية عديمة الفائدة. ولنا أن نلاحظ منذ بدء الغارات الصهيونية والأميركية والبريطانية على اليمن منذ أشهر، لم تتحقق أي نتائج حقيقية تُذكر سوى تدمير بعض البنى التحتية الخدمية للشعب”.

وتابع الهدياني: “الأمر الآخر هو افتقار المهاجمين إلى الاستخبارات، وبالتالي بنك الأهداف عديم الفائدة. فحتى اليوم لم يتم اغتيال أي قيادي حوثي بهذه الضربات”.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى