اخبار السعودية : قصص شبه يومية: حين يصبح الترحيب هو الوجهة.. السعوديون يعيدون تشكيل مفهوم السياحة

على منصة X وغيرها، وما بين يوم وآخر، يتم تداول مقاطع لسياح أجانب يلبون دعوات مواطنين سعوديين في مناسبات وبدون مناسبات.

هذا الأثر اللافت وغيره، مثل مشاهد السياح وهم يتجولون في الأسواق التراثية، يشاركون العائلات السعودية موائد الطعام، أو يحضرون مناسبات تقليدية، لم يكن بهذا الحضور في السعودية قبل سنوات، لكن اليوم أصبح هذا المشهد جزءًا من الصورة الجديدة للسعودية؛ إذ يتدفق الزوار من مختلف أنحاء العالم، ليس فقط لاكتشاف المعالم السياحية المتجددة، بل أيضًا لخوض تجربة ثقافية فريدة، يثريها كرم السعوديين الأصيل.

“كأنني أحد أفرادها”!

وفي العلا، حيث تلتقي الحضارات القديمة مع الابتكار الحديث، فوجئ سائح إيطالي بدعوة غير متوقعة إلى مأدبة عشاء تقليدية في الهواء الطلق.

ووفقًا لما قاله ماركو روسي لمجلة National Geographic Traveler: “ظننت أنني سأحضر لقاء عاديًّا، لكن انتهى بي المطاف وسط عائلة سعودية، تحدثني عن تاريخ المنطقة، وقدموا لي القهوة وكأنني أحد أفرادها”.

هذه التجربة، التي لم يكن يتوقعها، جعلته يعيد النظر في تصوراته عن السعودية وشعبها.

هذه التحولات لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة رؤية 2030 التي وضعت السياحة في قلب استراتيجيتها؛ لتنويع الاقتصاد، وتعزيز التواصل الثقافي مع العالم.

ومع ازدياد أعداد السياح كان من الطبيعي أن تتناغم مع التقاليد السعودية العريقة، ليس فقط في الوجهات والمشاريع الضخمة، بل أيضًا بجعل المواطن مساهمًا بشكل مباشر وغير مباشر ليصبح بمنزلة سفير غير رسمي لوطنه، يقدم تجربة إنسانية تتجاوز توقعات الزوار، وهي أساسًا تقاليد أصيلة متجذرة.

أسلوب حياة

يحب السياح القادمون من الخارج على وجه الخصوص زيارة الأسواق الشعبية، حيث تمتزج أصوات الباعة بروائح التوابل والعود.

وتكررت مشاهد السياح الذين تتم دعوتهم من قِبل الباعة لتذوُّق المأكولات المحلية وسط أجواء ودية، تعكس كرم الضيافة العفوي.

وأشكال الضيافة تتنوع من منطقة إلى أخرى بحسب تنوع التقاليد من منطقة إلى أخرى.

وفي كل الأحول يجد السياح الذين لا يملكون معرفة كثيرة عن السعودية ثراء مذهلاً؛ فتخرج التجربة عن السياحة إلى ما هو أكثر في مشاركة أسلوب حياة متوارث منذ قرون.

وفي مناطق مختلفة من السعودية بات السعوديون يرحبون بالسياح كضيوف وليس كزوار عابرين.

ولم يعد الأمر مقتصرًا على تقديم الخدمات الفندقية أو البرامج السياحية فحسب، بل أصبح تفاعلاً إنسانيًّا قائمًا على التقدير المتبادل.

هذا النهج غير الرسمي في استقبال السياح ساهم في تكوين صورة جديدة عن السعودية؛ إذ يشعر الزوار بأنهم ليسوا مجرد متفرجين، بل جزء من الحياة اليومية للمجتمع المحلي.

السعودية تتغير.. لكن القيم تظل ثابتة

التحولات التي تشهدها السعودية في قطاع السياحة لم تؤثر على جوهر الثقافة السعودية، بل عززت من إبرازها على نطاق أوسع.. ففي ظل مشاريع ضخمة، مثل نيوم والقدية والبحر الأحمر، التي تعكس طموحًا عالميًّا، يظل العنصر الأهم في تجربة الزائر هو الإنسان السعودي نفسه، بتقاليده العريقة وروح الضيافة التي تمارس بعفوية تامة.

هذا الانفتاح السياحي، الذي تقوده رؤية 2030، لم يقتصر على تطوير البنية التحتية فحسب، بل نجح في جعل المواطن السعودي جزءًا أساسيًّا من التجربة السياحية.

فبينما تقدم الدولة تأشيرات سياحية إلكترونية، وإجراءات ميسرة، يبادر المواطنون بأنفسهم لجعل تجربة الزوار أكثر حميمية وإنسانية.

لقد أصبحت التقاليد العريقة، مثل تقديم القهوة والتمر للضيف، والحرص على حسن استقباله، ليست مجرد رموز ثقافية، بل أدوات حقيقية لتعزيز صورة السعودية في أعين العالم.

ووفقًا لما قاله توماس هاربر في مقابلة مع صحيفة The Guardian: “زرت أماكن كثيرة حول العالم، لكنني لم أشعر بهذا الترحيب في أي مكان آخر. السعوديون يجعلونك تشعر بأنك في بيتك”.

هذه الشهادات المتكررة من الزوار تؤكد أن القيم الأصيلة يمكن أن تظل راسخة حتى في ظل التحولات الكبرى، بل تصبح عنصر جذب بحد ذاتها.

السعودية في أعين العالم.. بين التراث والمستقبل

ما يحدث اليوم في السعودية ليس مجرد زيادة في أعداد السياح، بل إعادة تعريف لدور السياحة في بناء الجسور الثقافية.

لم تعد السعودية وجهة ذات معالم تاريخية فقط، بل أصبحت مساحة للتفاعل الثقافي العميق؛ إذ يكون اللقاء بين المواطن والزائر تجربة مؤثرة لكلا الطرفين.

قد يأتي السياح لمشاهدة المشاريع المستقبلية، أو حضور الفعاليات الكبرى، لكنهم في النهاية يغادرون بانطباع مختلف تمامًا عما كانوا يتوقعونه.

لقد أصبح الانطباع الأكثر ترديدًا لدى السياح: “المدهش هو البساطة في تعامل الناس معك. تشعر بأنك لست غريبًا، بل مرحبًا بك كما لو كنت فردًا من العائلة”.

هذا الشعور هو ما يميز السعودية اليوم في المشهد السياحي العالمي.. فبينما تسعى الدول لجذب السياح عبر تسويق معالمها، تقدم السعودية تجربة قائمة على التفاعل الإنساني؛ إذ يصبح الزائر ليس مجرد متفرج على بلد جديد، بل مشارك في لحظات لا تنسى مع أهلها.

وهذا – في حد ذاته – هو أعظم استثمار يمكن لأي بلد أن يقدمه للعالم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى