رحيل الأستاذ ناصر الشيبه البابكري: {فقدان نور من حياتنا}


كان خبر رحيل الأستاذ ناصر الشيبه البابكري كالصاعقة التي اهتزت لها مشاعرنا جميعًا، وكأن الحياة قد توقفت لحظة عند سماع هذا الخبر المؤلم. فكيف لقلب أن يستوعب رحيل شخص كان يمثل النور في حياتنا؟ كيف لنا أن نصدق أن من كان شامخًا بيننا بكامل صحته وقوته قد اختارته يد القدر في لحظة غير متوقعة، ليرحل عن عالمنا إثر حادث مروري مؤسف، تاركًا في قلوبنا جرحًا عميقًا لا يمكن الشفاء منه بسهولة.

كان الأستاذ ناصر بالنسبة لنا أكثر من معلم. كان الأخ والصديق، كان مثالًا للأخلاق العالية والشخصية الاجتماعية المحبوبة التي تجد فيها الراحة والطمأنينة. عرفته ليس فقط لأنه كان شخصًا مُلهمًا في مجاله، بل لأنني عايشته عن كثب، ورأيت فيه قمة الإنسانية. كان يحمل في قلبه حبًا كبيرًا لكل من حوله، لا يميز بين غني وفقير، ولا بين صغير وكبير، كان يعامل الجميع بمساواة، وأسلوبه في التعامل كان يشع بالاحترام واللطف.

عندما وصلني الخبر المفجع، ضاق صدري وكأن السماء قد سدت أمامي. كان خبر وفاته صدمة كبيرة أصابتني في الصميم، فقد كنت أعتبره أخًا وصديقًا، ومن كان يضيء حياتنا بحضوره الطيب. من دون أن أدرك، بدأت الدموع تنساب من عيني بغزارة، وكأنني فقدت جزءًا من روحي، فقد كان هذا الخبر أشد من أي خبر آخر، فقد كان الأستاذ ناصر له مكانة خاصة في قلب كل من عرفه.

كان يعلمنا أن الحياة ليست مجرد سنوات، بل لحظات وأعمال تُخلّد في الذكرى. كان مثالا حيًا للعمل الجاد والمخلص، كان يزرع فينا قيمًا لا يمكن أن تمحى. لقد عاش أستاذنا ناصر حياته كما يجب أن تكون: مليئة بالعلم والعمل الصادق، مليئة بالعطاء والحب، مليئة بالأخلاق العالية التي لا تكاد تجدها في كثير من الناس.

نعم، فقدنا الأستاذ ناصر الشيبه البابكري جسدًا، لكن سيرته الطيبة ستظل حية فينا، ستظل ذكراه تملأ قلوبنا بأمل، وستظل نصائحه التي لا تُنسى نبراسًا نهتدي به في مسيرتنا. فقد علمنا كيف نكون أفضل، كيف نحب ونعطي بلا حدود، كيف نعيش بكرامة وحب للآخرين.

في رحيلك، ياابن خالي فقدنا جزءًا كبيرًا من ضوء حياتنا. لن ننسى ابتسامتك التي كانت تضيء أي مكان تحل فيه، ولن ننسى حبك للعلم وتفانيك في تربية الأجيال. كانت حياتك مليئة بالعطاء، ورحيلك سوف يترك فراغًا عميقًا في قلوبنا. ولكن، كما كان يعلّمنا دائمًا، نحن على يقين بأن الحياة تستمر، وأننا سنحمل معاناتنا وألمنا في صدورنا، ولكننا أيضًا سنحمل مع هذا الألم ذكرى من لا يمكن نسيانه.

رحمك الله يا أستاذ ناصر، وأدخلك فسيح جناته، وجعل كل أعمالك في ميزان حسناتك. إنا لله وإنا إليه راجعون.

عاتق سعيد بن حبتور

مدير عام مديرية الروضة

رئيس المجلس المحلي

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى