الرئيس الزُبيدي: نحذر من المساس بأمن واستقرار شبوة وأن صبرنا ليس ضعفًا

شهد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مساء اليوم الثلاثاء، الحفل الخطابي الحاشد الذي أقامته السلطة المحلية بمحافظة شبوة، احتفاءً بزيارته والوفد المرافق له إلى المحافظة.

وألقى الرئيس القائد في الحفل، الذي حضره محافظ شبوة الشيخ عوض بن الوزير، وعدد من أعضاء هيئة الرئاسة، ووزراء المجلس في الحكومة، ورؤساء الهيئات المساعدة، وقيادات السلطة المحلية، والهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي، والقادة العسكريين والأمنيين، ووجهاء وشخصيات اجتماعية وأكاديمية وممثلين عن قطاعي الشباب والمرأة، كلمة مهمة في مايلي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين.

الأخ الشيخ عوض محمد بن الوزير العولقي، محافظ محافظة شبوة.

الأخ الشيخ لحمر بن علي لسود، رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة.

الأخوة قيادات السلطة المحلية، وقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي،

الأخوة وجاهات وأعيان ومشايخ محافظة شبوة، الأكاديميون، والقادة العسكريون والأمنيون.

الحاضرون جميعًا، كلٌّ باسمه وصفته.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسمحوا لي في البداية أن أهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا وعلى شعبنا وبلادنا بالخير والأمن والاستقرار والنماء.

الحضور الكرام،

نلتقي في هذه الليلة المباركة من ليالي الشهر الفضيل، مجددين اللقاء هنا في محافظة شبوة الأبية، شبوة الباسلة التي نستمد منها روح الثورة والمقاومة، فقد كانت وعلى امتداد تاريخنا الجنوبي، قبلة الأحرار ومنطلق الثوار، وعنوان الرفض لقوى الاحتلال والإرهاب. فباسمكم جميعًا، نُحيي شبوة الأصالة، برَّها وبحرها، سهولها وجبالها الشامخة، تحية لشبوة، أرض النشامى على امتداد خارطتها الجغرافية، وإرثها العريق الضارب في جذور التاريخ.

الحضور الكرام،

إن زيارتنا اليوم لمحافظة شبوة الباسلة هي بلا شك زيارة استثنائية لمحافظة استثنائية فقد وصلنا إلى هذه المحافظة العزيزة، لمواصلة الجهود التي بذلتها فرق النزول الميداني، التي سبق أن كُلِّفت بزيارة محافظات الجنوب كافة لتلمس أوضاعها. واليوم، نحط رحالنا هنا في شبوة للاطلاع على أوضاعها، وتلمس هموم وتطلعات أبنائها، والالتحام بهم والاستماع إليهم.

أتينا ومعنا وزراؤنا في الحكومة لنقف على مجمل التحديات التي تواجهها المحافظة، وسنعمل على مساندة جهود السلطة المحلية لمعالجة تلك القضايا بما توفر من إمكانيات، وسنبذل كل ما بوسعنا للانتصار لشبوة وحق أبنائها في العيش بكرامة.

السيدات والسادة

شبوة الغالية حباها الله بموقع جغرافي متميز، وفيها من الإمكانيات الاقتصادية والبشرية ما يجعلها محافظة رائدة في شتى المجالات. وآن الأوان لأن يستفيد أبناؤها من خيرات محافظتهم، وسنكون من واقع مسؤوليتنا في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، إلى جانبهم، وسنعمل على تمكينهم من إدارة شؤون محافظتهم بأنفسهم، فقد حان الوقت لأن تحظى شبوة باستقلالية اقتصادية وعسكرية من خلال إنشاء مؤسسات اقتصادية ونفطية وعلى رأسها شركة بتروشبوة، واعتماد شبوة منطقة عسكرية مستقلة بعيدًا عن وصاية الغير، ولقد دشنا اليوم المطار، وسيتبع ذلك الميناء، ودعمنا المتواصل لمحافظة شبوة اقتصادياً وتنموياً وأمنياً.

الحاضرون جميعًا،

ندرك حجم التحديات التي تواجهها المحافظة رغم ما تزخر به من خيرات وثروات. فموقع شبوة ومقوماتها الاقتصادية جعلاها في مرمى قوى الشر، وفي مقدمتها مليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معها. ولسنا بغافلين عن التحركات الخبيثة لتلك الجماعات التي تحلم عبثًا بالعودة للسيطرة على المحافظة.

ولا ننسى قبل ذلك، التضحيات الجسيمة والمشرّفة التي اجترحها ابناء شبوة الابطال في مواجهة ميليشيات الحوثي الإرهابية، لا سيما في مديريات بيحان التي شهدت مواجهات ومعارك استثنائية قدمت فيها شبوة الباسلة اكثر من الف شهيد، وانتهت بمعركة فاصلة سطرها ابناء الجنوب وابناء شبوة سوياً، “معركة اعصار الجنوب” في تأكيد واضح على واحدية الهدف والمصير، وعلى أهمية هذه المحافظة الاستراتيجية.

ومن هنا، من عتق، نحذر كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن واستقرار شبوة، فصبرنا ليس ضعفًا، وعزمنا لا يلين، وشعبنا الصامد، إلى جانب قواتنا المسلحة الجنوبية، في أهبة الاستعداد للدفاع عن مكتسباته الوطنية، ولن نسمح، بأي حال من الأحوال، لأي جهة تحمل أجندات تخريبية بأن تعبث بأرض شبوة وكل شبر في أرض الجنوب الطاهرة أو تهدد أمن واستقرار بلادنا.

الحاضرون الكرام،

إن بلادنا تمر بمرحلة حساسة فرضتها الظروف وتقاطع المصالح، وهو ما يتطلب اليوم مزيدًا من التلاحم والاصطفاف ونبذ الفرقة، ومحاربة كل الظواهر الدخيلة على شعبنا، وفي مقدمتها ظاهرة الثأر، التي استخدمها الاحتلال كوسيلة خبيثة لتمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي على أمل كبح إرادته الجمعية، وحريٌّ بنا اليوم أن نبدأ العمل، كلٌّ من موقعه، للقضاء على هذه الظاهرة، من خلال نشر قيم التصالح والتسامح، والمعالجات الجادة نحو جنوب خالٍ من الثأر. وهذا ما قامت عليه أدبيات المجلس الانتقالي وأكدته مبادئ الميثاق الوطني الجنوبي، وسنعمل في قادم الأيام على بذل الجهود اللازمة لمعالجة ملف وقضايا الثأرات في المحافظة، ولن يتحقق ذلك دون تعاون جاد واستشعار المسؤولية حيال ذلك.

الاخوات والاخوة الحاضرون جميعا

إن التوافقات والشراكات التي اقتضتها المرحلة السابقة لم تكن بأي حال من الأحوال تنازلًا أو تراجعًا عن الأهداف الاستراتيجية، بل أتت كضرورة فرضتها الظروف لإنقاذ شعبنا من تداعيات الأزمات الممنهجة. ونواصل اليوم قيادة ذات المعترك، الذي نخوض فيه حربًا مفتوحة على كل الجبهات، السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، وحتما سننتصر بعون الله، وبعزيمتنا وبإرادة شعبنا الصامد.

الحشد الكريم من أبناء شبوة

ونحن نجتمع اليوم في عتق، حاضرة شبوة، لا يسعنا إلا أن نسجل بالغ شكرنا وتقديرنا للجهود الكبيرة التي تبذلها السلطة المحلية في المحافظة، بقيادة أخي الشيخ عوض محمد بن الوزير، الذي تمكّن، وفي وقت وجيز، من قيادة المحافظة إلى برّ الأمن والأمان والاستقرار، وعمل بكل تفانٍ وإخلاص لقيادتها نحو التنمية والبناء. والتحية موصولة للأبطال الأشاوس في قوات دفاع شبوة وألوية العمالقة الجنوبية، والوية المقاومة الجنوبية، الذين كان لهم الدور الأبرز في التصدي الباسل لقوى الاحتلال والإرهاب، التي حاولت عبثًا العودة لاحتلال المحافظة.

وهي فرصة لنجدّد موقف المجلس الانتقالي الجنوبي، وموقف مجلس القيادة الرئاسي، الداعم للسلطة المحلية في محافظة شبوة، والقوات الأمنية والعسكرية المكلفة بتأمين الحدود وحفظ الأمن والاستقرار في المحافظة، وفي مقدمتها قوات دفاع شبوة، التي أثبتت كفاءتها في تنفيذ ما أُوكل إليها من مهام أمنية وقتالية، لتجسد مسماها على أرض الواقع.

ختامًا،

إن لمحافظة شبوة في نفسي مكانة خاصة، علاوة على أهميتها ومكانتها السياسية والاقتصادية والعسكرية، ومن هذا المنطلق اؤكد لكم جميعاً إنني أولي لهذه المحافظة وأبنائها أهمية خاصة، وسنكون عند حسن ظنكم بما يخدمكم ويعزز من حضوركم، ويضمن حماية المحافظة وصيانة المنجزات التي تحققت فيها.

ولا ننسى أن نتوجه بالشكر والتقدير والامتنان للأشقاء الكرام في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، الذين قدموا في إطار التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة، لمحافظة شبوة وعموم المحافظات المحررة الدعم السخي في مختلف الجوانب، وفي مقدمتها دعمهم اللامحدود للقوات الأمنية والعسكرية وتأهيلها ورفدها بكل الإمكانيات للقيام بمهامها.

أجدد لكم التحية، وشهركم مبارك، وكل عام وأنتم بخير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى