مليشيا الحوثي الإرهابية تواصل انتهاكاتها بحق موظفي الإغاثة في اليمن

الجنوب بوست/ متابعات

تصاعدت الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي الإرهابية ضد العاملين في وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية، حيث لقي موظف أممي حتفه داخل سجون الجماعة، بينما لا يزال آخر في العناية المركزة. وتؤكد شهادات العاملين في قطاع الإغاثة أن الوضع في مناطق سيطرة الحوثيين بات أقرب إلى الإقامة الجبرية، حيث تُفرض قيود صارمة على حركتهم واتصالاتهم، وتُراقب علاقاتهم بشكل مكثف.

وأفاد ستة من موظفي الإغاثة في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط بأن الحوثيين قاموا بزرع عملاء تابعين لجهاز مخابراتهم داخل المنظمات الدولية، لمراقبة الأنشطة وتحليل توجهات العاملين. كما عمدت الجماعة إلى التدقيق في السجلات الوظيفية للموظفين، بهدف تبرير حملات الاعتقال التعسفية بحقهم.

وجاءت وفاة أحمد باعلوي، الموظف في برنامج الأغذية العالمي بمحافظة صعدة، بعد أسابيع من اعتقاله، لتمثل أحدث فصول الجرائم الحوثية، وذلك عقب وفاة مسؤول الأمن والسلامة هشام الحكيمي، والخبير التربوي صبري الحكيمي في ظروف مماثلة.

ورغم خطورة هذه الحوادث، اكتفى برنامج الأغذية العالمي بالتعبير عن “الحزن والغضب” دون تحميل الحوثيين المسؤولية المباشرة عن وفاة باعلوي، فيما تجنبت الأمم المتحدة اتخاذ موقف حاسم، مكتفية بتعليق أنشطتها في محافظة صعدة بعد اختطاف الحوثيين ثمانية موظفين أمميين إضافيين.

وبحسب مصادر مطلعة في صنعاء، فإن باعلوي فارق الحياة في أحد سجون المليشيا التي يديرها عبد الرب جرفان، نائب مدير مكتب زعيم الحوثيين، بعد 18 يومًا من اعتقاله. وعندما أبلغت مخابرات الحوثيين عائلته بوفاته وطلبت منها تسلم الجثمان، رفضت الأسرة ذلك وطالبت بتشريح الجثة لكشف سبب الوفاة.

في ظل تصاعد هذه الجرائم، أصدرت الأمم المتحدة بيانًا أعلنت فيه تعليق عملياتها في صعدة مؤقتًا، في محاولة لحماية موظفيها وضمان الإفراج عن المحتجزين، إلا أن غياب إجراءات أكثر صرامة يثير تساؤلات حول قدرة المنظمة الدولية على مواجهة إرهاب الحوثيين المستمر بحق العاملين في المجال الإنساني.