اخبار اليمن | بعد اكثر من 60 عام .. ثورة سبتمبر في مواجهة الإمامة مجدداً
خلفية ثورة 26 سبتمبر 1962:
قبل الثورة، كانت اليمن تحت حكم الإمامة الزيدية، وهو نظام حكم ثيوقراطي يسيطر فيه الإمام على السلطة السياسية والدينية. حكم الأئمة اليمن الشمالي لأكثر من ألف عام تقريباً، وكانت هذه الفترة تتميز بالجمود الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى العزلة عن العالم الخارجي.
في سنوات ما قبل الثورة، تفاقمت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وبدأت تظهر حركات احتجاجية ضد الأوضاع الصعبة التي كان يعيشها اليمنيون. كما كانت الثورة المصرية بقيادة جمال عبد الناصر في عام 1952 مصدر إلهام لكثير من اليمنيين الذين طمحوا للتغيير.
في 26 سبتمبر 1962، قاد مجموعة من الضباط في الجيش اليمني انقلاباً عسكرياً ضد الإمام البدر حميد الدين، آخر حكام الإمامة. وبدعم من الجمهورية المصرية بقيادة عبد الناصر، تم إعلان قيام الجمهورية العربية اليمنية في صنعاء. على الرغم من أن القوات الملكية الموالية للإمام حاولت استعادة السيطرة، إلا أن الجمهورية تمكنت من الصمود، وبذلك بدأت حقبة جديدة في تاريخ اليمن.
أهداف الثورة:
أعلنت ثورة 26 سبتمبر العديد من الأهداف التي تهدف إلى تطوير البلاد وتحقيق العدالة الاجتماعية. من بين هذه الأهداف:
1. إنهاء الحكم الإمامي: والذي كان يعتبر حكمًا مستبدًا قيد تطور اليمن وعزلها عن العالم.
2. إقامة نظام جمهوري: يقوم على أسس الحرية والعدالة والمساواة.
3. تحقيق العدالة الاجتماعية: عن طريق توزيع عادل للثروات وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
4. تحديث الجيش: ليكون جيشًا وطنيًا يحمي البلاد بدلًا من جيش يقوم بحماية الحاكم فقط.
5. تنمية الاقتصاد: وتطوير البنية التحتية، والزراعة والصناعة.
6. التعليم للجميع: حيث كانت الأمية منتشرة في اليمن، وكان التعليم مقتصرًا على الطبقات العليا.
الاحتفالات بذكرى الثورة:
منذ قيام الثورة، أصبحت ذكرى 26 سبتمبر يومًا وطنيًا يحتفل به اليمنيون في جميع أرجاء البلاد. يتم تنظيم الاحتفالات والمهرجانات الشعبية في العاصمة صنعاء وفي مدن أخرى، كما تتضمن الاحتفالات رفع الأعلام اليمنية، تنظيم العروض العسكرية، إقامة الفعاليات الثقافية، وإلقاء الخطب التي تشيد بإنجازات الثورة وتؤكد على الوحدة الوطنية.
في ظل الظروف السياسية الحالية التي تعيشها البلاد، ولا سيما بعد الصراع مع جماعة الحوثي منذ عام 2014، اكتسبت هذه الاحتفالات طابعًا خاصًا، إذ أصبحت تعبيرًا عن التمسك بالقيم الجمهورية ومقاومة التمدد الحوثي الذي يسعى إلى استعادة النظام الإمامي بشكل أو بآخر.
الحوثيون ومحاولات قمع الاحتفالات:
منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في عام 2014، بدأت تظهر محاولات من قبلهم لقمع الاحتفالات بذكرى ثورة 26 سبتمبر. تنظر جماعة الحوثي إلى هذه الثورة بعين الريبة، حيث إنهم يعتبرون أنفسهم جزءًا من السلالة التي حكمت اليمن تحت النظام الإمامي، وهو النظام الذي أطاحت به الثورة.
على الرغم من أن الحوثيين لم يعلنوا رسميًا معارضة الاحتفالات بذكرى الثورة، إلا أن ممارساتهم تشير إلى محاولات قمعية. في السنوات الأخيرة، قامت الجماعة بمنع إقامة الفعاليات الكبرى في صنعاء والمناطق التي تسيطر عليها، كما قامت بإزالة صور قادة الثورة واستبدالها بصور قادتها وزعيمها عبد الملك الحوثي.
كما يحاول الحوثيون إعادة صياغة تاريخ اليمن بما يتناسب مع رؤيتهم، ويعتبرون أن ثورة 26 سبتمبر كانت مجرد انقلاب عسكري مدعوم من الخارج ولم تعبر عن إرادة الشعب اليمني. هذا التوجه يثير استياءً كبيرًا بين اليمنيين الذين ينظرون إلى الثورة كأحد أهم إنجازات البلاد.
في إطار محاولات قمع الاحتفالات، يقوم الحوثيون بفرض رقابة صارمة على وسائل الإعلام التي تتناول ذكرى الثورة، ويعملون على استبدال هذه الاحتفالات بأخرى تمجد قادتهم وتروج لأيديولوجيتهم. ومع ذلك، لا يزال العديد من اليمنيين يحتفلون بذكرى الثورة سرًا أو بطرق غير معلنة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
أهمية الاحتفالات في الظروف الراهنة:
في ظل الحرب الأهلية اليمنية التي تدور رحاها منذ عام 2015، تكتسب الاحتفالات بذكرى ثورة 26 سبتمبر أهمية خاصة. فهي ليست فقط فرصة لتذكر إنجازات الثورة ومبادئها، بل هي أيضًا رمز للمقاومة ضد محاولات العودة إلى الحكم الاستبدادي، سواء من قبل الحوثيين أو أي قوى أخرى تسعى إلى إحياء النظام الإمامي.
ترى كثير من القوى السياسية اليمنية أن الاحتفالات بذكرى ثورة 26 سبتمبر هي تعبير عن التمسك بالمبادئ الجمهورية والحرية والعدالة. ورغم الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد، فإن التمسك بهذه المبادئ يعتبر ضرورة لضمان مستقبل أفضل لليمن.
خاتمة:
ثورة 26 سبتمبر 1962 في اليمن تمثل منعطفًا تاريخيًا في مسار البلاد، حيث وضعت حدًا لنظام حكم إمامي مستبد وأعلنت قيام الجمهورية. وعلى الرغم من محاولات جماعة الحوثي قمع الاحتفالات المرتبطة بهذه الذكرى، فإن العديد من اليمنيين ما زالوا يحتفلون بها كتعبير عن رفضهم للاستبداد وتأكيدًا على تمسكهم بالقيم الجمهورية التي نادت بها الثورة. تعتبر هذه الاحتفالات بمثابة رمز للمقاومة والصمود في وجه التحديات الراهنة التي تواجه البلاد، وهي تعكس الأمل في مستقبل أفضل لليمن.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.