اخبار اليمن اليوم الأحد 12/8/2018 تحليل خاصتحت مظلة الشرعية التي يهيمن على معظم مفاصل القرار فيها ، وباستخدام التكوينات العسكرية التي أنشأها وحيدها عن مواجهة مليشيات الحوثي ، وبالسلاح والدعم الذي ابتزه من التحالف بانتهازية ، يصعد حزب الإصلاح اليمني (النسخة اليمنية من تنظيم الإخوان المسلمين) ، من المواجهات مع خصومه ، بهدف نيل مكاسب سياسية ، وتنفيذا لأجندات خارجية داعمة له.فبعد معركة خاضها الحزب ولايزال يخضوها ، وبدعم قطري قوي ضد الجنوب وقضيته العادلة ، عسكرياً واعلاميا ، بل وتجاوز ذلك لاستخدام ورقة الإرهاب في معركته مع الجنوب ، وجد حائط صد منيع من قبا القوى السياسية والأمنية الجنوبية الفاعلة على الأرض ، ها هو اليوم ينتقل في التصعيد من معاركه شمالا وعلى وجه التحديد محافظتي تعز ومأرب ، بهدف الهيمنة والسيطرة وإزاحة كل القوى التي قد تشكل خطر على تفرده وسيطرته على السلطة.وتصاعدت مؤخراً المعارك المسلحة في محافظة تعز بين قوات ومسلحين موالين للإصلاح والسلفيين ، مع تزايد عمليات الإغتيالات ، في المحافظة التي يهتف أبنائها بانهاء عسكرتها والتوجه لاستكمال تحريرها من مليشيات الحوثي ، وبالمقابل وفي مأرب التي يهيمن عليها الإصلاح سيما عسكرياً وامنيا تصاعدت المواجهات المسلحة بين قوات أمنية ومسلحي القبائل ، وسط تكتيم إعلامي من قبل وسائل إعلام الإخوان في مأرب وتعز ، وهو المؤشر الذي يرجح وقوفهم خلف تلك التصعيدات.عدن تايم / تحليل خاص.معارك طاحنة في تعز والاتهام للإخوانالمواجهات المسلحة العنيفة ، والاغتيالات ، التي تصاعدت مؤخراً في محافظة تعز ، ليست وليدة اللحظة ، بل صارت تتكرر منذ ما بعد ، أبعاد قائد المقاومة المحسوب على الإخوان حمود المخلافي ، واتهام مقاومة وجبهات الإخوان بالتخاذل والتواطؤ مع مليشيات الحوثي ، وعادت تلك المواجهات مطلع الشهر الجاري بصورة عنيفة ، بين قوات ومسلحي الإصلاح من جهة وكتائب أبو العباس السلفية.ويقول الصحفي محمد سعيد الشرعبي : معارك طاحنة منذ أربعة أيام وسط الأحياء السكنية في مدينة تعز ذهب ضحيتها قتلى وجرحى، معظمهم من المدنيين ، مشيراً الأسلحة الثقيلة وكثافة استخدام الذخيرة في حرب الشوارع والأزغاط وسط مدينة تعز منذ أربعة أيام كافية لرفع الحصار نهائيا عن المدينة".واكدت مصادر محلية أن القوات الموالية للإصلاح عاودة مطلع الأسبوع الجاري ، قصف مواقع تابعة للسلفين ، وهو ما اضطرهم للرد ، وليست هي المرة الأولى التي يتهم فيها الإصلاح (إخوان اليمن) بتصعيد الصراع المسلح في تعز ، حيث أن أطراف كثيرة تؤكد وقوفهم خلف تفجير الصراع المسلح والاغتيالات التي تشهدها المحافظة ، وهو الأمر الذي يتضرر من المواطنين ، وفي نفس الوقت يخدم مليشيات الحوثي ، من خلال إيجاد صراعات وفتن ، تخلق معركة داخلية بعيداً عن الهدف الأول وهو تخليص المحافظة من احتلال المليشيات الحوثية.