إنقاذ بطولي في البريقة ومناشدة للانضمام إلى خفر السواحل
في إحدى الرحلات البحرية الممتعة مع بعض الأصدقاء إلى منطقة (بربرية) في البريقة حدث لنا موقف شل حركتنا، وقيد أفكارنا..
موقف جاء بعد رحلة مليئة بالمتعة واللعب والضحك والراحة النفسية التي حاولنا بها أن ننسى بعض همومنا في هذه البلاد المنكوبة..
هذا الموقف هو مشاهدة أحد أصدقائنا وهو يصارع البحر وحيدا محاولا أن ينقذ نفسه من الغرق، فبعد صلاة العصر دخل ثلاثة من أصدقائنا إلى البحر ـ رغم تحذيرات بعض الصيادين وأهالي تلك المنطقة من السباحة في هذا التوقيت بالذات ــ وكان البحر هائجا وأمواجه عالية تخيف الشديد وترعب القوي، لكن حب البحر والسباحة غلبهم، وفي أثناء السباحة فاجأ البحر الضيوف وأكرمهم بأمواجه الخطيرة التي تسحبهم إلى العمق، نجا اثنان وخرجا مباشرة إلى الساحل، بينما ظل الثالث يصارع الموت وحده، ولم يستطع أن ينجو، فتحرك أحد الناجين ليستنجد بشباب كانوا من صيادي تلك المنطقة (بربرية)..
ونحن نشاهد المشهد المخيف وقفت قلوبنا ورفعنا أكفنا لربنا ندعوه وحده أن ينقذ صديقنا من موت محقق، فالبحر لا يرحم، إذا بأحد الصيادين يجري دون تردد ويقذف نفسه بسرعة الصاروخ دون خوف او وجل إلى عاصفة تلك الأمواج العاتية محاولا ان ينقذ الغريق دون أن يعرف من هو أو من أي منطقة، وفي اللحظة نفسها جاء صياد آخر يهرول مسرعا محاولا المساعدة كذلك..
مشهد رجولي وشهم، ضحى بأنفسهما دون تردد لإنقاذ حياة روح دون مقابل أو رياء، وإنما هو وازع من ضمير ومروءة اتصف بها صيادو المنطقة (بربرية).
لكنهما كانا سيغرقان مع صديقي، ونحن نشاهد الثلاثة وقلوبنا وصلت الحناجر ظهر لنا صياد آخر ينطلق كالسهم لينقذ صديقنا وصديقيه، وفعلا بعد دعوات المخلصين وتوفيق من الله تعالى تمكنوا جميعا من تجاوز هذه المحنة والابتلاء الرباني، فخرجوا من فم الموت سالمين غانمين.
ونحن بدورنا نرفع لهؤلاء الصيادين الثلاثة القبعة احتراما وتقديرا، ومهما قلنا او كتبنا أو قدمنا لهم أي شيء لن نوفيهم حقهم، وهؤلاء الصيادون كانوا من أبناء منطقة ساحل (بربرية) وهم: محمد رضوان محمد عبود هادي، ومنير ناصر نادري احمد، ومهدي بن مهدي صالح عوض، ولا ننسى صديقهم الرابع طارق محمد علي براشد.
هؤلاء الشباب كانوا معروفين في مجتمعهم ليس فقط بمهاراتهم في الصيد، ولكن أيضًا بشجاعتهم وتفانيهم في إنقاذ الأرواح.
ومنذ سنوات، قرروا أن يكرسوا حياتهم لإنقاذ الناس من الغرق، بعد أن شهدوا حوادث مأساوية أودت بحياة الكثير من مرتادي ذلك الساحل.
ظل هؤلاء الشباب يراقبون البحر بعينين حذرتين، مستعدين للتدخل في أي لحظة. فلم يكن يمر يوم دون أن ينقذوا شخصًا أو أكثر من الغرق، سواء كانوا سباحين غير متمرسين أو صيادين تعرضوا لحوادث في البحر.
وأكدوا بقولهم: “لقد كرسنا حياتنا لإنقاذ الأرواح، ونؤمن بأننا نستطيع أن نقدم المزيد إذا كنا جزءًا من قوات خفر السواحل. نحن نعرف البحر جيدًا، ونعرف كيف نتعامل مع الظروف الصعبة. نطلب منكم أن تمنحونا الفرصة لنكون جزءًا من هذا الفريق النبيل”.
ونحن من مكاننا هذا نناشد الجهات المختصة بحسب طلب هؤلاء الشباب بضمهم إلى قوات خفر السواحل، إذ شرحوا في لقاء معهم تجاربهم وإنجازاتهم، وأكدوا على أهمية وجودهم كجزء من فريق خفر السواحل لتعزيز الأمان على الشواطئ.
نتمنى أن تلقى مناشدتهم ضميرا حيا وآذانا صاغية، وكما يقال ” أهل مكة أدرى بشعابها”، وهؤلاء أبناء البحر، يعرفون كنهه وأسراره.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.