اخبار اليمن اليوم السبت 19/1/2019 مدينة الرعارع عاصمة لحج القديمة .. تأريخ يقاوم الإندثار

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اليوم السبت 19/1/2019

تقرير مصور - صدام اللحجي :مدينة الرعارع – عاصمة القديمة قبل حوطة بلجفار، تقع شمال مدينة الحوطة، على قمة ترتفع عن سطح الأرض بين سفيان والضفة الغربية للوادي الصغير.
لعبت مع قرية "الميبه" دوراً ملحوظا في تاريخ لحج والصرعات التي جرت للسيطرة على مدينة في عهد الدويلات المتصارعة. ومن أشهر من نسب إليها العلامة أبي قرة موسى بن طارق اللحجي الرعرعي صاحب "السنن". وتعرضت المدينة للتخريب من قبل العجالم وبقيت آثارها ماثلة للعيان، وكشفت التنقيبات عن الكثير من اللقى والعملات التي تعود الى الفترة الاسلامية، ويرجع آخر تاريخ الاستبطان في الموقع إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي وفي هذه الايام ومع التوسع المعماري الذي تشهده حوطة لحج عادت الحياة من جديد إلى الرعاع وأصبحت احدى القرى الصغيرة المرتبطة بالحوطة..

" عدن تايم " زارت مدينة الرعارع عاصمة مخلاف لحج وخرجت بالحصيلة الآتية :

موقعها

الرعارع هي عبارة عن موقع أثري قديم ، تقع شمال مدينة الحوطه على بعد حوالي (ثلاثة كيلومتر) على الضفة الغربية للوادي الصغير ، وهي عبارة عن قمة أو تلة مستطيلة الشكل تقريبا أبعادها (86�198متر) ترتفع عن سطح السهل فيما بين (5-8مترات) وارتفاعها هذا جعلها تشرف على بساتين النخيل المحيطة بها ، وتنتشر على سطح تلك التلة الشقافات الفخارية المصقولة ، وبقايا أواني زجاجية ملونة ، وأساور زجاجية ملونة – أيضا تدل بقايا المستوطنة التي كانت فيها مبان مبنية بالآجر ، يرجع آخر تاريخ لاستيطان الموقع إلى (القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي (من خلال العملات البرونزية) التي عثر عليها في السطح .

عاصمة مخلاف لحج

تشير معظم المصادر التأريخية الإخبارية أن مدينة الرعارع كانت عاصمة مخلاف لحج ، وكانت محور شهرتها تلك الواقعة المشهورة المتمثلة في حرب التصفية بين (آل بني زريع) في (منتصف القرن السادس الهجري) حيث دارت المعارك بين الداعي (سبأ أبي السعود) و (علي بن أبي الغارات) وهما من (آل زريع) فبعد أن توفى (أبو السعود) الذي كان يحكم ميناء ومدينة عدن وأراضي لحج ، خلفه في منطقة نفوذه ابنه (سبأ) ثم ابنه (محمد) ثم أخوه (علي بن أبي الغارات) وهو صاحب حصن الخضراء والمستولي على ميناء ومدينة عدن ، أما الداعي (سبأ) فكان له حصن التعكر على ميناء ومدينة عدن ، وحصن الدملؤة ، وسامع ، ومطران ، وذبحان ، وأجزاء أخرى من المعافر وبعض الجند ، وقد كانت أعماله كبيرة وواسعة وقد توترت العلاقات بين الداعي (سبأ بن أبي السعود) و عمه (علي بن أبي الغارات) بسبب التصرفات السيئة التي حصلت من عمال (علي بن أبي الغارات) واعتدائهم على عمال الداعي (سبأ) وإفسادهم ، وقد أدى ذلك الأمر الى حروب بين الطرفين ، وكان (علي بن أبي الغارات) يتخذ في هذا الوقت من مدينة الرعارع عاصمة له .

فتنة الرعارع

بدأت الحروب منذ محاولة الداعي (سبأ) احتلال مدينة الرعارع لتأديب عمه) علي بن أبي الغارات ) وظلت هذه الحروب فترة زمنية طويلة أطلقت عليها المصادر التاريخية الإخبارية – فتنة الرعارع- والتي انتهت بانتصار الداعي (سبأ) الذي دخل مدينة الرعارع منتصرا ، ثم تعرضت مدينة الرعارع للنهب والتدمير من قبل (مهدي بن علي الرعيني) الذي أغار على مخلاف لحج مرتين متتاليتين ، قتل خلالهما الكثير من أهل لحج وسبى نسائهم وأموالهم الجزيلة ، كان ذلك في عام (558هجرية) ، ولكن تم إعادة عمارتها من جديد لنجدها -أيضا- في نهاية دولة الطاهريين (في الربع الأول من القرن العاشر الهجري ) قد تعرضت للتدمير ، فبعد أن شعر الطاهريون أن العثمانيون – الأتراك – قد تغلغلوا في البلاد ، وبدؤوا يقلصون نفوذ الدولة الطاهرية لدرجة أنهم اقتربوا من عاصمة الطاهريين المقرانة في مدينة رداع ، فما كان من الطاهريين إلا أن وجهوا قبيلة الهياثم التي كانت تستوطن أبين إلى لحج لحفظ الأمن فيها ولحمايتها من العثمانيين".

بداية النهاية

توجهت قبيلة الهياثم إلى لحج ووصلت الى جوار مدينة الرعارع ، وأبلغ نائب الطاهريين في مدينة الرعارع بالأمر ، وعند وصولهم إلى لحج طلبوا منه أن يزودهم بالغذاء والمؤنة ، ولكنه تخاذل ولم يصدق ذلك فهرب إلى مدينة عدن وعلى أثرها اجتاحت قبيلة الهياثم مدينة الرعارع ونهبوها بقيادة مجرب بن حيدره بن مسعود الهيثمي ، ولم يكتفوا بذلك بل توجهوا – أيضا – الى مدينتي بني أبه العليا والسفلى اللتان تقعان غرب مدينة الرعارع ، على الضفة الشرقية للوادي الكبير ، فنهبوهما ودمروهما فما كان من سكان مدينة الرعارع ، وسكان مدينة ببني أبة – التي حرف أسمها أخيرا إلى (ميبة) – إلا أن هربوا إلى حوطتي سفيان وبلجفار ، وتدهورت مدينة الرعارع ، وكانت هذه بداية النهاية لها حيث تحولت العاصمة إلى حوطه بلجفار ، ولم يعد لها ذكر بعد (القرن الحادي عشر الهجري) ، ونقل منبر جامعها إلى جامع السيد (عمر بن عبد الله المساوى) الذي قام ببناه السيد (عمر بن عبد الله ) في مدينة الحوطه عام (1083هـ) وكان نهاية جامعها يعني نهايتها كمدينة مستوطنة).

بقايا أطلال

وأنت في طريقك إلى مدينة (الرعارع) تواجهك موجات كثيفة من الغبار المتصاعد من الطريق الترابي غير المعبد والذي يمتد حتى إطلالة تلك البيوت المتواضعة -يعيش سكان مدينة الرعارع البالغ عددهم حوالي 30 أسرة حياة بلا تنفس،وحياة يأسف لها ، حيث يقطنون أكواخا مبنية من طين تفتقر لأبسط الشروط الضرورية للحياة، ناهيك عن الطريق الوعرة لكن تظل الحقيقة المرة والظروف القاسية تحت تلك المنازل المتواضعة التي بني البعض منها من الطين والتي تكاد تسقط على رؤوس ساكنيها في أية لحظة، ومع هذا نجد المواطنين يحتسبون الصبر بنفوس عالية. وبالنظر بتمعن حيال وضعية تلك المنازل التي تعد مأوى جميع الفقراء وبعض الميسورين تجد حياة العائلات والأطفال محفوفة بالخطر والقلق لاسيما مع موسم تساقط الأمطار التي تغمر بعض الأكواخ منذرة بسقوطها.

اخبار اليمن اليوم السبت 19/1/2019


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق