ما "مغزى" تشكيل الحوثيين "حكومة جديدة" في هذا التوقيت؟

ملفـات وتقـاريـر





23 أغسطس, 2024 09:09:05 م


(صوت الشعب) أشرف خليفة–إرم نيوز :

في الوقت الذي كان “يرقب” فيه العالم، أن تنفذ ميليشيا الحوثي الانقلابية، تهديدها ووعيدها بالرد على اعتداء “إسرائيل”، الذي استهدف رصيف خزانات الوقود لميناء الحديدة، ذهبت الميليشيا إلى إعلان تشكيلة حكومية انقلابية جديدة!.

وحول مغزى إعلان الحكومة الحوثية، يرى محللون وسياسيون يمنيون، أن اختيار الحوثيين إعلان تشكيل حكومتهم الجديدة، في هذا التوقيت بالذات، ما هي إلا “محاولة منها إلى إشغال الرأي العام، والتحجج بالوقت نفسه بانشغالها بأمور أخرى، بُغية “ذر الرماد في العيون”، بهدف “التملّص”، من تنفيذ وعيدها وتعهدها، بـ “الرد الحاسم”، الذي يقترب من مرور شهر كامل على إطلاقه، وهي المدة ذاتها التي مرّت منذ قصف الحديدة”.

وجاء إعلان الحوثيين، عن تشكيلة ما تسمى بـ”حكومة التغيير والبناء”، -غير المعترف بها-، عقب حوالي عام منذ إقالة الحكومة السابقة، حكومة بن حبتور، والإبقاء عليها من خلال اعتمادها كحكومة تصريف أعمال فقط، الأمر الذي استغربه واستنكره المهتمون بالشأن اليمني، كونها تركت طيلة الفترات والأيام الماضية كاملةً، واختارت هذه الفترة بالذات، ليؤكد وجود مغزى من وراء ذلك.

كما أظهرت التشكيلة الحكومية (الحوثية)، استفرادا شبه كامل للحوثيين فيها، في انقلاب غير معلن على شريكهم حزب المؤتمر الشعبي العام (الجناح الموالِي لهم)، والذي كان يدير مجموعة من ممثليه لأكثر من 8 سنوات، عدداً من الحقائب الوزارية في الحكومة السالفة.

ويُعلّق وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية -المُعترف بها دولياً- أسامة الشرمي، حول الهدف من وراء اختيار الحوثيين هذا التوقيت بالذات لإعلان حكومتهم، فضلاً عن تفردهم وحدهم بها، بقوله “جماعة الحوثي تشعر الآن أنها إزاء مرحلة جديدة ربما في الصراع الإقليمي الدولي، وهنالك كثير من المهام التي أُنيطت بها من طهران، وهي بالتالي تريد أن تخوض هذه المرحلة بعيداً عن التجاذبات السياسية مع حزب المؤتمر الشعبي العام”.

ويضيف الشرمي، في حديثه لـ”إرم نيوز”: “ولهذا سعت إلى تشكيل الحكومة في هذا الوقت تحديداً، بعيداً عن رغبة المؤتمر الشعبي العام، الذي أشار رسمياً إلى أنه غير مشارك، وأن أعضاءه المتواجدين في تشكيل ما تسمى بالحكومة الآن في صنعاء، يتواجدون بصفاتهم الشخصية وعلاقاتهم مع الحوثيين”.

وبحسب الشرمي، فإن “ميليشيا الحوثي”، قد تستخدم كل الأوراق المتاحة لها لحرف أنظار الرأي العالم والمجتمع الدولي، فضلاً عن المجتمع المحلي تحديداً، عن كثير من الضربات التي منيت بها خلال الفترة الماضية، والتلويح فقط بانتظار الغد”، لافتاً إلى أن” هذه الخطوة، ومن ضمنها تشكيل حكومة، المغزى الرئيس منها حرف أنظار الناس، ولكنها في المقابل هي كانت بحاجة إلى فضّ الشراكة نهائياً مع المؤتمر الشعبي العام.

ويتابع الشرمي، مُرجّحاً: “كما جاء تشكيل الحكومة في هذا الوقت، كوننا إزاء مرحلة قادمة، ربما تكون أكثر تصعيداً قد تخوضها وكلاء إيران في المنطقة مع المجتمع الدولي، وميليشيا الحوثي إحدى هذه الوكالات المهمة لطهران”.

بدوره، يرى الصحفي الاستقصائي جهاد مُحسن، أن “الغرض والتوقيت من إعلان أسماء الوزراء الجدد، هو فرض مزيد من نفوذ الجماعة الحوثية على مؤسسات الدولة في المحافظات الشمالية، وإقصاء ما تبقى من الشركاء من قادة جناح حزب المؤتمر الشعبي الموالي لها، لا سيما بعد الإعلان عن رفع العقوبات الدولية المفروضة على الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح، ونجله أحمد، وتنامي مخاوفها من عودة شعبية حزب المؤتمر الشعبي”.

