لمسة فليك السحرية في لشبونة.. قرارات حاسمة وانتصار استثنائي

هاي كورة: أثبت المدرب هانز فليك مرة أخرى براعته التكتيكية، بعدما قاد برشلونة لانتصار ثمين في ملعب “دا لوز”، رغم الصعوبات التي واجهها الفريق بعد طرد كوبارسي في الدقيقة 22.

لعب الفريق بـ10 لاعبين لأكثر من ساعة، لكن الانضباط الدفاعي والتغييرات المدروسة جعلت الفوز ممكنًا، وكان الحارس تشيزني أحد الأبطال بتصدياته الحاسمة.

لكن الإنجاز لم يكن فقط بفضل اللاعبين، بل كان لفليك دور محوري في هذا الانتصار، علاقة المدرب الألماني بملعب “دا لوز” تبدو وكأنها قصة نجاح مستمرة، إذ سبق له تحقيق الفوز التاريخي 8-2 على برشلونة مع بايرن ميونيخ، ثم توج لاحقًا بدوري الأبطال على نفس الأرض.

في غضون أيام قليلة، قاد فريقه لفوز مثير بنتيجة 5-4، ثم عاد ليحقق انتصارًا آخر في مباراة لا تُنسى.

على الرغم من الانتقادات التي طالته سابقًا بسبب تبديلاته، إلا أن فليك كان دقيقًا في قراراته هذه المرة.

لم يتردد في إخراج لامين يامال، رغم غضب اللاعب، ودفع بفيران توريس لتعزيز الجبهة الدفاعية، حيث كان بنفيكا يشكل خطورة كبيرة من هذا الجانب.

كذلك، قرر التضحية بداني أولمو بعد طرد كوبارسي، مفضلًا إدخال أراوخو لتعزيز الدفاع، رغم أن أولمو يتميز بالضغط العالي، وهو ما كان الفريق بحاجة إليه في ظل النقص العددي.

استمر فليك في اتخاذ قرارات جريئة عندما دفع بخمسة مدافعين، بإشراك جيرارد مارتن بدلًا من ليفاندوفسكي، وهو خيار دفاعي غير مألوف بالنسبة لبرشلونة، لكنه كان ضروريًا لإغلاق المساحات أمام هجوم بنفيكا.

أما القرار الأهم، فكان الإبقاء على بيدري حتى صافرة النهاية. تعلم فليك من خطئه السابق في مباراة أتلتيكو مدريد بكأس الملك، عندما أخرج اللاعب في وقت حساس، ما كلف الفريق تعادلًا مؤلمًا.

هذه المرة، لعب بيدري المباراة كاملة، وكان مفتاحًا في تهدئة الإيقاع والحفاظ على الكرة لمنع أي انتفاضة من الفريق البرتغالي.

لا يمكن نسيان الرهان الذي وضعه فليك على تشيزني، كان القرار بمنحه مركز الحارس الأساسي مثيرًا للجدل في البداية، لكن الحارس البولندي رد على الانتقادات بتقديم واحدة من أفضل مبارياته، حيث تصدى لثماني كرات خطيرة، وساهم بشكل كبير في الحفاظ على نظافة الشباك.

بالنهاية، أثبت فليك أن التكتيك الذكي واتخاذ القرارات الصحيحة في اللحظات الحاسمة يمكن أن يصنع الفارق، حتى عندما تسير الأمور ضدك.