والاتهام للإصلاح بالوقوف خلف إثارة الفوضى والاغتيالات ، لا يأتي من قبل الجهات المضادة له ، بل يأتي من أطراف مستقلة وأخرى رسمية، ومنها إتهام محافظ تعز الحالي ، والذي قال في بيان صحفي على خلفية أعمال الفوضى التي شهدتها تعز ، منتصف أبريل من العام الحالي ، منتصف ابريل من هذا العام ،"يا أبناء تعز الأحرار الكرام هناك طابور خامس يعمل ضدكم ومهمته إشعال الحرائق والفتن بينكم، ويتساوى في نتائج ما يقوم به من دعوة للتظاهرات والدعايات والبيانات الكاذبة مع أهداف الانقلاب الحوثي في إبقاء تعز رهينة للحصار والقتل والتجويع، وكل ما يقوم به هؤلاء يصب في مصلحة الميليشيات الكهنوتية السلالية التي تحاصركم" ، وهو اتهام صريح للإصلاح (إخوان اليمن) ، كونهم من نظم تظاهرات حينها.مساعي للسيطرة على تعزقوات محور تعز المحسوبة على حزب الإصلاح ، التي صعدت من المواجهات مع كتائب أبي العباس، في محافظة تعز ، أظهرت ومن خلال الكثافة النارية التي تمتلكها ، صورة مختلفة عن أحاديث قيادات محور تعز المتكررة بعدم توفر الذخيرة والسلاح اللازم لتحقيق تقدم ميداني على مليشيات الحوثي وتحرير بقية أحياء المدينة الشرقية والشمالية ، بالإضافة إلى زيادة عدد المقاتلين في صفوف مسلحي الإصلاح والجيش الموالي لهم خلال المواجهات الدائرة في تعز.ويرى مراقبون أن هذا الظهور يؤكد على حقيقة ، انتهازية الإصلاح في تعامله مع التحالف ، من خلال تسخير الدعم الذي قدم له في السابق من أموال وسلاح لتجهيز جيشه الخاص المعلن داخل تركيبة الجيش الوطني وجيشه الرديف الذي يحركه في المهمات الخاصة ، بدلاً من مواجهته لمليشيات الحوثي ، وتصعيده للمواجهات مع السلفيين وبهذه القوة الكبيرة وبالاستعانة بقوات محور تعز التي تقع داخل تركيبة الجيش ، اعتبرها المراقبون بأنها مساعي لإزاحة السلفيين الذين يقاتلون مليشيات الحوثي ، حتى يتمكن الإصلاح وبدعم يرجح أن يكون قطري للسيطرة على محافظة تعز ، ولعب دور يستهدف جهود التحالف وعرقلة إستكمال تحرير تعز من مليشيات الحوثي.مأرب على صفيح ساخنمحافظة مأرب والتي باتت دولة إخوانية داخل الشرعية اليمنية الهشة ، على الرغم من عدم إكتمال تحريرها ، نتيجة تعثر جيش التبات (أضحوكة العصر) ، تجددت فيها المعارك التي يشعلها الإخوان ، ضد رجال القبائل الذي لربما ينظرون إليهم كعائق في طريق تسلطهم وهيمنتهم الكاملة ، تمهيداً لأي تسوية سياسية قادمة ، وكذا خدمتا لأجندات خارجية توجد مصدر توتر يهدد التحالف وأهدافه.نقطة الفلج شرق مأرب كانت الثلاثاء الماضي على موعد مع شرارة فصل آخر من المواجهات بين الجيش والأمن المحسوب على الإخوان ورجال القبائل في مأرب ، وفي التفاصل فقد توجهة ثلاث سيارات عليها مسلحين من قبيلة وائلة ، على خلفية اعتراض وسلب واحراق سيارة أحد أبناء القبيلة ، فحدثت اشتباكات بين مسلحي وائلة ، وجنود نقطة أمنية من قوات الأمن الخاصة ، أسفرت عن مقتل 5جنود وجرح7آخرين ، في حين قتل 12مسلحا وجرح8 واعتقل3 من مسلحي قبيلة وائلة ، وعلى إثرها تصاعد الموقف وتبادل الطرفان الاتهامات ، وتعدى الأمر لأن نصف قوات الأمن الخاصة وعلى صفحتها الرسمية رجال قبيلة وائلة بأنها تجار حشيش ، وتصاعد الموقف مساء الجمعة ، والسبت ، وحشدت القبائل مسليحها ، ووردة أنباء عن إنسحاب القوات الأمنية من عدة نقاط على خلفية هجوم مسلحي القبائل.وعلى الرغم من أن الجهات الرسمية لم تصرح حيال ذلك ، ولم نشر إلى إتهام لحزب الإصلاح في تصعيد أحداث مأرب ، إلى أن هيمنة الإصلاح على المحافظة وإقامته بما يشبه الحكم الذاتي فيها ، وبربط الأحداث بأحداث سابقة ، وبالإضافة إلى التكتم الإعلامي من قبل وسائل اعلام الحزب ، كلها مجتمعة تؤكد وقوفهم الإصلاح خلف أحداث مأرب ، لربما بهدف إضعاف القبائل ، وتمكين قواهم من التفرد بالسلطة بشكل كامل.تكتيم إعلامي يفضح الإخوانوفي الوقت الذي ترتفع صرخات أبناء تعز المطالبين بايقاف الاشتباكات المسلحة ، وعسكرة المدينة التي يتحملون تباعتها ، وكذلك تصاعد التحذيرات من تفاقم الصراع في مأرب وتمدد المعارك في المحافظة التي يسيطر عليها الإصلاح مع رجال القبائل ، يأتي التناول الإعلامية من قبل وسائل الإعلام التابعة للإخوان متكتم ، بدرجة كبيرة ، وان حدث تناول فإنه يكون منحاز ويجافي الحقيقة.حيث أظهرت وسائل الإعلام الإخوانية المختلفة تكتيم إعلامي كبير ، وتعمدت عدم تناول تصاعد الاشتباكات في تعز ، وكذلك احتدام المعارك في مأرب ، وبالمقابل تجد الوسائل الذي تتناول - والتي هي نادرة - تعمل على حرف الحقيقة عن مسارها ، وتحاول تحمل الأطراف الأخرى اسباب التصعيد ، بل وتتجنب تذكر حزب الإصلاح (إخوان اليمن) ، وتطلق عليهم الصفة الشرعية ، وأنهم يقومون بواجبهم تجاه الخارجين عن النظام والقانون ، ووصل بها الحد إلى إتهام مسلحي قبيلة وائلة الذين قتلوا في اشتباكات مع نقطة أمنية أنه تجار حشيش.ويرى مراقبون أن هذا التكتيم الإعلامي الكبير عن احداث تعز ومأرب ، من قبل إعلام ونشطاء الإخوان وقياداتهم ، وبالمقابل انشغالهم بالتحريض تجاه من يختلفون معهم ، إنما هو دليل على وقوف الحزب خلف تلك الأحداث ، والتسبب بتصعيدها ، للحصول على مكاسب سياسية ، وتنفيذا لأجندات خارجية داعمة لهم.لهذا السبب يشعل الإخوان الفتنة والأزمات في تعز ومأرب؟ويرى الكاتب والسياسي الجنوبي أنيس الشرفي أن إخوان اليمن ، مثلهم مثل الحوثي يشعلون الفتن والأزمات حيثما وجدوا ، لأنهم لا يقبلون بالآخر والتعايش المشترك ، ومشاركتهم في السلطة.وقال الشرفي : "أينما وجد الاخونج أو الحوثة أشعلوا نيران الفتن والأزمات، أتدرون لماذا؟ لأنهم لا يتقبلون الآخر ولا التعايش المشترك ولا يقبلون من أحد مشاركتهم في السلطة".واما عن طريقتهم في ذلك يقول الشرفي : "وللتدليس على مسألة قبولهم بالآخر يقومون بتفريخ العديد من التكوينات السياسية والاجتماعية، فإذا تعرضوا للنقد قالوا نحن لدينا شراكة مع قائمة طويلة من القوى، فيما كل تلك القوى تدين بالولاء للمرشد العام ، فها هم اليوم يغرقون مأرب وتعز بفوضى عارمة بعد أن أغرقوا الجنوب بفحشهم".اخبار اليمن اليوم الأحد 12/8/2018