وتابع محسن: “لا سيما عقب حالة الانقسام الذي طال هذا الحزب، منذ اغتيال الرئيس الراحل صالح، إلى جناحين، أحدهما خاضع للجماعة الحوثية، وينشط في مناطق سيطرتها، ويعد عبدالعزيز بن حبتور رئيس الحكومة الحوثية السابقة، غير المعترف بها دوليًا، أحد قادته، في حين ينشط الجناح الآخر من الحزب خارج مناطق سيطرة الجماعة، ويؤيد الحكومة الشرعية”.

وذكر محسن، في سياق حديثه لـ”إرم نيوز”: “ومن شأن هذه التغييرات التي قامت بها جماعة الحوثي في إطار المؤسسات التي تقع تحت سيطرتها، إلى إزاحة ما تبقى من قادة جناح حزب المؤتمر الشعبي، الموالي لها، وتعيين شخصيات (شكلية) لا تملك أي سلطة أو صلاحيات، وسيجري استغلالها كمسمى حكومي لإدارة المؤسسات، وفقاً لمشروع وأهداف الجماعة”.

وأضاف محسن : “لا شك أن اتخاذ جماعة الحوثي، قرار تشكيل الحكومة الجديدة، هو محاولة لامتصاص موجة الغضب الشعبية، بعد تفاقم معاناة المواطنين في مناطق سيطرتها، نتيجة الفساد والنهب، وإيقاف رواتب الموظفين العموميين منذ أواخر عام 2016، وتواصل سياسة الاستئثار على مقدرات الدولة لصالح قادة الجماعة في المناطق التي يسيطرون عليها”.

وواصل حديثه: “كما أنها تأتي لتغطية المأزق الكبير الذي وضعت جماعة الحوثي الشعب اليمني فيه، إثر جره إلى المزيد من الأزمات الداخلية والخارجية، خصوصًا بعد الضربات الأمريكية والبريطانية، وآخرها القصف الإسرائيلي على محافظة الحديدة”.

وأردف: “كما أن ميليشيا الحوثي، تحاول تقديم نفسها كجماعة مدنية ذات سلطة نظام ومؤسسات، فيما تمارس فعليًا دورًا خطيرًا بوضع مصالح الشعب اليمني على حافة السقوط والعزلة الدولية، تنفيذاً لأجندة دول أخرى، وسوف تستمر في مغامراتها، دون أن تأبه بالعواقب التي سيدفع الشعب ثمنها على المدى القريب”.


رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :

أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.

أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.

أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.

أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.

لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.


(صوت الشعب) أشرف خليفة–إرم نيوز :

في الوقت الذي كان “يرقب” فيه العالم، أن تنفذ ميليشيا الحوثي الانقلابية، تهديدها ووعيدها بالرد على اعتداء “إسرائيل”، الذي استهدف رصيف خزانات الوقود لميناء الحديدة، ذهبت الميليشيا إلى إعلان تشكيلة حكومية انقلابية جديدة!.

وحول مغزى إعلان الحكومة الحوثية، يرى محللون وسياسيون يمنيون، أن اختيار الحوثيين إعلان تشكيل حكومتهم الجديدة، في هذا التوقيت بالذات، ما هي إلا “محاولة منها إلى إشغال الرأي العام، والتحجج بالوقت نفسه بانشغالها بأمور أخرى، بُغية “ذر الرماد في العيون”، بهدف “التملّص”، من تنفيذ وعيدها وتعهدها، بـ “الرد الحاسم”، الذي يقترب من مرور شهر كامل على إطلاقه، وهي المدة ذاتها التي مرّت منذ قصف الحديدة”.

وجاء إعلان الحوثيين، عن تشكيلة ما تسمى بـ”حكومة التغيير والبناء”، -غير المعترف بها-، عقب حوالي عام منذ إقالة الحكومة السابقة، حكومة بن حبتور، والإبقاء عليها من خلال اعتمادها كحكومة تصريف أعمال فقط، الأمر الذي استغربه واستنكره المهتمون بالشأن اليمني، كونها تركت طيلة الفترات والأيام الماضية كاملةً، واختارت هذه الفترة بالذات، ليؤكد وجود مغزى من وراء ذلك.

كما أظهرت التشكيلة الحكومية (الحوثية)، استفرادا شبه كامل للحوثيين فيها، في انقلاب غير معلن على شريكهم حزب المؤتمر الشعبي العام (الجناح الموالِي لهم)، والذي كان يدير مجموعة من ممثليه لأكثر من 8 سنوات، عدداً من الحقائب الوزارية في الحكومة السالفة.

ويُعلّق وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية -المُعترف بها دولياً- أسامة الشرمي، حول الهدف من وراء اختيار الحوثيين هذا التوقيت بالذات لإعلان حكومتهم، فضلاً عن تفردهم وحدهم بها، بقوله “جماعة الحوثي تشعر الآن أنها إزاء مرحلة جديدة ربما في الصراع الإقليمي الدولي، وهنالك كثير من المهام التي أُنيطت بها من طهران، وهي بالتالي تريد أن تخوض هذه المرحلة بعيداً عن التجاذبات السياسية مع حزب المؤتمر الشعبي العام”.

ويضيف الشرمي، في حديثه لـ”إرم نيوز”: “ولهذا سعت إلى تشكيل الحكومة في هذا الوقت تحديداً، بعيداً عن رغبة المؤتمر الشعبي العام، الذي أشار رسمياً إلى أنه غير مشارك، وأن أعضاءه المتواجدين في تشكيل ما تسمى بالحكومة الآن في صنعاء، يتواجدون بصفاتهم الشخصية وعلاقاتهم مع الحوثيين”.

وبحسب الشرمي، فإن “ميليشيا الحوثي”، قد تستخدم كل الأوراق المتاحة لها لحرف أنظار الرأي العالم والمجتمع الدولي، فضلاً عن المجتمع المحلي تحديداً، عن كثير من الضربات التي منيت بها خلال الفترة الماضية، والتلويح فقط بانتظار الغد”، لافتاً إلى أن” هذه الخطوة، ومن ضمنها تشكيل حكومة، المغزى الرئيس منها حرف أنظار الناس، ولكنها في المقابل هي كانت بحاجة إلى فضّ الشراكة نهائياً مع المؤتمر الشعبي العام.

ويتابع الشرمي، مُرجّحاً: “كما جاء تشكيل الحكومة في هذا الوقت، كوننا إزاء مرحلة قادمة، ربما تكون أكثر تصعيداً قد تخوضها وكلاء إيران في المنطقة مع المجتمع الدولي، وميليشيا الحوثي إحدى هذه الوكالات المهمة لطهران”.

بدوره، يرى الصحفي الاستقصائي جهاد مُحسن، أن “الغرض والتوقيت من إعلان أسماء الوزراء الجدد، هو فرض مزيد من نفوذ الجماعة الحوثية على مؤسسات الدولة في المحافظات الشمالية، وإقصاء ما تبقى من الشركاء من قادة جناح حزب المؤتمر الشعبي الموالي لها، لا سيما بعد الإعلان عن رفع العقوبات الدولية المفروضة على الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح، ونجله أحمد، وتنامي مخاوفها من عودة شعبية حزب المؤتمر الشعبي”.

وتابع محسن: “لا سيما عقب حالة الانقسام الذي طال هذا الحزب، منذ اغتيال الرئيس الراحل صالح، إلى جناحين، أحدهما خاضع للجماعة الحوثية، وينشط في مناطق سيطرتها، ويعد عبدالعزيز بن حبتور رئيس الحكومة الحوثية السابقة، غير المعترف بها دوليًا، أحد قادته، في حين ينشط الجناح الآخر من الحزب خارج مناطق سيطرة الجماعة، ويؤيد الحكومة الشرعية”.

وذكر محسن، في سياق حديثه لـ”إرم نيوز”: “ومن شأن هذه التغييرات التي قامت بها جماعة الحوثي في إطار المؤسسات التي تقع تحت سيطرتها، إلى إزاحة ما تبقى من قادة جناح حزب المؤتمر الشعبي، الموالي لها، وتعيين شخصيات (شكلية) لا تملك أي سلطة أو صلاحيات، وسيجري استغلالها كمسمى حكومي لإدارة المؤسسات، وفقاً لمشروع وأهداف الجماعة”.

وأضاف محسن : “لا شك أن اتخاذ جماعة الحوثي، قرار تشكيل الحكومة الجديدة، هو محاولة لامتصاص موجة الغضب الشعبية، بعد تفاقم معاناة المواطنين في مناطق سيطرتها، نتيجة الفساد والنهب، وإيقاف رواتب الموظفين العموميين منذ أواخر عام 2016، وتواصل سياسة الاستئثار على مقدرات الدولة لصالح قادة الجماعة في المناطق التي يسيطرون عليها”.

وواصل حديثه: “كما أنها تأتي لتغطية المأزق الكبير الذي وضعت جماعة الحوثي الشعب اليمني فيه، إثر جره إلى المزيد من الأزمات الداخلية والخارجية، خصوصًا بعد الضربات الأمريكية والبريطانية، وآخرها القصف الإسرائيلي على محافظة الحديدة”.

وأردف: “كما أن ميليشيا الحوثي، تحاول تقديم نفسها كجماعة مدنية ذات سلطة نظام ومؤسسات، فيما تمارس فعليًا دورًا خطيرًا بوضع مصالح الشعب اليمني على حافة السقوط والعزلة الدولية، تنفيذاً لأجندة دول أخرى، وسوف تستمر في مغامراتها، دون أن تأبه بالعواقب التي سيدفع الشعب ثمنها على المدى القريب”.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صوت الشعب , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صوت الشعب ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى