اخبار اليمن | حكاية عزانية من لودر
بصراحة كان عهد ما قبل العام 1990م عهدا جميلا لا ينتسي و لم تمحه عوامل التعرية و تقلبات الأجواء من ذاكرتنا .. و من الصدف الجميلة لهذه الليلة إن كان لي تواصل مع الاخ و الشخصية الإجتماعية و التربوية في مديرية لودر الأخ و الأستاذ قحطان البركاني أحد الهامات التربوية في في ديوان وزارة التربية و التعليم و الذي تمتد علاقتي الشخصية به إلى الزمن الجميل و أيام الدراسة الثانوية في إحدى القلاع التربوية و هي ثانوية الشهيد راجح (ثانوية راجح سيف) و التي كانت آنذاك تعد بمثابة معهد علمي لا يقل خريجها في المستوى العلمي عن نظرائه الخريجين من المعاهد و الجامعات حتى أنه و للمستوى العلمي الذي يتميز به خريجها فقد كان يطلق على مديرها آتذاك الشخصية التربوية القديرة المرحوم الأستاذ حسين لعور لقب العميد أسوة بعمداء الكليات الجامعية ..
تذكرت لودر و عهدنا الجميل في زمن ما قبل الوحدة كون الهامة التربوية القديرة الأستاذ قحطان البركاني كان أحد تلاميذ ثانوية لودر في تلك الفترة و زميل دراسة لي و لو أنه كان يسبقني آنذاك بعام أو عامين دراسيين ..
أتذكر ذلك الزمن الجميل بعد أن تلقيت هذه الليلة أتصالات و عدة دردشات عبر السوشيال ميديا ،، و لكم أن تتخيلوا مدى سعادتي البالغة بتواصل الأستاذ قحطان البركاني بي للأطمئنان على حالتي الصحية و هو اليوم واحد من الشخصيات و الكوادر العاملة في في المجال التربوي بمكتب ديوان الوزارة بعدن ..
تواصل الأخ و الأستاذ قحطان البركاني الليلة بي بعثر ذكريات جميلة كانت مدفونة في أعماق أمقاق ذاكرتي و دماغي و كم سعدت بذلك فقد تذكرت محطات مهمة و كثيرة كانت مدفونة أعماق ذاكرتي و تم نبشها الليلة و بعثرتها .. الأخ و الأستاذ قحطان كان والدة الله يرحمه من كوادر دولة الجنوب و مع دخول اتفاقية الوحدة حيز التنفيذ فقد سارع الرئيس صالح للأستفادة من كوادر الجنوب في بناء الدولة الجديدة و مؤسساتها و كان من ضمن تلك الكوادر والد الاستاذ قحطان و كان على زميلي قحطان أن ينتقل إلى صنعاء مع أسرته وفقا و المعطيات الجديدة .. و بناء على ذلك و بتواجده في العاصمة صنعاء فقد قدر له التواصل و الألتقاء بعضو مجلس النواب عن دائرة لودر البرلماني احمد عبدالله العزاني و لهذا فقد كان جزء من حديثي الليلة بالتربوي قحطان البركاني عن المرحوم البرلماني احمد العزاني ..
كنت أحد خريجي الثانوية العامة للعام 1990م عام تحقيق الوحدة اليمنية و أتذكر حينها أنه صدر قرار بأن على خريجي الثانوية العامة لتلك الدفعة التوجه إلى المدارس لتأدية الخدمة الإلزامية معلمين فيها بدلا من الخدمة العسكرية و حين أكملنا تلك الخدمة كان هناك نقص كبير في المعلمين في مدارس المحافظات الشمالية و صدر قرار حينها بتوظيف عدد كبير من خريجي الثانوية العامة لتغطية النقص في عدد المعلمين في المحافظات الشمالية و حينها توجه عدد كبير من أبناء محافظة ابين خريجي الثانوية إلى محافظة البيضاء للتوظيف هناك كمعلمين و كنت أنا العبد لله واحد من الذين توجهوا إلى البيضاء لتقديم أوراقه للتوظيف هناك و بما أنني كنت أحد خريجي الثانوية العامة و الناجحين فيها بجدارة فقد قدمت اوراقي و شهادتي للتوظيف في البيضاء كمعلم هناك و كنت على ثقة لنيلي الوظيفة و لكن كانت تلك بداية للتعرف على مصطلح (الدحبشة) الذي كان يتردد بين أوساط الشباب فقد كنت أنا حريج الثانوية الحقيقي و بمستوى الأوائل على مستوى المديرية ، لكن ذلك لم يشفع لي و لم يكن في قاموس النظام الجديد …
لم احزن حينها على الوظيفة و لكن الحزن كان على المستقبل الهش الذي كان ينتظرنا و الذي أستخلصته من وحي تلك التجربة ..
(يتبع لاحقا)
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.