لقاءات الرئيس الزُبيدي مع القوى الدولية.. دبلوماسية فاعلة لمواجهة الأزمات ورؤية شاملة نحو الاستقرار

في ظل تعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي في العاصمة عدن، ومحافظات الجنوب، يواصل الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أداء دورٍ محوري على الساحة الدولية من خلال لقاءات متواصلة مع سفراء وقادة بعثات دولية، تهدف إلى تعزيز الشراكات، وبلورة حلول عملية للأزمات الخدمية والاقتصادية، ودفع عجلة السلام في البلاد. لقد كشفت هذه اللقاءات عن نهج سياسي متزن، واستراتيجية جنوبية قائمة على الوضوح في الطرح والفعالية في التحرك، ما أسهم في وضع الجنوب كرقم صعب في المعادلة السياسية الإقليمية والدولية.

-واشنطن على خط الأزمة

في 25 يونيو 2025، التقى الرئيس عيدروس الزُبيدي بالقائم بأعمال السفير الأمريكي لدى اليمن السيد كريستوفر دويتش، حيث ناقشا مستجدات الأوضاع السياسية والعسكرية في الجنوب واليمن، وعلى وجه الخصوص تصاعد التهديدات الحوثية للملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.
الرئيس الزُبيدي أكد خلال اللقاء على خطورة التصعيد الحوثي بوصفه تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي والدولي، مشددًا على أهمية الدور الأمريكي في لجم هذه المليشيات الإرهابية، ودعم جهود القوى الجنوبية في مواجهة الإرهاب الحوثي والجماعات المتطرفة.

من جهته، جدد القائم بالأعمال الأمريكي دعم بلاده للعملية السياسية الشاملة وجهود خفض التصعيد، معبرًا عن تقدير واشنطن لدور المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف مسؤول وشريك في مواجهة التحديات المشتركة.
وفي لقاءٍ لاحق بتاريخ 30 يونيو 2025، تكررت دعوة الرئيس الزُبيدي للولايات المتحدة بأن تلعب دورًا فاعلًا في دعم الاستقرار الاقتصادي في الجنوب، مشيرًا إلى الأثر المدمر لانهيار الخدمات والعملة على معيشة المواطنين، ما يتطلب تدخلًا دوليًا منسقًا لإعادة إنعاش المؤسسات الاقتصادية.

-بريطانيا والبنك الدولي.. حلول عاجلة لأزمة الكهرباء

في 26 يونيو 2025، التقى الرئيس الزُبيدي بالسفيرة البريطانية لدى بلادنا السيدة آبيغيل دومينيك، ومسؤولي البنك الدولي، حيث خُصص اللقاء لبحث أزمة الكهرباء المتفاقمة التي تعصف بالمواطنين في العاصمة عدن وباقي محافظات الجنوب. واستعرض الرئيس الزُبيدي المعاناة اليومية الناتجة عن تدهور قطاع الكهرباء، مؤكدًا أن الحلول الجزئية لم تعد تجدي نفعًا، وأن الأمر يتطلب مشروعًا استراتيجيًا شاملًا لإنقاذ هذا القطاع الحيوي.
وقد أبدت السفيرة البريطانية ومسؤولو البنك الدولي اهتمامًا بالغًا بالأزمة، مع التعهد بتقديم دعم فني ومالي عاجل لتوفير حلول مستدامة، تترافق مع إصلاحات هيكلية في منظومة الطاقة.

-الاتحاد الأوروبي.. السلام والتنمية في صلب الحوارات

في 28 يونيو 2025، التقى الرئيس الزُبيدي برئيس بعثة الاتحاد الأوروبي السيد غابرييل مونويرا فينيالس، حيث ناقشا الأوضاع السياسية والإنسانية الراهنة، وسبل تعزيز الدعم الأوروبي للعملية السياسية وجهود التنمية.
خلال اللقاء، أكد الرئيس عيدروس الزُبيدي أهمية الدور الأوروبي في دفع جهود السلام الشامل والعادل، مشددًا على ضرورة إشراك الجنوب في أي مفاوضات أو حلول مستقبلية، بما يضمن تمثيلًا عادلًا لقضية شعب الجنوب وتطلعاته المشروعة.
كما شدد الرئيس الزُبيدي على أهمية تعزيز الدعم الأوروبي للمجالات الخدمية، لاسيما في قطاعي التعليم والصحة، بما يخفف من وطأة الأزمات التي تثقل كاهل المواطنين.

-فرنسا.. دعم اقتصادي وتنموي يعزز الاستقرار

في 29 يونيو 2025، استقبل الرئيس الزُبيدي السفيرة الفرنسية الجديدة لدى اليمن السيدة كاثرين كوبلي، حيث تركزت المباحثات على دعم فرنسا للقطاعات التنموية والاقتصادية في البلاد.
الرئيس الزُبيدي شدد على أهمية الدعم الدولي في إعادة تأهيل البنية التحتية في الجنوب، داعيًا إلى تعزيز مشاريع التنمية التي تلامس حياة المواطنين، وتسهم في خلق فرص عمل وتنشيط الاقتصاد المحلي.
وأكدت السفيرة الفرنسية حرص باريس على تعزيز الشراكة مع الجنوب، مشيرة إلى أن بلادها ستواصل تقديم الدعم في مجالات الطاقة والتعليم والثقافة.

-كوريا الجنوبية.. شريك إنساني موثوق

في 30 يونيو 2025، التقى الرئيس الزُبيدي بمدير مكتب الوكالة الكورية للتعاون الدولي (KOICA) السيد كيم يونغ، حيث تم استعراض التدخلات الإنسانية الكورية، خصوصًا في مجالات التعليم والرعاية الصحية.

الرئيس الزُبيدي عبّر عن امتنانه للدعم الكوري الملموس، مشيدًا بتجربة كوريا في التنمية البشرية، ومقترحًا تعزيز التعاون في برامج تدريب الشباب والكوادر الفنية.
وأكد الجانب الكوري استعداده لتوسيع تدخلاته الإنسانية في الجنوب، والتنسيق مع الجهات الرسمية لضمان وصول المساعدات لمستحقيها.

-الهند.. بوابة التعاون الأمني والخدمي

في 1 يوليو 2025، استقبل الرئيس الزُبيدي سفير جمهورية الهند السيد سوراش سامنت، حيث ناقشا آفاق التعاون بين البلدين في الجوانب الأمنية، والتعليم الفني، والطاقة، والتأهيل المهني.
وأكد الرئيس الزُبيدي أهمية الدور الهندي في دعم التنمية، خاصة عبر المنح الدراسية وبرامج التدريب، مشيرًا إلى العلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين الجنوبي والهندي.
من جانبه، عبّر السفير الهندي عن استعداد بلاده لتعزيز الشراكة في جميع المجالات، مؤكدًا دعم نيودلهي لأي جهود تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب واليمن.

-استراتيجية جنوبية متعددة المسارات

تعكس هذه اللقاءات المتسارعة دينامية سياسية واضحة يقودها الرئيس القائد الزُبيدي، تُبنى على محاور رئيسية:
-المسار السياسي والدبلوماسي: تعزيز حضور الجنوب في المحافل الدولية والتأكيد على ضرورة إشراكه كطرف رئيسي في أي عملية سياسية مستقبلية.

-المسار الخدمي والاقتصادي: التماس حلول سريعة وعميقة للأزمات الخدمية، وخاصة الكهرباء والاقتصاد، من خلال التعاون مع شركاء دوليين كالبنك الدولي.
-المسار الإنساني والتنموي: تسليط الضوء على معاناة المواطنين الجنوبيين جراء الانهيار الاقتصادي، والدعوة لتدخلات إنسانية فاعلة.
-المسار الأمني: التعاون مع القوى الدولية لمواجهة الإرهاب الحوثي، وتأمين الملاحة الدولية، والمساهمة في استقرار الإقليم.

-الجنوب في قلب المعادلة الدولية

إن زخم هذه اللقاءات يعكس حقيقة أن الجنوب، ممثلًا بالرئيس القائد الزُبيدي، بات يحظى بثقة المجتمع الدولي كشريك مسؤول يمكن الاعتماد عليه في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
لقد أدركت القوى الدولية أن تجاهل الجنوب في أي حل سياسي لا يمكن أن يثمر، وأن الاستماع لصوت قيادته هو شرط أساسي لبناء سلام عادل ومستدام في الجنوب واليمن والمنطقة.

لقاءات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي الأخيرة لم تكن مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل جاءت في إطار تحرك استراتيجي مدروس، يهدف إلى انتزاع الدعم الدولي لقضية شعب الجنوب، وتحقيق مكاسب ملموسة في المجالات الخدمية، والاقتصادية، والإنسانية.
لقد أثبت الرئيس الزُبيدي، عبر هذه الجولة الدبلوماسية المكثفة، أن الجنوب ليس مجرد متفرج على المشهد، بل صانع رئيسي للتوازن، ومساهم جاد في تحقيق السلام، والعدالة، والازدهار لشعبه وللمنطقة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى