اعلامي جنوبي: جيل يصنع المعرفة وآخر يشتريها.. المفارقة المؤلمة في واقع التعليم اليوم


كشف الإعلامي والمحلل السياسي ياسر اليافعي عن تفاصيل رحلته الشاقة في دراسة الماجستير في الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية عام 2007، والتي كانت مقرها في صنعاء ضمن جامعة العلوم والتكنولوجيا، وهي مؤسسة تابعة للجامعة العربية. وأوضح أن طاقم التدريس حينها كان من الأردن، وزملاءه في الدراسة كانوا من كبار موظفي البنوك اليمنية، مثل محسن حسين، نائب مدير البنك الأهلي حاليًا، والمدير المالي لكاك بنك، وحمود الكامل عضو مجلس إدارة بنك سبأ، وصقر من بنك التضامن الإسلامي، إلى جانب عدد من الكوادر المصرفية وموظفي شركة النفط، الذين كانوا يدرسون على نفقة مؤسساتهم، في حين كان هو وشاب آخر من حضرموت يدرسان على حسابهما الخاص.

وأشار اليافعي إلى أن الدراسة كانت تُقام ثلاثة أيام في الأسبوع (السبت، الأحد، والاثنين)، وبعد انتهاء المحاضرات عند الثامنة مساءً، كان يتوجه مباشرة إلى محطة النقل البري في الرويشان للسفر إلى الحبيلين، ومن هناك يستقل فجر الجمعة باص النقل الجماعي إلى صنعاء. واستمرت هذه المعاناة لعامين، حيث دفع خلالها 300 إلى 400 دولار لكل مادة، بالإضافة إلى نفقات السفر الأسبوعية والمبيت في الفندق، مؤكدًا أن التجربة كانت شاقة بكل معنى الكلمة.

وأضاف أنه بعد إنهاء الماجستير، حصل على توجيهات رسمية بمنحة دكتوراه في عام 2010 من مكتب الرئيس علي عبدالله صالح، بعد وساطة من مدير مكتب المناضل سالم صالح، وكان على وشك استكمال الإجراءات، لكن وزارة التعليم العالي وضعت العراقيل، حيث طُلب منه عبر سماسرة مبلغ 300 ألف ريال كرشوة لإنجازها. وأعرب عن أمله آنذاك بأن “ثورة الشباب” ستصلح الأوضاع، لكنه تفاجأ بدخول البلاد في فوضى عارمة وضياع الفرصة تمامًا.

وأبدى اليافعي أسفه من واقع التعليم اليوم، حيث أصبح الحصول على الشهادات أسهل من أي وقت مضى، دون أي معاناة أو جهد يُذكر. كما عبّر عن خيبة أمله لعدم تمكنه من الحصول على وظيفة في تخصصه رغم أهميته في ذلك الوقت، مستذكرًا عندما ذهب إلى الخدمة المدنية في صنعاء لتقييد شهادته، حيث قيل له إنه لا يوجد جدول في قاعدة البيانات لتخصصه، مما اضطره إلى مقابلة وكيل الوزارة للحصول على توجيهات بفتح جدول خاص بتخصصه، ليصبح أول من يُقيد في الخدمة المدنية على مستوى الجمهورية بماجستير في المصارف.

وختم اليافعي حديثه بالقول إن جيله وُلد وتعلّم في بلد لم يعرف سوى الحروب والصراعات، حيث لم يكن للتعليم قيمة تُذكر مقارنة بقيمة النفاق والتملق والكذب.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى