بلاط.. كيف أصبح الحي المحافظ وجهة مفضلة لسياح إسطنبول؟

لا تهدأ الحياة في حي “بلاط” بمنطقة الفاتح القديمة والمحافظة في وسط إسطنبول، فالسياح من مختلف دول العالم يجوبون أزقة المكان الضيقة ويفترشون مقاهي ومطاعم الرصيف التي تملأ المكان.
شابة فلسطينية تلتقط صورة برفقة والديها أمام مقهى شهير، وعائلة خليجية تجلس في مطعم شعبي وضع طاولاته على رصيف في الحي بينما نزل سياح غربيون من المنطقة المرتفعة التي تضم مجموعة من المباني الملونة بطريقة لافتة جعلت منها وجهة مفضلة للسياح.
يجذب الحي السياح على مدار العام، ففي الشتاء يكون لشهر رأس السنة الميلادية تميزه في الحي الذي يضم كنائس تمثل عدة طوائف في مدينة كانت مهداً للمسيحية قبل انتشار الإسلام فيها.

غير أن الصيف هو ذروة الازدحام والإقبال على حي بلاط، بكل تفاصيله القديمة والمعاصرة وموقعه الفريد وسط إسطنبول وقرب قرنها الذهبي، وهو خليج بحري ممتد من مضيق البوسفور.
يستمتع زوار بلاط بمشاهدة وملامسة أجزاء من سور القسطنطينية التي ظلت صامدة في وجه الزمن، بينما تحيط بها الكثير من الآثار التاريخية التي تروي حقبة قديمة من إسطنبول باسمها القديم.
ويحرص السياح في تلك الرحلة على اقتناء هدايا وتذكارات تبيعها الكثير من المتاجر البسيطة التي انتشرت في شارعين رئيسيين في الحي، يستقطبان العدد الأكبر من السياح.

وتفضل مجموعات كبيرة من السياح الصعود قليلاً في أحد الأزقة، قبل أن يزول التعب عند الوصول للمباني الملونة والزاهية التي تميز المكان، والتي طغت شهرتها على حي بلاط وبات اسمه حي المنازل الملونة.
الحي الملون هو المكان المناسب لالتقاط عدد كبير من الصور مع بيوت صفراء وأخرى حمراء وثالثة خضراء فاتحة وأخرى بلون السماء، باتت ذات شهرة تنافس أبرز معالم إسطنبول السياحية.

وبعد مسير متعب في حي جبلي إلى حدٍ ما، يمكن الجلوس والاستراحة في مقاهٍ ومطاعم حافظت على بساطتها وشعبيتها بما يتفق وطبيعة بلاط بوصفه مكاناً تاريخياً وشعبياً في آن.
وقد ترسخت صور الحي الشعبي بشكل لافت وعلى نطاق واسع منذ العام 2017، عندما عُرض الجزء الأول من مسلسل الجريمة والإثارة، (الحفرة)، والذي تم تصوير مشاهده في بلاط.

وحقق “الحفرة” أو ” Çukur” شعبية كبيرة خارج تركيا أيضاً بأجزائه الأربعة، وبات عشاق المسلسل الذين يزورون إسطنبول، ضيوفاً على المقهى الذي شهد أحداثاً بارزة في المسلسل.
لا بل بات المقهى الصغير معلماً في إسطنبول كلها، يحفظه سائقو سيارات الأجرة، وتقود إليه خرائط “غوغل” فور كتابة اسم بلاط في خانة البحث، بوصفه أبرز معالم الحي.
ويعيش السياح كل تلك التفاصيل بين سكان بلاط أنفسهم، والذي تعايشوا مع هذا العدد الكبير والدائم من السياح، فلا فنادق فارهة ولا مطاعم فخمة في المكان، إنه مجرد حي شعبي قديم جداً ينشغل سكانه بمتطلبات حياتهم البسيطة، لكنه المفضل للسياح.

ولا تنتهي الرحلة في بلاط عند ذلك الحد، فهو ضفة من ضفتي القرن الذهبي، ما جعل منه انطلاقة للعبارات البحرية التي تجوب مضيق البوسفور وتمر تحت جسوره الثلاثة، وتتوقف في وجهات سياحية أخرى في إسطنبول، لتبدأ رحلة جديدة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.