اخبار اليمن | مقطوف العجيلي رحلة كفاح أب في قرية نائية لإنقاذ حياة زوجته وطفله
في واحدة من أكثر القرى النائية بمحافظة حضرموت، يعيش مقطوف رائد العجيلي، رجل بسيط يعيل عائلة كبيرة تتكون من تسعة أطفال؛ خمس بنات وأربعة أولاد، و في إحدى الليالي القاسية، مر مقطوف بتجربة لا تُنسى، تجربة كشفت عن المعاناة التي يعيشها أهالي القرى النائية نتيجة غياب الخدمات الصحية الأساسية في القرية.
كانت تلك الليلة هادئة عندما شعرت أم رائد بآلام المخاض، وهو أمر كان يجب أن يكون مبهجاً في حياة أي أسرة، ولكن في ظل غياب المرافق الصحية في قريتهم البعيدة، بدأت هذه الليلة تتحول إلى كابوس حقيقي، الوقت كان متأخراً والمواصلات في المنطقة شبه معدومة، ومدينة الديس الشرقية بعيدة، حيث أقرب مركز صحي، تبعد عنهم حوالي ساعة إلا ربع بالسيارة، ومع تأخر الوقت، لم تكن هناك أي وسيلة نقل متاحة.
يحكي مقطوف عن تلك اللحظات بحرقة “كان الخوف يسيطر عليّ، لم يكن لدي سوى الأمل في أن أتمكن من الوصول إلى الديس الشرقية في الوقت المناسب، لكن الطريق كان طويلاً، والليل حالك.”
استعان مقطوف بما كان متاحاً من وسائل النقل، ولكنه واجه صعوبات جمة في إقناع أي شخص بالقدوم في تلك الساعة المتأخرة، وبعد ساعات من القلق والتوتر، تمكن أخيراً من تأمين سيارة لنقل زوجته إلى المستشفى ومع ذلك، استمرت الرحلة في السيارة بما يشبه الأبدية بالنسبة لمقطوف، حيث كان يفكر في صحة زوجته وطفله الذي لم يولد بعد.
وعندما وصلوا إلى المستشفى في مدينة الديس الشرقية، كان الوقت قد تأخر كثيراً، مما اضطر الأطباء إلى التدخل السريع لإنقاذ الأم والطفل، و بفضل الله، تمت الولادة بنجاح، ولكن هذه الحادثة تركت أثراً عميقًا في قلب مقطوف.
يقول مقطوف وهو يستعيد تلك الذكريات “كنت أتمنى لو كان هناك مركز صحي قريب ما حدث في تلك الليلة كان صعباً للغاية، ليس فقط بالنسبة لي، ولكن لكل من يعيش في هذه القرى.”
اليوم مع إعادة افتتاح مركز شزوة الصحي بفضل حملة “نبض الشرق” التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، يشعر مقطوف والعائلات الأخرى في القرية ببعض الأمل، لم يعد الأهالي مضطرين لخوض تلك الرحلات الطويلة في الليالي المظلمة، المركز الجديد مجهز بالأدوية والمعدات اللازمة لتقديم الرعاية الصحية الأولية، مما يعني أن حياة الكثير من الأهالي ستتغير إلى الأفضل.
لكن تلك الليلة ستظل عالقة في ذاكرة مقطوف، ليس فقط كتجربة صعبة، بل كتذكير بأن الحياة في المناطق النائية مليئة بالتحديات، وأن كل خطوة نحو تحسين الخدمات الصحية يمكن أن تكون سبباً في إنقاذ الأرواح.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.