اخبار اليمن | حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة أحمد علي عبدالله صالح: هل يستطيع إقصاء الحوثيين وإعادة توحيد اليمن ؟
حزب المؤتمر الشعبي العام هو أحد الأحزاب السياسية الرئيسية في اليمن، وقد تأسس عام 1982 على يد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح. على مر العقود، لعب الحزب دورًا محوريًا في الحياة السياسية اليمنية، حيث كان أداة بيد الرئيس صالح لإدارة البلاد والتحكم في السلطة. ومع ذلك، منذ اندلاع الصراع في اليمن ومقتل علي عبد الله صالح في ديسمبر 2017، واجه الحزب تحديات كبيرة تتعلق بمستقبله وقيادته ودوره في المشهد السياسي اليمني. بعد مقتل علي عبد الله صالح، دخل حزب المؤتمر الشعبي العام في حالة من الاضطراب. تم تقسيم الحزب بين عدة فصائل، حيث سيطر الحوثيون على جزء من الحزب في صنعاء، بينما اتجهت فصائل أخرى للانضمام إلى الحكومة المعترف بها دوليًا أو إلى التحالف. في هذا السياق، برز اسم أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس السابق، كأحد الشخصيات المحتملة لقيادة الحزب وإعادة توحيد صفوفه. العميد ركن أحمد علي هو شخصية سياسية وعسكرية بارزة في اليمن. شغل منصب قائد الحرس الجمهوري قبل الإطاحة بوالده، وكان ينظر إليه كخليفة محتمل لوالده في رئاسة البلاد. إلا أن العقوبات الدولية المفروضة عليه، بالإضافة إلى تواجده في الإمارات العربية المتحدة منذ 2011، جعلت من عودته إلى اليمن واستلامه قيادة الحزب أمرًا معقدًا. على الرغم من هذه التحديات، يتمتع أحمد علي بدعم جزء كبير من قواعد المؤتمر الشعبي العام، خاصة في ظل تزايد الشعور بالحنين لحقبة والده بين بعض اليمنيين. ينظر البعض إلى أحمد علي كرمز للاستقرار في ظل الفوضى الحالية، ويأملون أن يتمكن من توحيد الحزب وقيادته نحو مستقبل أفضل. إن إمكانية إقصاء الحوثيين من المشهد اليمني من قبل حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة أحمد علي تبدو معقدة وصعبة. فمن الناحية العسكرية، يفتقر أحمد علي إلى القوة اللازمة لمواجهة الحوثيين، خصوصًا في ظل التواجد الإيراني القوي والدعم العسكري الذي يتلقونه. أما من الناحية السياسية، فإن الانقسامات الداخلية داخل المؤتمر الشعبي العام تجعل من الصعب تحقيق توافق داخلي يُمكّنه من اتخاذ خطوات حاسمة ضد الحوثيين. تظل قضية الحوثيين تحديًا رئيسيًا لأي محاولة لإعادة إحياء حزب المؤتمر الشعبي العام. تسيطر مليشيا الحوثي على أجزاء واسعة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، حيث كانت مراكز القيادة الرئيسية للحزب. لكن علاقة الحوثيين بحزب المؤتمر الشعبي العام توترت بشكل كبير منذ مقتل علي عبد الله صالح، الذي قتله الحوثيون بعد أن حاول الانقلاب عليهم. تحت قيادة أحمد علي، قد يسعى الحزب إلى إقصاء الحوثيين من هياكله التنظيمية واستعادة دوره كقوة سياسية وطنية. إلا أن ذلك يعتمد بشكل كبير على التوازنات الإقليمية والدولية، وكذلك على مدى قدرة أحمد علي على حشد الدعم العسكري والمالي لتحقيق هذا الهدف. مع استمرار الصراع في اليمن، يُطرح سؤال حول إمكانية توحيد البلاد تحت قيادة واحدة. يواجه اليمن تحديات هائلة بسبب الانقسامات العميقة، سواء على أسس جغرافية، طائفية، أو قبلية. إذا ما تمكن أحمد علي من قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام، فإن التحدي الأكبر الذي سيواجهه هو توحيد الحزب أولاً ومن ثم توحيد اليمن. يرى البعض أن أحمد علي قد يكون لديه فرصة لتحقيق ذلك، خصوصًا إذا ما تمكن من تقديم رؤية شاملة تجمع مختلف الأطراف اليمنية. إلا أن هناك من يشكك في قدرته على تجاوز التحديات المتعددة التي تعصف باليمن، والتي تتطلب حلًا سياسيًا معقدًا يتجاوز الطموحات الشخصية. في المقابل هناك بعض السيناريوهات الممكنة التي قد يستخدمها أحمد علي والتي منها، التفاوض حيث قد يلجأ أحمد علي إلى خيار التفاوض مع الحوثيين كخيار واقعي في ظل ضعف موقفه العسكري والسياسي. التفاوض قد يؤدي إلى تقاسم السلطة أو إلى ترتيبات سياسية جديدة قد تساهم في تهدئة الأوضاع، لكنه لن يؤدي بالضرورة إلى إقصاء الحوثيين بشكل كامل. وبالإضافة الى إنه يمكن لأحمد علي أن يسعى إلى بناء تحالفات جديدة سواء مع القوى المحلية الأخرى أو مع الدول الإقليمية التي تتعارض مصالحها مع مصالح الحوثيين. لكن هذه التحالفات تتطلب وقتًا وجهدًا وقد لا تكون كافية لتحقيق إقصاء الحوثيين. وأيضاً إعادة بناء الحزب وتعزيز تواجده الشعبي في المناطق غير الخاضعة للحوثيين قد يشكل استراتيجية طويلة الأمد لإعادة توحيد البلاد تحت راية المؤتمر الشعبي العام. هذا الأمر يتطلب رؤية واضحة وتواصل فعال مع قواعد الحزب والجماهير.
وأخيراً ان مستقبل حزب المؤتمر الشعبي العام تحت قيادة أحمد علي صالح يظل غير مؤكد. في ظل الظروف الراهنة، قد يتمكن الحزب من استعادة دوره القيادي في المشهد السياسي اليمني إذا ما تمكن أحمد علي من التغلب على التحديات الداخلية والخارجية. ومع ذلك، يبقى توحيد اليمن وإقصاء الحوثيين من المعادلة السياسية تحديًا كبيرًا قد يحتاج إلى دعم إقليمي ودولي لتحقيقه. وبغض النظر عن المسار الذي سيسلكه الحزب، فإن مستقبل اليمن السياسي سيظل مرتبطًا بشكل وثيق بمصير حزب المؤتمر الشعبي العام وتوجهات قيادته. وفي ظل الوضع الحالي، من الصعب على حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة أحمد علي عبد الله صالح إقصاء الحوثيين وإعادة توحيد اليمن بشكل منفرد. التحديات التي يواجهها الحزب سواء من الداخل أو من الخارج تفرض عليه البحث عن حلول أكثر شمولية وتوافقية، قد تشمل التحالفات أو التفاوض أو تعزيز التواجد الشعبي، لتحقيق استقرار طويل الأمد في البلاد.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.