اخبار اليمن اليوم الأربعاء 5/12/2018 تحليل : مشاورات السويد وقشة الغريق !

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اليوم الأربعاء 5/12/2018

كتب/ د. عيدروس نصر النقيب*بذل المبعوث الدولي إلى اليمن السيد مارتين جريفيت مجهوداً خرافياً ليضمن وصول الوفد إلى ستوكهولم إلى درجة القبول بكل شروط من ترحيل الجماعات الإيرانية واللبنانية تحت الجرحى ومرافقيهم، واصطحاب الوفد الحوثي على نفس الطائرة ليضمن عدم هروبهم من مسقط أو أي مدينة أخرى، ولم ينزل في مطار ستوكهولم إلا بصحبتهم في ظاهرة نادراً ما تحصل مع مبعوث دولي محايد يسعى لحل مشكلة قائمة وليس لاسترضاء طرفٍ (متمردٍ) على حساب الطرف الآخر (الشرعي).

يعتقد السيد جريفيت أنه بجمع الطرفين في واحد (وليس على طاولة واحدة) قد قطع نصف الطريق وأنه حقق نجاحات منقطعة النظير، وهو يعلم أن من سبقه قد جمع الطرفين مئات الأيام وفي نفس الصالة وعلى نفس الطاولة دون أن يلين شيئا من موقف الحوثيين، كما يعلم السيد جريفيت أن الاشتراطات والتدللات الحوثية الحقيقية لم تبدأ بعد، وإن مجرد وصول الوفد الحوثي إلى ستوكهولم لا يعني شيئا فأمر صغير عبر الهاتف من طهران سيجعل هذه الجماعة تغادر السويد ولن تعود إلا بتلبية شروطها الجديدة والتي من بينها إلغاء المرجعيات الثلاث (التي تتمسك بها الحكومة تمسك الغريق بالقشة) وعدم قبول عودة والتمسك بالسلاح واعتبار أفراد المليشيات وموظفيها العسكريين والمدنيين جزء من الجيش الوطني والجهاز الحكومي القادم . . . .وما إلى ذلك.
* * *
يتداول الكثيرون من نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي الكثير من العبارات والمنشورات الغاضبة والساخرة والمتندرة حول عدم مشاركة ، وعلى وجه الخصوص في محادثات ستوكهولم، ويعتبر الكثيرون ذلك بمثابة شطب للقضية الجنوبية وتعرض الجنوب لخديعة أممية وإقليمية ومحلية.

شخصيا كنت منذ وقت مبكر، وما زلت أعتقد أن المشاركة في أية مشاورات دولية ينبغي أن تقوم على أساس إدراج القضية الجنوبية في جدول أعمال النقاش، وليس فقط تمثيل الجنوب لمجرد التمثيل، ولأننا نعلم ويعلم الجميع أن لقاء ستوكهولم لن يكون إلا لقاءً إجرائياً بروتوكوليا تمهيديا الغرض منه مناقشة إجراءات بناء الثقة بين طرفي الصراع على السلطة في اليمن، فإن حضور المجلس الانتقالي لا يختلف عن عدم حضوره وفي رأيي الشخصي أن على الجنوبيين أن لا يتعلقوا كثيرا بالمفاوضات بين والانقلابيين فالطرفان متفقان على مواجهة الشعب الجنوبي ورفض حقه التاريخي والقانوني في تقرير مصيره، ومن المؤكد أنه لا اجتماع استوكهولم ولا أي اجتماع يمكن أن يحسم في هذه القضية وأن الحسم فيها يتوقف على وحدة الإرادة الشعبية الجنوبية واتفاق الفاعلين الجنوبيين على الساحة على القواسم المشتركة المعروفة والبديهية وعلى رأسها الحق في تقرير مصير الجنوب وترك ما عدا ذلك من اختلافات وتباينات لحسمها في إطار عملية حوارية جنوبية لا تخضع لأي شروط إلا شرط احترام إرادة الشعب الجنوبي.

أما الحضور في المشاورات الدولية المرهون نجاحها وفشلها بقرار من طهران، والمرشحة للفشل في أي لحظة فلا يختلف عن حضور شاهد الزور أو الشاهد الذي "ما شافش حاجه".

*رئيس الدائرة السياسية للمجلس الانتقالي

اخبار اليمن اليوم الأربعاء 5/12/2018


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق