إفطار آل الرباكي في تريم.. مائدة عامرة بالذكرى وروح التلاحم المجتمعي

تريم (حضرموت21) خاص تصوير: عبدالله بامزيود – أبو مازن الصاعي

في مساء رمضاني هادئ، حيث تمتزج أصوات المآذن بأريج المائدة العامرة، كانت ساحة التعريف في خيلة والرضيمة بمدينة تريم على موعد جديد مع واحدة من أجمل صور التلاحم والتكافل المجتمعي، إذ اجتمع المئات من الأهالي وأصدقاء الفقداء لإحياء تقليد سنوي بات جزءًا من ذاكرة المدينة: إفطار آل الرباكي الجماعي، الذي يقام للعام التاسع على التوالي على أرواح حيمد صالح الرباكي، والشيخ خالد كرامة الرباكي، وعارف صالح الرباكي، والشهيد عبدالقادر خالد الرباكي، وجميع موتى المسلمين.

أجواء تسودها الألفة والوفاء

قبل موعد الإفطار بساعات، بدأت الساحة تتحول إلى خلية نحل، حيث توافد الأهالي للمساعدة في تجهيز المائدة الطويلة التي ستمتد على طول المكان، وهي مائدة ليست فقط للطعام، وإنما أيضًا للحكايات والذكريات التي تربط بين الحاضرين والغائبين. كان البعض يحمل أطباق الطعام المعدّة بحب، وآخرون ينسّقون الجلسات لتتسع لأكبر عدد ممكن، فيما راح الأطفال يراقبون المشهد بحماس، كأنهم يتهيأون لاحتضان إرثٍ سيحملونه يومًا ما.

ومع اقتراب أذان المغرب، كان المكان قد اكتظ بالحاضرين، حيث جلس الجميع جنبًا إلى جنب، بلا فوارق أو حواجز، كبار وصغار، أقارب وأصدقاء، يجمعهم هدف واحد: الوفاء لمن رحلوا، وتجديد قيم المحبة والتكاتف.

إرث متجدد ورسالة مجتمعية

تنطلق هذه المبادرة من عائلة آل الرباكي التي، وبدعم من الأصدقاء والجيران، حرصت على أن يتحول الإفطار من مجرد تجمع سنوي إلى رسالة تعكس روح المجتمع التريمي. وبحسب أحد أفراد العائلة، فإن هذه الفعالية لم تكن مجرد إحياءٍ لذكرى الفقداء، بل هي أيضًا دعوة مفتوحة لتعزيز التعاون والترابط الاجتماعي، وتذكيرٌ بأهمية الأعمال الجماعية التي تساهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا.

“نحن لا نراها مجرد مائدة إفطار، بل موعدًا مع الذكرى، مع الحب الذي لا يزول، ومع قيمة أن يظل الإنسان حيًا في القلوب حتى بعد رحيله”، هكذا عبّر أحد المنظمين عن أهمية هذه المبادرة التي أصبحت رمزًا للوفاء والتراحم بين أهالي المدينة.

صورة تعكس روح تريم

مع رفع أذان المغرب، بدأت الأيادي تمتد إلى الأطباق، تتبعها أدعية هامسة للغائبين، في مشهد يُلخّص كيف يمكن لتفاصيل صغيرة أن تتحول إلى علامة فارقة في وجدان المجتمع. وبعد الإفطار، استمر الحضور في تبادل الأحاديث واسترجاع الذكريات، بينما قام البعض بجمع الأطباق وتنظيف المكان، تأكيدًا على أن العطاء لا يتوقف عند لحظة واحدة، بل يمتد ليشمل كل جوانب الحياة.

إن إفطار آل الرباكي لم يعد مجرد تقليد رمضاني، بل بات جزءًا أصيلًا من هوية المدينة، ودرسًا سنويًا في معاني الحب والتكاتف والتواصل بين الأجيال، حيث تستمر الحكاية عامًا بعد عام، كأنها رسالة خالدة بأن المحبة الصادقة لا تموت أبدًا، بل تظل حيّة، تُروى على مائدة الرحمن، وتُحكى في القلوب التي لم تنسَ أصحابها.

تحرير المقال

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة حضرموت 21 , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من حضرموت 21 ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى