اخبار اليمن | التعليم في اليمن بين ماضي مضيء وحاضر مُتدهور
وفي ثمانينيات القرن الماضي، كانت بلادنا تحتفل في العاشر من سبتمبر من كل عام بعيد العلم بفخر واعتزاز، حيث كانت المدارس والجامعات رمزا للنهضة والتقدم. آنذاك، كان التعليم يمثل حجر الزاوية لبناء الأجيال الواعية والقادرة على الإسهام في بناء الوطن. كانت المناهج الدراسية متماسكة، وكان المعلم يحظى بتقدير المجتمع، كما كانت البنية التحتية للتعليم جيدة نسبيا. كانت الحكومة تولي التعليم اهتماما كبيرا، وكان ينظر إليه على أنه أداة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
لكن منذ ثلاثة عقود، شهدت البلاد تدهورا تدريجيا في مستوى التعليم مع تراكم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتنعكس سلبا على النظام التعليمي. البنية التحتية تهالكت، والموارد المالية للتعليم تقلصت بشكل ملحوظ، كما أصبحت المناهج الدراسية قديمة وغير متجددة، مما أدى إلى ضعف كبير في مخرجات التعليم.
أسباب التدهور:
1. *الاضطرابات السياسية*: أدت النزاعات الداخلية والتغيرات السياسية المستمرة إلى تعطيل العملية التعليمية وتقويض استمراريتها.
2. *نقص التمويل*: التدهور الاقتصادي أثر بشكل كبير على الميزانيات المخصصة للتعليم، مما تسبب في تدهور البنية التحتية ونقص الموارد.
3. *هجرة الكوادر التعليمية*: العديد من المعلمين المؤهلين هاجروا بحثا عن فرص أفضل، مما أدى إلى نقص في الكادر التعليمي المؤهل.
4. *ضعف المناهج*: أصبحت المناهج قديمة ولا تواكب التطورات الحديثة في العلوم والتكنولوجيا، مما أدى إلى انعدام الابتكار في طرق التدريس.
الحلول والمعالجات لإصلاح النظام التعليمي:
1. *زيادة الاستثمار في التعليم*: يجب على الدولة تخصيص ميزانيات أكبر لقطاع التعليم، مما يمكن من ترميم المدارس، وتحسين البنية التحتية وتوفير الوسائل التعليمية الحديثة.
2. *إصلاح المناهج الدراسية*: يجب العمل على تحديث المناهج الدراسية بحيث تتماشى مع التطورات العالمية وتكون قادرة على تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لسوق العمل الحديث. التركيز على التفكير النقدي والابتكار يجب أن يكون من أولويات هذه المناهج.
3. *تحسين أوضاع المعلمين*: يجب تحسين أوضاع المعلمين ماديا ومعنويا، وتوفير برامج تدريب مستمرة لهم لضمان تحسين جودة التعليم. المعلم يجب أن يشعر بأنه محور العملية التعليمية وركيزتها.
4. *التعليم الإلكتروني*: في ظل التقدم التكنولوجي، يمكن دمج التعليم الإلكتروني كأداة فعالة لتقديم التعليم خاصة في المناطق الريفية والنائية. هذا سيعزز من وصول الطلاب إلى مصادر تعليمية متنوعة ومحدثة.
5. *تشجيع البحث العلمي*: دعم البحث العلمي في الجامعات والمعاهد يمكن أن يسهم في تطوير المجتمع، ويجب تشجيع الطلاب على المشاركة في الأنشطة البحثية والابتكار.
6. *تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص*: يمكن للحكومة التعاون مع القطاع الخاص لتقديم الدعم المالي والتقني لقطاع التعليم. كما يمكن تشجيع المؤسسات الخاصة على رعاية المدارس والجامعات وتحسين البنية التحتية.
7. *تعزيز التعليم الفني والمهني*: يجب توجيه المزيد من الجهود نحو تطوير التعليم المهني والفني ليكون رافدا لسوق العمل، وتوفير برامج تدريبية متطورة تتماشى مع احتياجات السوق.
الخلاصة:
إصلاح التعليم يتطلب جهدا مشتركا من الحكومة والمجتمع والقطاع الخاص. بالاستثمار في البنية التحتية وتحديث المناهج وتحسين أوضاع المعلمين، يمكننا استعادة مستوى التعليم إلى ما كان عليه في السابق، بل وتجاوزه. العلم هو أساس نهضة الأمم، وإذا أُعيد بناء نظام تعليمي قوي وفعّال، فإن بلادنا ستكون قادرة على النهوض الاقتصادي والمنافسة عالميا وتحقيق تنمية مستدامة.
كتب: د/ عارف محمد عباد السقاف
استاذ اقتصاد الاعمال المشارك
كلية المجتمع/ عدن
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.